&
قال المعارض السوري قاسم الخطيب إن إيران لديها مشروع وصفه ب"الصفوي والفارسي بالمنطقة"، مشيرا في حوار مع "إيلاف" إلى أن مصر تريد أن تلعب دور الوسيط في الأزمة السورية، وإن المعارضة تعول على هذا الدور.

&
القاهرة: يزور وفد من الإئتلاف السوري المعارض القاهرة حالياً، لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين، حول سبل الخروج من الأزمة الراهنة.&
وقال قاسم الخطيب، عضو المكتب الرئاسي للإئتلاف في مقابلة مع "إيلاف" إن مصر تبحث عن حل سياسي للأزمة، مشيراً إلى أنها طلبت من مختلف أطياف المعارضة التوحد، من أجل البدء في إيجاد هذا الحل. ولفت إلى أن السوريين مطمئنون للوساطة المصرية.
&
وأضاف الخطيب أن إيران لديها مشروع وصفه ب"الصفوي والفارسي بالمنطقة"، لافتاً إلى أن السعودية تمارس ضغوطاً إقتصادية على إيران وروسيا عبر خفض أسعار النفط. وذكر أن المعارضة قدمت إلى المجتمع الدولي وثيقة تطالب بسحب الأسلحة وإعادة الأجانب إلى بلدانهم، سواء من جبهة النصرة أو داعش أو حزب الله أو الميلشيات الإيرانية والعراقية، متهماً تنظيم "داعش" بالتعاون مع نظام بشار الأسد، وبيع النفط إليه.
واستبعد أن تؤثر الخلافات المصرية التركية على القضية السورية، ونفى أن تكون جماعة الإخوان المسلمون تسيطر على الإئتلاف السوري المعارض.
وفيا يلي نصر الحوار
&

لا مبادرات
ـ أثير حديث مؤخراً حول طرح مصر مبادرة لحل الأزمة السورية، ما ملامحها؟
ليست هناك أية مبادرات قدمتها مصر للحل السياسي في سوريا، وإنما الأخوة المصريين لديهم مشروع أبلغونا به، ويرتكز على العمل على التقارب بين وجهات النظر، والدعوة إلى لقاء تشاوري في القاهرة، بين أطياف المعارضة الفاعلة، سواء الإئتلاف السوري أو هيئة التنسيق أو شخصيات أخرى فاعلة. ولم يبلغونا بأي مبادرة.
&
ـ لكن ثمة تصريحات على لسان المعارض عبد الأحد اسطيفو، قال فيها إن مصر عرضت عليكم مبادرة للحل السياسي؟
عبد الأحد اسطيفو ليس عضواً في الوفد، أنا عضو الإئتلاف السوري، وممثل المكتب الرئاسي في القاهرة، وأنا على تواصل مستمر مع وزارة الخارجية المصرية، ولم تطرح علينا أية مبادرات. وآخر لقاء تم بيننا وبين سامح شكري وزير الخارجية المصري، ونبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، لم يطرحا فيه أية مبادرات. الأخوة المصريون لديهم غرض وحيد، وهو توحيد المعارضة، وقالوا لنا حددوا وجهة نظر واحدة، وارسموا خارطة طريق للخلاص من هذا البلاء الذي عم سوريا. وإذا طلبوا مبادرة، سوف نقدمها، وتتبناها مصر، لما لها من دور مهم أقليمياً وعربياً.
&
ـ المعارضة السورية تعاني من الفرقة والتشرذم، وتواجه بعض الفصائل إتهامات بالتبعية إلى الدول الممولة، كيف ستحاولون التوحد في ظل تضارب المصالح؟
هناك فاعلون أساسيون في المعارضة السورية، ولهم أكبر تمثيل على الأرض، مثل الإئتلاف الذي يضم الكثير من فصائل وأطياف المعارضة، وهيئة التنسيق الوطنية التي تضم عشرة أحزاب من الداخل. وإذا حدث تواصل واتحاد بين هاتين الكتلتين، نكون قد قطعنا شوطاً كبيراً، وتواصلنا مع كافة الأحزاب المعارضة في الداخل أيضاً، ولاحظنا أن لديها أستعداد للتحالف والتوحد ضمن وثيقة جنيف.
&
وثيقة من 24 بندا
ـ وما ملامح المبادرة التي تعتزمون طرحها على الجانب المصري، ليتبناها؟
إلتقينا مع هيئة التنسيق السورية، الإسبوع الماضي، وطرحنا على إخواننا في المعارضة الداخلية، وثيقة مكونة من 24 بنداً، قدمت للمجتمع الدولي، أثناء مؤتمر جينف2. ونتمنى من الإخوة المصريين والمعارضة الداخلية أن يدعموا هذه الوثيقة. وتتضمن في أهم بنودها إنشاء هيئة إنتقالية بكامل الصلاحيات، بدون أن يكون ضمن مكوناتها نظام بشار الأسد.&
&
ـ هل طرحتهم هذه الوثيقة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، وما أهم ما النقاط التي تنوون مناقشتها مع المسؤولين المصريين؟
عندما وجهت إلينا الدعوة، لم يكن ضمن جدولها عقد لقاء مع الرئيس السيسي، ونحن نكون فخورين عندما نجلس إلى رئيس أعظم دولة عربية، ولكن الدعوة التي وجهت إلينا من وزارة الخارجية تتضمن لقاء مع نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية، ثم لقاء مع سامح شكري وزير الخارجية المصري. لمناقشة بعض القضايا ومنها: اللقاءات الأخيرة التي عقدها السيد دي مستورا مبعوث الأمم المتحدة لسوريا. ونناقش مع الأخوة المصريين أيضاً نتائج اللقاءات التي عقدها ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي، والدعوة التي وجهها للمعارضة السورية لعقد اجتماع في العاصمة الروسية موسكو في 2 يناير/ كانون الثاني المقبل. وهناك قضايا أخرى عالقة مع المصريين، ومنها: ما يخص أزمة طلاب الدراسات العليا السوريين المقيمين في مصر. تعرض بعض السوريين لعمليات نصب للسفر إلى أوروبا، وهناك 17 منهم ألقي القبض عليهم في ميناء الإسكندرية، وموجودين بدون أوراق ثبوتية. بالإضافة إلى أن هناك أزمة إنسانية تتعلق بلم شمل العائلات السورية، يوجد في مصر بعض الزوجات والأبناء يحتاجون إلى السماح للأب بالوصول إليهم.
&
ـ هل لديكم النية لتلبية دعوة روسيا، والسفر إلى موسكو للتباحث مع المسؤولين هناك؟
&الروس طلبوا منا أن يكون الحوار سوري سوري، أي أنهم طلبوا منا أن تجلس المعارضة معا إلى طاولة المفاوضات، ثم الجلوس على طاولة واحدة مع نظام بشار الأسد. نحن لا نقبل بالروس وسطاء في الأزمة، لأننا لا نثق بهم. إنهم غير محايدين، هم يدعمون نظام الأسد منذ أربع سنوات. نحن نقبل بطرف محايد آخر، يدعمنا في مشروعنا، وهو الخلاص مما يحصل داخل سوريا.
ـ لكن مراقبين ومعارضين سوريوين يرون أن الأزمة منذ بدايتها لم تشهد طرفاً محايداً؟
نحن نرى أن الأخوة المصريين طرفاً محايداً. فهل تلوثت أيديهم بدماء الشعب السوري؟ هل تلوثت أيدهم بالمال السياسي داخل سوريا؟ أستطيع الإجابة عن تلك الأسئلة بالقول (لا). تشهد سوريا صراع دولي على مصالح دولية، ومصر لم تتورط في هذا الصراع.
&
دور إيران في المنطقة
ـ وكيف تتعاملون مع إيران، لاسيما أنها لاعب أساسي في سوريا، وتدعم نظام الأسد، بالمال والسلاح والقوات العسكرية؟
&
إيران لديها مشروع صفوي أو مشروع فارسي في المنطقة بكل ما ما تعنيه الكلمة، وسوريا وشعبها يدفعون الثمن. وفي محاولة منا لتجنيبها، طالبنا أثناء مؤتمر جنيف بضرورة سحب جميع الأطراف الخارجية من سوريا. التطرف دخل إلى سوريا، مثل جبهة النصرة وداعش وغيرهم من التكفيريين. ونحن نطالب بسحب الأسلحة من المتطرفين، وإعادة غير السوريين إلى بلادهم. وهناك من الطرف الآخر، ميلشيات إيرانية، وعراقية، منها ميلشيات أبو الفضل العباس، بالإضافة إلى ميلشيات حزب الله، وجميعها تقاتل إلى جانب النظام. وطالبنا في وثيقة جنيف بسحب السلاح من هؤلاء جميعاً، وعودة الأجانب إلى بلادنهم، سواء من إيران أو العراق أو الصومال أو أفغانستان.
&
ـ لكن من يمكنه سحب الأسلحة من مختلف الأطراف وإعادة الغرباء إلى بلدانهم؟
المجتمع الدولي مسؤول عن هذا الإجراء، عندما يقبل بالوثيقة التي قدمت إليه، وإذا قصر المجتمع الدولي في تلك المهمة، يمكن للجيش الحر أن يقوم بها. ولاحظنا في الفترة الأخيرة، أنه حرر العديد من البلدات من أيدي تنظيم داعش. رغم أن داعش لديه تمويل من منظمة إرهابية دولية، واستفاد من السلاح الموجود في العراق، ولدى التنظيم آبار نفط في دير الزور والمنطقة الشمالية وتبيعه للنظام السوري. ويعتبر "داعش" جزء من نظام بشار، والدليل أنه يضرب المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر البراميل المتفجرة، ولا يطلق رصاصة واحدة باتجاه هذا التنظيم.
&
ـ وهل لديكم آلية للضغط على المجتمع الدولي، من أجل ممارسة ضغوط بدوره على روسيا وإيران للتخلي عن نظام بشار الأسد؟
لا يوجد لدينا آلية سوى إستمرار صمود شعبنا في الداخل، واستثمار علاقتنا الدولية. ونحن نعول على مصر، في القيام بدور مهم في حل الأزمة، لأنها عندنا تتعافى يكون لديها دور أقليمي وعرب فاعل. والأخوة الفرنسيون والبريطانيون موقف إيجابي، ودول الخليج موقفها إلى حد ما واضح. ولاحظت أن السعودية لعبت دوراً مهماً بانخفاض أسعار النفط، في الضغط على إيران أو روسيا إقتصادياً، لاسيما أن الروبل تضرر بنسبة 70%.
&
ـ باعتقادك، هل من الممكن أن تؤثر الخلافات المصرية التركية على القضية السورية؟
لا أعتقد ذلك، بالعكس. الموقف التركي مفهوم من بعض فصائل المعارضة، لاسيما الإخوان المسلمون، لكن المعارضة تضم يساريين وليبراليين. ونحن لا نريد وضع البيض كله في سلة واحدة. نحن نتعامل حسب المعطيات وما يفيد شعبنا الثائر.
&
ـ هناك إتهامات من بعض فصائل الثورة السورية، تقول إن جماعة الإخوان المسلمون السورية تسيطر على الإئتلاف المعارض، ما مدى دقتها؟
هذا الكلام غير صحيح، ومردود عليه. فأحمد الجربا تولى رئاسته لمدة عامين، وهو من الكتلة الديمقراطية، ثم هادي البحرة وهو أيضاً من الكتلة نفسها. الإخوان لا يسيطرون على الإئتلاف، وهو فصيل مكون بالإئتلاف، ولديهم تمثيل لا يتجاوز &الأربعة أشخاص.
&
&
&
&