في خطاب له بمناسبة عيد (النوروز) شكّك المرشد الإيراني الأعلى بحصول محرقة اليهود (الهولوكوست) وحجمها، منددًا بـquot;الخطوط الحمرquot; التي يفرضها الغرب على حرية التعبير.


نصر المجالي: قال المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في خطاب في مدينة مشهد، بمناسبة رأس السنة الإيرانية (نوروز) إنه في الدول الأوروبية quot;لا أحد يتجرأ على أن يتحدث عن محرقة اليهود التي لا نعلم إذا كانت حقيقية أم لا، وكيف حصلت في حال كانت حقيقيةquot;.

ودعا إلى quot;الصمودquot; إزاء quot;الغزو الثقافيquot; للغرب خصوصا في ما يتعلق بمبدأ حرية التعبيرquot;. واضاف ان quot;الدول التي تدعي الحرية تفرض خطوطا حمرًا وتتشدد في الدفاع عنهاquot;.

وقال خامنئي إن quot;التشكيك في محرقة اليهود يعتبر خطأ جسيما يمنعون حصوله ويوقفون المسؤول ويلاحقونه أمام القضاء ويدعون الحريةquot;. وأضاف quot;وينتظرون منا عدم الدفاع عن خطوطنا الحمر لجهة عقائد وقيم الثورةquot;.

وكان الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد اثار ردات فعل غربية واسعة ضده إبان ولايتيه الرئاسيتين حين كان يشكّك بحدوث المحرقة النازية (الهولوكوست) ضد اليهود.

مقاومة أكبر

ودعا خامنئي الشعب الإيراني إلى إبداء quot;مقاومة أكبرquot; في وجه العقوبات الغربية دون انتظار أن يتم رفعها.

وقال خامنئي quot;على الأمة أن تكون أكثر قوة. وإذا لم يكن الشعب قويا فإن القوى (الغربية) التي تبتز الدول الأخرى ستفرض عليه آراءها وتدوسه وتعتدي عليه وتهينهquot;.

وأضاف خامنئي quot;يجب ألا ننتظر أن يرفع الأعداء العقوبات. فليذهبوا إلى الجحيم. علينا أن نرى ما يمكننا أن نقوم به من جانبناquot;.

وفرضت الولايات المتحدة والدول الأوروبية عقوبات اقتصادية صارمة على إيران في السنوات الأخيرة لحمل طهران على تعليق برنامجها النووي الذي يشتبه في أنه يخفي شقا عسكريا.

ويلاحظ ان خطاب خامنئي المتشدد في لهجته يتعارض مع السياسة المعتدلة ونهج الانفتاح الذي اختطه الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني نحو الغرب منذ انتخابه في الصيف الماضي.

المشاركة بالانتخابات

وقال خامنئي ان المشارکة الواسعة لابناء الشعب في الانتخابات التي جرت خلال سنوات الثورة تعني ان السيادة الشعبية الدينية قد ترسخت وتوطدت في البلاد وان الدولة الاسلامية نجحت في تأصيل ومأسسة السيادة الشعبية الدينية.

وأکد المرشد الأعلى ان العام الايراني المنصرم شهد تحقيق الملحمة السياسية حقا حيث شهد في نصفه الاول اجراء الانتخابات الرئاسية وفي نصفه الثاني المسيرات الواسعة التي اقيمت بمناسبة ذكرى انتصار الثورة الاسلامية.

واشار خامنئي في خطابه الى المؤامرات التي يحيكها الاعداء ضد الشعوب الاسلامية مؤكدا ضرورة أن تتزود هذه الشعوب بالقوة للدفاع عن نفسها أمام المتغطرسين وقوى الشر الاستعلائية التي تريد ابتزاز الشعوب بسبب ضعفها.

وقال ان quot;الشعب الذي لا يتسلح بالقوة سيهزم أمام هؤلاء الذين يستخفون به ويستضعفونه وبالتالي سيسحقونه لأنه لا يقدر علىالدفاع عن نفسهquot;.

وتابع قائلا: quot;ان طبيعة العالم الذي نعيش فيه تتم ادارته وفق الأفكار المادية التي يتعرض في اطارها القوي للضعيف ويهدر كرامته وينقض عليهquot;.

ثلاثة عناصر

ونوه خامنئي الى ان قوة الشعب ليست فقط في اسلحتة العسكرية المتطورة، رغم انها ضرورية ولكنها ليست كافية لجعل الشعوب قوية.

واكد ان توافر ثلاثة عناصر الاقتصاد والثقافة والعلم في اي بلد يجعله بلدا قويا.

وقال: اما العلم فقد جرى الحديث عنه كثيرا على مدى الاعوام الماضية وقد ترك ذلك بحمد الله اثره حيث ان البلاد تقدمت على الصعيد العلمي. واما الحقلان الاقتصادي والثقافي فانهما يحتاجان الى اهتمام اكثر من اللازم من اجل ان نجعل اقتصاد البلاد بشكل لا يتاثر ولا يتاثر الوضع المعيشي للشعب بقرارات تتخذ من قبل دول اخرى. وهذا هو الاقتصاد المقاوم بعينه وقد ابلغنا الشهر المنصرم سياسته الكلية.

وأوضح المرشد الإيراني الأعلى ان اقتصاد المقاومة هو الاقتصاد الذي لا يتاثر بالاجراءات والتقلبات العالمية ولا بالسياسيات الاميركية وغير الاميركية ويستند الى الشعب.

الاقتصاد المقوّم

واثار خامنئي تساؤلات حول الاقتصاد المقاوم الاول حول كنه وماهية اقتصاد المقاومة وخصوصياته الايجابية والسلبية كما تساءل ثانيا عما اذا كان الاقتصاد المقاوم الذي نرفع شعاره امرا قابلا للتحقيق ام انه مجرد اوهام وخيال؟ واما السؤال الثالث الذي اثاره فهو عن مستلزمات تحقيق الاقتصاد المقاوم ان كان امرا قابلا للتحقيق ؟

وردا على السؤال الاول قال خامنئي ان اقتصاد المقاومة هو انموذج علمي يتناسب مع متطلبات البلاد وليس مقتصرا على ايران، وهذا يعني ان الكثير من البلدان اليوم قد فكرت بهذا الامر وذلك لمواجهة الهزات الاجتماعية والاقتصادية التي وقعت في العقود الثلاثة الماضية.

وعن التساؤل الثاني قال خامنئي: لان هذا الاقتصاد هو اقتصاد مولد ونابع من صميم طاقات البلاد وشعبنا ، فنمو هذه الغرسة يعتمد على طاقات وامكانيات بلادنا ولكن هذا لا يعني ان نعيش العزلة وعدم الانفتاح على اقتصادات باقي البلدان.

وحذر قائد الثورة من ان هناك محاولات لتصوير الاقتصاد الايراني بانه اقتصاد معزول ومقيّد وكل ذلك بهدف ثني الشعب عن بلوغ طريق السعادة.

وعن التساؤل الثالث قال المرشد الأعلى ان الاقتصاد المقاوم هو اقتصاد يقوم على دعائم الشعب اي انه لا يقوم على دعائم الحكومة وليس اقتصادا حكوميا بل هو اقتصاد شعبي يقوم على ارادة الشعب ورؤوس امواله وتواجده، ولكن هذا لا يعني ان الحكومة ليست لديها مسؤوليات ازاءه.