غداة توقيع الرئيس الروسي عقيدة عسكرية جديدة، قال البيت الأبيض الأميركي إن إدارة الرئيس باراك أوباما تشاطر روسيا موقفها إزاء خطر التطرف وأسلحة الدمار الشامل، لكنها تختلف معها في تقييمها تهديدات ناجمة عن حلف الناتو.

نصر المجالي: أعلن الكرملين يوم الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقع عقيدة عسكرية جديدة تقرر أن توسع حلف شمال الأطلسي يعد واحدا من الأخطار الخارجية الرئيسة. وجاء إعلان ذلك بعد أيام من اتخاذ أوكرانيا خطوات جديدة.

وفي تصريح لوكالة (سبوتنيك) الروسية أعلن المسؤول الأميركي عقب صدور نص العقيدة العسكرية الروسية في صيغتها المعدلة قائلاً: "نحن نشاطر موسكو رغبتها في تفادي الاصطدام عبر عمل مشترك على الساحة العالمية، وأيضا من خلال العمل على حل القضايا التي يهتم بها كلا الطرفين، كعنف المتطرفين أو انتشار أسلحة الدمار الشامل".

وأضاف انه في نظر الولايات المتحدة "ينجم الخطر الأكبر على الاستقرار في أوروبا والعالم حاليا من دول تحاول تغيير الحدود المعترف بها دوليا وتتخذ خطوات مزعزعة للاستقرار، وتنتهك وحدة أراضي الدول المجاورة وسيادتها"، متهما روسيا بالقيام بمثل هذه الخطوات إزاء أوكرانيا.

قلق روسيا

وفي تعليقه على قلق روسيا من توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو) نحو الشرق زعم المسؤول الأميركي الرفيع المستوى بأن "توسع الناتو قد أظهر على مدار سنوات عدة قوة الاستقرار والتعاون، كما أنه استند إلى الخيارات السيادية للدول المعينة، واستهدف بناء أوروبا متكاملة وحرة وسلمية توحدها القيم الديمقراطية".

يذكر أن الرئيس الروسي أقر وثيقة العقيدة العسكرية الروسية في صيغتها الجديدة والتي تعتبر حشد القدرات العسكرية للناتو على مقربة مباشرة من الحدود الروسية من أهم الأخطار الخارجية بالنسبة لأمن روسيا القومي.

وأشير في الوثيقة على وجه الخصوص إلى مخاطر اقتراب البنى العسكرية التحتية لبلدان الناتو من الحدود الروسية بما في ذلك عن طريق تنفيذ مخططات تهدف إلى ضم أعضاء جدد إلى حلف شمال الأطلسي.

كما ذكرت العقيدة العسكرية الروسية الجديدة بين الأخطار العسكرية المحتملة على روسيا، إقامة ونشر منظومة الدفاع الصاروخي في أوروبا، والتي تقوض الاستقرار العالمي، وكذلك نشر وزيادة القوات الأجنبية في الدول والمياه المجاورة، بما في ذلك بهدف الضغط السياسي والعسكري على روسيا.

عقيدة 2010

وكانت العقيدة العسكرية السابقة لروسيا التي وقعها بوتين عام 2010 قد قررت أيضا أن توسع حلف شمال الأطلسي خطر كبير لكن المخاطر زادت كثيرا بالنسبة لروسيا خلال العام المنصرم. وقالت روسيا هذا الأسبوع إن حلف شمال الأطلسي يحول أوكرانيا إلى "جبهة مواجهة" وهددت بقطع الصلات المتبقية معه إذا تحققت تطلعات أوكرانيا بالانضمام إلى الحلف.

وكان إنهاء برلمان أوكرانيا حالة الحياد يوم الثلاثاء الماضي، أثار غضب موسكو وعمق أسوأ مواجهة بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة. واندلعت المواجهة الجديدة بعد أن ضمت روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية هذا العام.

وزاد حلف شمال الأطلسي وجوده العسكري في شرق اوروبا هذا العام قائلا إنه يمتلك دليلا على أن روسيا خططت وسلحت تمردا مواليا لها اندلع في شرق أوكرانيا بعد الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الأوكراني الموالي لروسيا.

وتنفي موسكو دعم التمرد وتحاول في الوقت الراهن -بالعمل مع كييف والانفصاليين- تجديد جهود التوصل الى حل سياسي للأزمة في شرق أوكرانيا. ويرجح أن يستغرق استيفاء أوكرانيا متطلبات انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي سنوات وحتى إذا تم ذلك فليس من المؤكد أن يكون الحلف مستعدا لاتخاذ مثل هذا القرار.

وقال مسؤول في الحلف يوم الجمعة، حسب (رويترز) إن الحلف يحترم قرار البرلمان الأوكراني وإن روسيا يجب أن تحترمه أيضا. وأضاف "إذا قررت أوكرانيا الانضمام لعضوية حلف شمال الأطلسي فإن الحلف سيقيم استعدادها للانضمام له بالطريقة نفسها التي تتبع مع أي دولة مرشحة، وهذا موضوع بين حلف شمال الأطلسي والدول التي تتطلع إلى العضوية منفردة".