بدأت وزارة حقوق الانسان العراقية بالعمل على فتح مقابر جماعية ملوثة كيميائيا في مدينة (حلبجة) شمال العراق، وتعتبر هذه التجربة هي الاولى في العالم.


عبد الجبار العتابي من بغداد: قال المدير العام لدائرة الشؤون الانسانية في وزارة حقوق الانسان العراقي أركان ثامر صالح لـ"إيلاف" إنّ الوزارة "بدأت العمل بفتح مقابر جماعية ملوثة بالاسلحة الكيميائية وقد فتحت ثلاث مقابر في مدينة حلبجة التي تعرضت للابادة بالسلاح الكيميائي عام 1988.

وأشار الى ان هذه التجربة هي الاولى من نوعها في العالم لان هذه المقابر تعتبر الاكثر خطورة بسبب نسبة التلوث فيها التي تصل الى 30% بمادتي السيانيد والزرنيخ.

واضاف: "فريق من الخبراء العراقيين في هذا المجال التابع لقسم المقابر الجماعية في الوزارة قام بفتح مقابر في مدينة حلبجة الملوثة كيميائيا في محافظة السليمانية لغرض اخذ عينات من رفات الضحايا للتعرف&إلى ذويهم بعد ان تم استحصال موافقات من ذوي شهداء وضحايا المقابر الجماعية الثلاث في حلبجة، وقد اتسمت اعمال الفرق المشتركة بصعوبة كبيرة بتأثير الغاز الكيمياوي (سيانيد وزرنيخ) المزدوج على تربة المقبرة الجماعية".

ومضى قائلا: "تعتبر هذه التجربة هي الاولى في العالم التي تفتح فيها مقابر جماعية ملوثة كيميائيا مثلما هي التجربة الاولى لهذا الفريق العراقي التابع للوزارة، لذلك عمدت وزارتنا إلى التنسيق مع مديرية الصنف الكيمياوي متمثلة بفريق الاختصاص لكتيبة الدفاع الكيمياوي في وزارة الدفاع، وقسم مراقبة الكيمياويات التابع للدائرة الفنية في وزارة البيئة لضمان سلامة الفريق المكلف بفتحها، حيث قامت الفرق المختصة بفحص المواقع وتعقيمها من التلوث واتخاذ اجراءات السلامة قبل الشروع بفتح المقابر من قبل فريق وزارتنا، وقام الفريق باعمال الحفر والتنقيب وتم رفع (7) حالات تتضمن نحو (20) رفاتا في قبور مختلفة في موقع حلبجة والقبور هي (مقبرة دلمر، مقبرة احمد آوا ومقبرة شيخ اسماعيل).

يذكر ان ضحايا حلبجة تم دفنهم من قبل الاهالي في مقابر جماعية بعد تعرض المدينة للقصف بالاسلحة الكيميائية الذي شنه النظام السابق عام 1988.

وقد تعرضت المدينة يوم 16 آذار / مارس عام 1988 لهجوم بالاسلحة الكيميائية، إذ قصفتها طائرات النظام السابق إبان الحرب العراقية الإيرانية، بالقنابل والصواريخ المزودة بمزيج من غاز الخردل والسارين، وخليط آخر يشل الأعصاب، بعد أن انسحبت القوات العراقية منها.

وأدى القصف إلى مقتل ما بين خمسة وسبعة آلاف شخص، معظمهم من النساء والأطفال من الكرد العراقيين، وأصيب أيضاً ما بين سبعة، وعشرة آلاف آخرين، كان أغلبهم من المدنيين.

وفي العام التالي، قضى آلاف من سكان البلدة جراء المضاعفات الصحية والأمراض والعيوب الخلقية التي سببتها الأسلحة الكيميائية.

وبرر النظام السابق ذلك حينها بالقول انه كان يحاول طرد القوات الإيرانية التي تسللت الى المدينة، بينما يقول الأكراد إن قوات البيشمركه الكردية، هي التي استولت عليها، وأن القوات العراقية استخدمت السلاح الكيميائي في محاولة لطردهم منها.

وتعتبر مذبحة حلبجة أسوأ هجوم كيميائي يشن على مدنيين في تاريخ البشرية، وما زال العديد من سكان حلبجة يعانون تأثيرات الغازات السامة التي تعرضوا لها في ذلك اليوم.