وكأن ما قام به نظام بشار الأسد ضدّ أهالي الرقة السورية لم يكفهم، حتى جاء تنظيم الدولة الاسلامية ليعيد المدينة الثائرة إلى عصر غابر بفرض رؤيته المتشددة لتعاليم الإسلام.
بيروت: مدينة الرقة السورية هي المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها "الدولة الاسلامية في العراق والشام " والتي تسمى اختصارا (داعش)، بشكل كامل.
هذا التنظيم المتطرّف الذي انفرط عقد ارتباطه بتنظيم القاعدة الارهابي يوم أمس الأحد، يفرض أحكاما متشددة على المدنيين، ونكّل بنشطاء الثورة واعتقل وقتل وصلب كثيرا منهم.
ورفض التنظيم نداء وجهه زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري لوقف القتال في سوريا، وفي المقابل دعا ابو محمد العدناني الناطق باسم داعش، في تسجيل صوتي زعيم القاعدة الى استبدال ابو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، التي تقاتل داعش منذ أشهر.
الجاهلية الأولى !
في وقت سابق، أصدرت الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي تسمى اختصارا (داعش) مجموعة من المراسيم والبيانات تحرّم فيها جملة من الممارسات تعتبرها مخالفة للشرع في مدينة الرقة.
وتمكنت داعش&حتى الآن من المحافظة على سيطرتها على مدينة الرقة في شمال سوريا على الرغم من قيام الجيش الحر والجبهة الاسلامية بطرد داعش من مناطق اخرى من سوريا، وتمكنت أيضا من إعادة المدينة إلى حقبة الجاهلية الأولى.
واصدرت داعش بيانا منذ أسابيع، حرمت فيه الموسيقى والغناء والصور في المحلات والاماكن العامة كما اصدرت قرارا منعت فيه اقراص الغناء وآلات الموسيقى وما اعتبرته تشغيل الاغاني الماجنة في السيارات والحافلات والمحلات وجميع الاماكن كما دعا التنظيم المحلات الى ازالة صور الرجال والنساء عن واجهاتها، وهاجم المسيحيين ودعاهم إلى دفع الجزية أو مغادرة المدينة بشكل نهائي.
آخر ما صدر !
حظر تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" اليوم الاثنين استخدام تماثيل عرض الملابس في المتاجر وبيع الملابس الداخلية النسائية للرجال في مدينة الرقة شمال سوريا.
وحظر التنظيم حسب وكالة فرانس برس كذلك على المرأة التسوق مع رجل الا اذا كان زوجها او والدها او شقيقها، بحسب المرصد.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فإن التنظيم قرر ان الملابس التقليدية التي تباع في المتاجر يجب الّا تكون "ضيقة او شفافة او مزخرفة".
إعتقال - إعدام - صلب
يعتقد متابعون ونشطاء ان التنظيم يحتجز نحو الف رهينة في الرقة، بحسب جماعات حقوقية، معظمهم نشطاء سلميون او اعضاء في جماعات مسلحة اخرى، او مدنيون ارتكبوا ما يعتبره التنظيم جرائم مثل "الكفر" او "تدخين السجائر".
وينفذ التنظيم عمليات اعدام علنية بشكل متكرر، كما قام بصلب عدد من الضحايا في الرقة.
الثوار على جبهتين
مقاتلو المعارضة السورية رحبوا في البداية بتنظيم داعش& في قتالهم ضد نظام الرئيس بشار الاسد، الا ان انتهاكاته المستمرة ومحاولته الهيمنة قلبت معظم المعارضين ضده، وبالتالي، بات الثوار يقاتلون على جبهات النظام، وجبهات (داعش) الأمر الذي أضعف وضعهم الميداني كثيرا.
وفي كانون الثاني/يناير الماضي، شن المعارضون والكتائب الاسلامية المسلحة الاخرى في سوريا والتي تعتبر أكثر اعتدالا، هجوما كبيرا ضد مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام واخرجوهم من مناطق واسعة في شمال سوريا، الا ان التنظيم حافظ على سيطرته على المناطق الشرقية المحاذية للعراق.
التعليقات