اتفقت أميركا وحلفاؤها ألا تتحرك أي دولة أحاديًا في دعم المعارضة السورية، وأن يلتزم الجميع بتفاهم واحد في تسليح المعارضين الموثوق بهم.


اتفقت الولايات المتحدة وحلفاؤها في اوروبا والمنطقة العربية على صيغة موحدة لدعم المعارضة السورية المسلحة بتقسيم فصائلها إلى ثلاث فئات. فئة يجب مدها بالسلاح وغيره من اشكال الدعم الأخرى، وفئة غير مؤهلة لارتباطاتها بجماعات متطرفة، وفئة ثالثة من الفصائل يتطلب تأهلها لهذا الدعم مزيدًا من النقاش، كما افاد مسؤولون اميركيون ومن دول حليفة.

وثيقة حية

إلى جانب المبادرات الجديدة التي اتخذتها الولايات المتحدة ودول أخرى لتسليح المعارضة وتدريب مقاتليها ودعمها في المجال الاستخباراتي، وغير ذلك من اشكال الدعم التي اتفق عليها قادة أجهزة استخباراتية خلال اجتماع في واشنطن الاسبوع الماضي، فإن الاتفاق الجديد يهدف إلى معالجة الاختلافات بين الحكومات ذات العلاقة التي كانت منقسمة في ما بينها على أي الفصائل تساعد وبماذا تساعدها.

وقال مسؤول عربي: quot;ان الفكرة هي ألا تتحرك أي دولة أحاديًا، وأن يلتزم الجميع بتفاهم واحدquot;، واصفًا الاتفاق بأنه وثيقة حية سيجري تحديثها مع تغير الاصطفافات والتحالفات بين فصائل المعارضة.

وقال مسؤولون من حكومات اوروبية وعربية حضروا اجتماع القيادات الاستخباراتية ولقاءات أخرى عالية المستوى عُقدت في الولايات المتحدة مؤخرًا أن تغيرًا جذريًا حدث في الموقف الاميركي نحو التحرك بفاعلية أشد في التعاطي مع الأزمة السورية واستعداد الآخرين للقبول بقيادة الولايات المتحدة في موقفها الجديد.

استثمار الانقسام

في حين أن المسؤولين غير الاميركيين أثنوا على احساس الادارة الجديد بضرورة التحرك العاجل، فإن المسؤولين الاميركيين أشادوا بالمستوى الجديد من التعاون مع مسؤولي الدول الاوروبية والعربية الذين حضروا اللقاءات. لكن الجميع عزوا التغير الذي حدث إلى عوامل عدة، بينها الانقسامات في صفوف المعارضة التي أدت إلى اجراء تقييم أوضح للفصائل التي تعتبر معتدلة بما فيه الكفاية لدعمها.

وقال مسؤول رفيع في ادارة الرئيس الأميركي باراك اوباما: quot;نسعى لاستثمار انقسامات المعارضةquot;، مشيرًا إلى المواجهات بين داعش وفصائل اخرى. ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن المسؤول قوله: quot;اعتقد أن هذا ساعدنا على اجراء حوار بناء أكثر مع دول خليجية ومع الاتراك وبعض الاوروبيين عن سبل تركيز مساعدتنا مع مجموعة مشتركة من الفاعلينquot;.

ولا يُعرف ما إذا كانت اعادة التقييم هذه ستدفع ادارة اوباما إلى التحرك أبعد من سياستها في مساعدة الجيش الحر فقط، أو مواصلة التركيز بالدرجة الأساسية على رهانات الادارة بأن يتوقف الآخرون عن دعم فصائل متطرفة بنظرها.

توثق من سيرتهم

كان الاهتمام الاميركي والاوروبي بالشأن السوري انصب بصورة متزايدة على تداعيات الحرب الاقليمية وامتدادها خارج الشرق الأوسط. وحذرت تقارير استخباراتية جديدة من تزايد أعداد الأجانب المقاتلين في صفوف الجماعات المتطرفة، بمن فيهم مئات الاوروبيين الذين تتيح جوازات سفرهم دخول الولايات المتحدة بلا تأشيرة.

وقال مسؤولون اميركيون وآخرون غير أميركيين أن الخطط الجديدة التي في طريقها إلى التنفيذ على الأرض تشتمل على تكثيف عمليات تدريب المقاتلين السوريين، بعد التوثق من سيرتهم، وزيادة شحنات السلاح إلى جبهة المعارضة في جنوب سوريا. وأكد المسؤولون الاميركيون انه ليس في النية نقل مسؤولية برنامج التدريب والتسليح من وكالة المخابرات المركزية إلى البنتاغون.

يضاف إلى ذلك أن هناك خططًا ما زالت قيد التطوير بموجب الاتفاقات الجديدة لفتح مزيد من خطوط الامداد في شمال سوريا عبر الأراضي التركية، حيث تقاتل فصائل معتدلة على جبهتين، ضد داعش وقوات الأسد. لكن شركاء الولايات المتحدة ليسوا راضين على حجم التحرك الذي أبدت الولايات المتحدة استعدادها للقيام به إزاء المستجدات الأخيرة.

وقال مسؤول عربي إن هذه عودة إلى ما رأيناه قبل عامين لافتا إلى أن هدف الادارة ما زال يتمثل في منع انتصار المعارضة على النظام السوري، وبدلًا من ذلك حمل الأسد على تغيير حساباته بشأن قدرته هو على الانتصار.

لا جاجة لمبرر

واقترحت فرنسا أن تستخدم ادارة اوباما مماطلة الأسد بشأن تدمير اسلحته الكيميائية مبررًا لتجديد تهديدها بتوجيه ضربات صاروخية إلى منشآت النظام، فيما ترى دول خليجية أن الضربات الجوية لا تحتاج إلى مبرر أكثر من بقاء الأسد في السلطة.

واشار مسؤولون اميركيون إلى أن الولايات المتحدة ليست الآن أقرب إلى توجيه هذه الضربات مما كانت قبل عامين. واستبعد مسؤول اميركي رفيع خيار الضربات الجوية الاميركية، قائلًا انها لن تغير الموقف على الأرض تغييرًا كافيًا لتبرير الاقدام على هذه quot;المخاطرة الاستثنائيةquot;، بحسب تعبيره.

كما رفضت الولايات المتحدة المقترح الداعي إلى تسليح المعارضة بصواريخ ارض ـ جو تُطلق من الكتف، بحسب ما أكد مسؤولون من عدة حكومات. وتحدث المسؤول الاميركي الرفيع في معرض التعليق على موقف الادارة عن quot;تغييرات في محاور التشديد وليس تغييرات في السياسةquot;.