رغم أن مفتي الاحتجاجات السنية في محافظات العراق الغربية والشمالية الشيخ عبد الملك السعدي اليوم شدد على حرمة المشاركة في الانتخابات إلا أن محافظة نينوى الشمالية الأكبر بين الأخرى السنية ويقطنها 3 ملايين نسمة فقد شهدت إقبالًا مكثفًا على التصويت بعكس الأنبار الغربية التي بلغت نسبة مشاركة سكانها حتى ظهر اليوم 20 بالمئة.


لندن: ارتفعت اعداد الناخبين في محافظة نينوى الشمالية وعاصمتها الموصل اليوم بشكل كبير وغير متوقع، بحسب مفوضية الانتخابات التي أشارت إلى أنّ اعداد الناخبين في مراكز الاقتراع بالمحافظة سجلت نسبة عالية غير متوقعة رغم الظروف الامنية غير المستقرة في المحافظة وتهديدات المسلحين للناخبين. وأضافت أن المراكز الانتخابية في نينوى ما زالت تسجل الآلاف من الناخبين منذ الساعات الاولى لفتح مراكز الاقتراع وتحت اشراف وحماية امنية مشددة.

وقد حث محافظ نينوى اثيل النجيفي القيادي في ائتلاف quot;متحدون للاصلاحquot;، بزعامة شقيقه اسامة النجيفي رئيس مجلس النواب، الناخبين على المشاركة في الانتخابات وعدم تضيع الفرصة الانتخابية من اجل التغيير.

وقال إن quot;فرصة التصويت اليوم بالانتخابات النيابية هو فتح ملف عراقي جديد خالٍ من الظلم والاضطهاد وغلق ملف القتل والاعتقال الطائفي والتهجير القسريquot;، كما نقلت عنه الوكالة الوطنية العراقية. ودعا الناخبين الاسراع إلى صناديق الاقتراع والإدلاء بأصواتهم.

وفي منطقة الاعظمية السنية في بغداد شهدت مراكز الاقتراع إقبالًا كبيرًا من المواطنين للإدلاء بأصواتهم مع بدء فتح هذه المراكز على الرغم من الإجراءات الأمنية المشددة. وبالرغم من اندفاع المواطنين للمشاركة في الانتخابات والإدلاء بأصواتهم ، لكنهم يعانون من الإجراءات الأمنية المشددة اذ يسير المواطن في الاعظمية مسافات بعيدة من اجل الوصول الى مراكز الاقتراع لوجود الكثير من الحواجز.

كما ظهرت مشكلة في مراكز الاقتراع، وهي عطل أجهزة البصمة، ما تسبب بتزاحم المواطنين وربما ستحرم الكثير منهم من المشاركة في الاقتراع العام، اضافة الى معاناة المراكز من كثرة مراقبي الكيانات السياسية ما سبب بعض المشاكل في مراكز الاقتراع، فيما توصلت هذه المراكز الى حلول منها عملية التناوب بين هؤلاء المراقبين خصوصًا بين أفراد الكيان الواحد.

أما في محافظة الأنبار المضطربة، والتي تشهد معارك بين القوات الحكومية ومسلحي تنظيم دولة العراق والشام الاسلامية quot;داعشquot; منذ اواخر العام الماضي، فإن مصدرًا في مفوضية الانتخابات بالمحافظة أكد ضعف اقبال الناخبين على مراكز الاقتراع وبنسبة تصل إلى 20%. واوضح أنه منذ بداية التصويت العام والذي بدأ الساعة /السابعة صباحاً وحتى ظهر اليوم تشهد المراكز الانتخابية اقبالاً ضعيفاً من قبل الناخبين مبينًا أن 20% هي نسبة اقبال الناخبين على المراكز الانتخابية.

لكن المناطق الغربية من محافظة الأنبار شهدت اقبالاً كثيفًا على مراكز الاقتراع بينما شهدت مناطق وسط ومحيط الرمادي اقبالاً متوسطاً، حيث أن المناطق الغربية من المحافظة تشهد إقبالاً كثيفاً وخصوصاً في مدن حديثة والقائم وقضاء الرطبة وعانة وكبيسة وراوة.

أما مركز مدينة الرمادي، فالاقبال ضعيف وكذلك في محيط مدينة الرمادي في مناطق حي التأميم ومنطقة الخمسة كيلو ومنطقة الجزيرة والبو ريشة والبو علوان والبو فهد والبو جليب. أما في مدينة الفلوجة وناحية الكرمة فلا توجد فيهما انتخابات بسبب سيطرة مسلحي داعش عليهما.

ومن جهته، قال مصدر في شرطة المحافظة إن عددًا من قذائف الهاون سقط بالقرب من مراكز انتخابية في مناطق متفرقة من المحافظة. وأشار إلى أنّ قذيفتي هاون سقطتا صباحاً بالقرب من مركزين انتخابيين وسط قضاء هيت، ما اسفر عن الحاق اضرار مادية دون وقوع أية خسائر بشرية.

وأضاف أن قذيفة هاون أخرى سقطت قرب مركز انتخابي في منطقة الحبانية من دون اصابات. وقال إن قنبلة صوتية انفجرت صباحًا كذلك قرب مركز انتحابي في منطقة الخالدية ما سبب اضرارًا مادية فقط.

أما في المحافظات السنية الاخرى في كركوك وصلاح الدين، فقد تفاوتت نسب المشاركة بين سكانها في المناطق الساخنة والاخرى الامنة، الامر الذي يمكن ان يقال إن التصويت يجري فيهما بشكل متوسط.
ومنذ سقوط نظام صدام يشعر السنة بأنهم يتعرضون للتهميش خصوصًا في الحكومة الحالية برئاسة، وقال ممثل الامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ميلادينوف مؤخراً بأن هناك حاجة quot;إلى تدريب واسع بخصوص حقوق الانسانquot; لدى القوات الامنية.

مفتي الاحتجاجات السنية مصر على الرفض

واليوم، جدد مفتي الاحتجاجات السنية في العراق الشيخ عبد الملك السعدي دعوته إلى مقاطعة الانتخابات ونفى بياناً منسوباً اليه اذاعته قنوات فضائية، وقالت فيه إن السعدي يؤكد وجوب المشاركة في الاقتراع.

وأكد مكتب السعدي أن هذا quot;غير صحيح بل الشيخ أفتى بالتحريم، وهو اجتهاد شخصي غير مُلزم والمواطن مخير إن شاء أخذ بفتوى الشيخ وإن شاء أخذ بفتاوى العلماء الآخرين، وذلك حسب تقدير المواطن واجتهاده بأي الفتوى أصلح في الأخذ.

وقد نشطت شخصيات مرجعية سنية خلال الاسابيع الاخيرة في التحشيد لمشاركة السنة في الاقتراع العام من خلال دعوتهم لاختيار المرشحين الداعين للاقليم السني، والعزوف عن المرشحين الفاسدين والداعمين للحكومة الحالية.

ودعا مجلس علماء العراق، وهو أعلى هيئة شرعية لفقهاء السنة، ناخبي مكونهم إلى اختيار المرشح الذي ينطبق برنامجه الانتخابي quot;مع مشروع الاقليم لخلاص أهل السنة في العراق من الظلم والتهميش والتمييز الطائفيquot;.. وحذر من انتخاب من وقف في صف الظالم وأشتهر بالفسادquot;.

وطالب المجلس الذي يترأسه الشيخ عبدالعزيز العاني عقب اجتماع لأمانته العامة وفروعه في المحافظات العراقية أهل السنة إلى النفير العام quot;لنصرة المظلومين واحداث التغيير من خلال المشاركة الفعالة في الانتخابات لاثبات هويتهم ووجودهم وتحصيل حقوقهم.

ولاحظ مراقبون تغيّر مواقف الشارع السني من عمليات الانتخابات برمتها التي تعتبر اساس العملية السياسية في البلاد، فبعد مقاطعة الانتخابات السابقة التي جرت إثر سقوط النظام العراقي السابق عام 2003، فقد بدأت المراجع الدينية للسنة وشخصياتهم السياسية تدعو للمشاركة فيها خشية فقدان الصوت السني وتأثيره في مجريات الامور في البلاد اذا ما ابتعد عن مجلس النواب والحكومة.

وقد ناشد مجلس علماء العراق في وقت سابق ايضًا جميع علماء ورجال الدين السنة إلى أن quot;يجاهروا بإعلان موقفهم الصريح والنهائي من الانتخابات بدلاً من المواقف الفردية التي تشتت الانتباه وتشق الصف ولا تخدم البلاد أو ترتقي بالروح الوطنية للمواطنينquot;. وحذر من quot;التشتت الذي سيكون له مردود سلبي على مستقبل أبناء الوطنquot;.

وأشار إلى أنّ quot;التاريخ القريب يذكر بمواقف مماثلة وتجارب حُرمت فيها المشاركة في الانتخابات، فكانت النتائج سلبية ومؤسفة اثبتت خطأ ذلك التحريم وعدم جدواه لتسببه في شق صف المسلمين وتردد المواطن بالإقبال على الانتخاباتquot; في إشارة إلى فتوى quot;هيئة علماء المسلمينquot; التي يتزعمها الشيخ حارث الضاري أشد المعارضين للعملية السياسية الحالية في العراق وهي الفتوى التي حرَمت المشاركة في الانتخابات التشريعية الأولى عام 2005.

ومؤخرًا، دعا quot;مفتي الديار العراقيةquot; الشيخ رافع الرفاعي إلى quot;المشاركة الواسعةquot; في الانتخابات البرلمانية المقبلة وانتخاب quot;المرشح المناسب في المكان المناسب وقطع الطريق أمام المفسدين الذين يحاولون الصعود إلى المناصب لسرقة حقوق أهل العراقquot;.

وأفتى الرفاعي بتحريم انتخاب من ثبت عدم نزاهته ومن ساند الحكومة في حربها ضد الأنبار ومن ساهم في شراء بطاقات الناخبين، فضلاً عن تحريم انتخاب أية كتلة أو مرشح يساند المالكي في الحصول على الولاية الثالثة.