أكد رئيس الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة حيدر العبادي التزامه بإستيعاب جميع اطياف الشعب العراقي وتوحيد مكوناته وقيادتها نحو بر الامان، وشدد على تصميمه محاربة الفساد وانهاء السلبيات.

لندن: قال رئيس الوزراء العراقي المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة حيدر العبادي ردًا على نصائح قدمها له اليوم المرجع الشيعي الاعلى في البلاد آية الله السيد علي السيستاني إنه ملتزم بهذه التوجيهات باعتبارها ضمان وحدة العراق والعراقيين. وأكد في بيان صحافي اطلعت على نصه "إيلاف" التزامه بمحاربة الفساد والقضاء على السلبيات وقيادة العراق إلى بر الامان.

وأضاف العبادي قائلاً: "اؤكد التزامي بتوجيهات المرجعية الدينية العليا، والتي هي ضمان وحدة العراق والعراقيين والالتزام بمحاربة الفساد واستئصاله وهو ما أكدنا عليه في برنامجنا الحكومي بالإضافة إلى القضاء على السلبيات وقيادة البلد إلى بر الامان". وأشار إلى أنّه سيعمل على استيعاب اطياف الشعب العراقي وتوحيد العراقيين للقضاء على الارهاب وبناء وطنهم.

وثمن دعوة المرجعية للكتل السياسية بالتعاون معه لتشكيل الحكومة.. وأكد أنها "ستمثل دافعاً كبيراً لتشكيل الحكومة على اساس الكفاءة والنزاهة وتخليص البلاد من الاشكالات الأمنية والسياسية والاقتصادية التي يشهدها العراق".

وأشار العبادي إلى "ان هناك اوضاعاً يشهدها البلد تختلف عن الاوضاع السابقة، وهذا يتطلب منا استراتيجية جديدة وبرنامجاً حكومياً يتناغم مع هذه الاوضاع". وقال إن هناك "ملفات عديدة تحتل اهمية قصوى في برنامجنا الحكومي ومنها القضاء على الفساد الاداري والمالي في مؤسسات الدولة، والتي تعد من ركائز عملنا خلال الفترة المقبلة بالإضافة إلى الملف الأمني والسياسي والاقتصادي وملف العلاقات الخارجية والملفات الاخرى.

وأضاف قائلاً "لن اقدم لكم وعودًا غير واقعية ولكنني اعدكم بأني سأبذل قصارى جهدي لخدمة شعبنا ووطننا وأن ابذل حياتي دفاعاً عنه وسأبقى وفيًا للقيم التي ضحينا من اجلها وأقف مع المظلوم ضد الظالم وأكون عونًا للضعيف والملهوف.. ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا او اخطأنا".

وفي وقت سابق دعا معتمد السيستاني الكتل السياسية إلى التعاون مع العبادي لتشكيل حكومة قوية تعالج اخطاء حكومة المالكي، وشدد على ضرورة التصدي للفساد ومنح جميع المذاهب حقوقها وشدد السيد أحمد الصافي على الحاجة إلى تغيير المواقع بالشكل الذي يمكن البلاد من مواجهة الازمات التي تواجهها برؤية تختلف عمّا جرى سابقاً لانقاذ العراق من الارهاب والحرب الطائفية والتقسيم.

ودعا الكتل السياسية في مجلس النواب لان تكون على مستوى المسؤولية التاريخية في هذا الوقت العصيب وتتعاون مع المكلف العبادي من اجل تشكيل حكومة قوية كفوءة تضع برنامجاً واضحاً لمعالجة اخطاء الحكومة السابقة واحقاق حقوق جميع المكونات العراقية بأديانها ومذاهبها. وشدد الصافي على ضرورة تصدي الحكومة المقبلة للفساد المالي والاداري، وقال إن مكافحة الحجم الهائل لهذا الفساد يجب أن تكون من اولويات الحكومة لأنه مستشرٍ في مؤسسات الدولة بالشكل الذي يعيق معالجة الازمات الأمنية والخدمية والاقتصادية.

وكان العبادي دعا الاربعاء الماضي الكتل السياسية إلى تعيين ممثلين لها لغرض التفاوض والاتفاق على الحقائب الوزارية، وأن يكون المرشحون من الكفاءات الوطنية القادرة على النهوض بالعراق إلى المستوى اللائق به، كما وركز على اهمية تمثيل المرأة في الحكومة القادمة بشكل مناسب.

وأكد أنه "سيبذل قصارى جهده من اجل عرض التشكيلة الوزارية بأسرع وقت ممكن من اجل التوجه لمرحلة اعادة الأمن والقضاء على عصابات داعش والتنظيمات الارهابية الاخرى والتي تتطلب جهدًا كبيرًا واستراتيجية أمنية جديدة تتناسب مع الاوضاع الأمنية الحالية". وطالب القوى السياسية امس إلى الجلوس معًا ليس لتشكيل الحكومة فقط، وانما لوضع رؤية وطنية مشتركة لحل مشكلات العراق الدستورية والسياسية والاقتصادية.

يذكر أن أمام العبادي حتى التاسع من الشهر المقبل كحد اقصى لتشكيل حكومته، وتقديمها إلى مجلس النواب مع برنامجها الحكومي لنيل الثقة، وبعكسه فإن على الرئيس فؤاد معصوم ان يكلف أي شخصية أخرى للقيام بالمهمة نفسها.