الايطاليون يعلمون أثرياء روسيا آداب السلوك!

مع اقتراب موسم السياحة الصيفية، أعدّ الايطاليون رسالة إلى ضيوفهم الروس الأثرياء مؤداها: "قد تكون جيوبكم محشوة بالمال، ولكنكم قليلو الأدب".

كان الأثرياء الروس الذين ينفقون بلا حساب شريان حياة السياحة الايطالية خلال السنوات الأخيرة من الركود الاقتصادي، لكنّ الايطاليين ينظرون اليهم في احيان كثيرة بوصفهم اجلافًا فظين لا يعرفون آداب السلوك. لذا بث صاحب فندق في توسكانا، البقعة المفضلة للسياح الروس، اعلانًا تلفزيونيًا لتعليم الموسكوفيين الأثرياء وغيره من الزوار الروس قواعد الاتيكيت الايطالي.

موسكو على البحر

يدير سلفاتوري مادونا فندقًا فاخرًا في منتجع فورتي دي مارمي على شاطئ توسكانا، حيث تُقدَّم قائمة المأكولات بالابجدية السيريلية المستخدمة في اللغة الروسية ويتوفر الكثير من المحلات المختصة بالعلامات التجارية الراقية، حتى صارت المنطقة تُسمى "موسكو على البحر".

وينصح الاعلان التلفزيوني الذي يستغرق ثلاث دقائق الزوار الروس بأن يبتسموا ويقولوا شكرًا، وأن يكونوا لطفاء مع ندلاء المطاعم وموظفي الفنادق.

كما ينبه الاعلان إلى أن طلب الكابوتشينو بعد الغداء جريمة لا تُغتفر في ايطاليا، حيث لا يتناولها الايطاليون إلا في الصباح، وعادة يطلبون قهوة اسبريسو أو ماكياتو بعد الغداء. كما لا يجوز طلب النبيذ الأحمر مع السمك، فالنبيذ الأبيض هو الأنسب دائمًا مع المأكولات البحرية.

التحية والابتسام

يحذر الاعلان الضيوف الروس الأثرياء من أن اختيار النبيذ الأغلى ثمناً على القائمة يُعد من باب الابتذال. وتقرر بث الاعلان على التلفزيون الروسي ومواقع التواصل الاجتماعي الروسية ايضًا. وتظهر فيه عارضة الأزياء الروسية لودميلا رادتسينكو التي تقيم في إيطاليا مخاطبة الروس بالايطالية مع ترجمة روسية بأن "القاعدة الأولى حين تدخل الفندق هي التحية والابتسام والنظر إلى الشخص مباشرة".

ويُلاحظ أنه حتى الايطاليات اللواتي يحبِبْن استعراض مفاتنهن، ينظرن باستهجان إلى مبالغة السائحات الروسيات في ارتداء بكيني يكشف أكثر مما يغطي. ودعت رادتسينكو الروسيات إلى تجنب الكعب العالي والبكيني المصنوع من خيوط لا أكثر لدى المشي على الشاطئ أو التوجه إلى بركة السباحة.

ليس تعاليًا

تختم رادتسينكو الاعلان بتعليم الروس أن يعبروا عن ارتياحهم للخدمة حين يغادرون الفندق، والابتسام وتقديم الشكر، وبخلافه أن ينقلوا انتقاداتهم بلغة مؤدبة.

وأعرب صاحب الفندق عن أمله بأن يساهم الفيلم الاعلاني في اطلاع الزوار الروس على الاتيكيت الايطالي بصورة أفضل، وألا يُفهم منه أن الايطاليين متعالون على الروس بل يريدون توجيههم برفق إلى السلوك المقبول من الجميع.

واشار إلى أن أكثر ما يزعج الطهاة أنهم يقضون كثيرًا من الوقت في تحضير الأطباق ثم يأتي السائح الروسي ويطلب وضعها كلها على المائدة مرة واحدة. وأكد مادونا مجددًا أن الهدف هو تقديم النصيحة بشأن بعض الخصوصيات في نمط الحياة الايطالي.