لا يُخفي المسؤولون العسكريون في إسرائيل فخرهم بمنظومة القبة الحديدية التي يواجهون بها صواريخ حماس، فقد تطورت وأصبحت أكثر جدوى حسب تأكيداتهم، بعد انتقادات واسعة طالت هذه المنظومة التي يراها البعض غير ذات جدوى.


إيلاف: قال مسؤولون إسرائيليون وأميركيون إن نظام القبة الحديدية الإسرائيلي لاعتراض الصواريخ أسقط نحو 90 في المئة من الصواريخ الفلسطينية خلال التصعيد الأخير الذي تشهده غزة، في زيادة واضحة عن نسبة نجاعة هذه المنظومة الدفاعية خلال الحرب على القطاع عام 2012.

القبة

نجحت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية باعتراض صواريخ مصدرها قطاع غزة، خلال عملية "الجرف الصامد"، حسب ما اعلن الاعلام الاسرائيلي.

ومنظومة القبة الحديدية تتواجد في المناطق القريبة من المناطق المأهولة بالسكان، وعليه فإن السماع بسقوط صواريخ لم تعترضها المنظومة أغلبها يكون في مناطق خالية من السكان.

وتقوم منظومة القبة الحديدية على مبدأ اعتراض عدد من الأهداف في الوقت ذاته وبصرف النظر عن الظروف المناخية المحيطة.

في كل بطارية من وحدات هذه المنظومة، هناك مركز تحكم بالإطلاق يعمل على نظام الرادار للتعرف على الصواريخ ومنصات الصواريخ.

وطريقة اعتراض المنظومة للصواريخ الأخرى تقوم على إطلاق صاروخ باتجاه الهدف المقصود، ولكن دون إصابته بشكل مباشر حيث ينفجر صاروخ المنظومة بالقرب من الجسم المستهدف.

ويتكون النظام من سبع بطاريات وتصنعه شركة رافائيل الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة وشاركت واشنطن في تمويله، وتم نقله في أنحاء إسرائيل للتصدي لحملة لم يسبق لها مثيل للصواريخ بعيدة المدى التي تطلقها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وقالت شركة رافائيل إنها تعمل على تحسين نظام القبة الحديدية المصمم لإطلاق صواريخ موجهة على الصواريخ التي قد تسقط في مناطق مأهولة بالسكان.

وقال متحدث باسم رافائيل لـ"رويترز": "ندخل تعديلات على برمجة النظام باستمرار بما في ذلك أثناء القتال. مهندسونا على الأرض مع الطواقم العسكرية يحللون كل اعتراض ويجرون التعديلات للحصول على أفضل النتائج."

وسقط عدد قليل من الجرحى دون قتلى جراء الصواريخ التي أطلقت باتجاه بلدات أو مدن، الأمر الذي يعكس استثمار إسرائيل الضخم في صفارات الإنذار من الهجمات الجوية والملاجئ.

انجازات

ويقول الإسرائيليون إنه بوقف اضرار الصواريخ تخفف القبة الحديدية من حدة الضغوط الداخلية لتصعيد الهجوم الجوي الحالي على غزة إلى غزو بري أكثر تدميرًا.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون في بيان: "حققت القبة الحديدية انجازات مذهلة حتى الآن - تأثير استراتيجي على كيفية شن هذه الحملة."

لكن يعلون حذر قائلاً: "التهاون محظور".

وقال ضابط في سلاح الجو الإسرائيلي إن النظام حقق نسبة نجاح بلغت "90 في المئة" منذ أن تصاعد العنف بشدة يوم الثلاثاء.

وذكرت إسرائيل أن أكثر من 320 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة وأن 72 على الأقل تم اعتراضها، بينما سقطت البقية في مناطق مفتوحة دون اضرار.

وأطلق نشطاء حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة صواريخ لمسافة 115 كيلومترًا، مما شكل تهديدًا على تل أبيب وميناء حيفا الشمالي ومدينة القدس ومفاعل نووي في بلدة ديمونا الجنوبية.

ويقول خبراء إسرائيليون إن بعض الصواريخ بعيدة المدى كانت صواريخ سورية وإيرانية من طراز ام 302 ومزودة برؤوس حربية تزن 144 كيلوغرامًا، وإن البعض الآخر كان صواريخ ام-75 محلية الصنع وهي ذات قوة تفجيرية أقل بكثير.

عتاد إلكتروني

ويقول موقع "المصدر" الاسرائيلي، والناطق باللغة العربية، إنّ منظومة القبة الحديدية تغيّرت كثيرًا، من ناحية العتاد الإلكتروني، والبرمجة والخبرة المهنية.

إذ توجد اليوم نماذج محسنة من ناحية المدى، وتخضع القبة الحديدية دائمًا للتحسين والتعديل بهدف توسيع المساحة التي تغطيها وأيضًا مسألة مدى اعتراض الصواريخ واعتراض الصواريخ طويلة المدى التي ستتعامل في المستقبل "العصا السحرية" معها.

وفي نهاية عملية "عامود السحاب"، التي مرّ&على بدايتها عامٌ وثمانية أشهر، عبّر الإسرائيليون عن رضاهم الشديد من إنجازات المنظومة. فقد اعترضت المنظومة 421 صاروخًا أُطلقت من قطاع غزة، تشكّل 84% من مُجمَل الصواريخ التي أُطلقت.

انتقادات

وليس الرضا عن عمل المنظومة مسلَّمًا به. فمع تحولّها إلى عملياتية عام 2011، أثيرت شكوك كبيرة حول فوائدها.

وقال البعض إنّ الاستثمار فيها لا طائل منه بالنسبة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية. في مستهلّ العقد الماضي، اعتُبرت منظومة "نيوتيلوس" الأميركية الأكثر نجاعةً ضدّ تهديد الصواريخ، واستعدّت إسرائيل لشرائها من الولايات المتحدة، حسب موقع (المصدر).
&واعلن الجيش الاسرائيلي الجمعة أن نظام "القبة الحديدية" اعترض ثلاثة صواريخ اطلقت من قطاع غزة على منطقة تل ابيب.

وقال الجيش في بيان "اطلقت ثلاثة صواريخ على وسط اسرائيل. وتم اعتراضها في منطقة تل ابيب".

وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس اطلاق "اربعة صواريخ من طراز ام 75 على مطار بن غوريون" قرب تل ابيب.