وجه ممثلو تركمان العراق المكون الثالث في البلاد نداء إلى المجتمع الدولي لانقاذهم مما قالوا إنها عمليات إبادة يتعرضون لها.. بينما ردت سلطات بغداد على اتهامات منظمة رايتس ووتش لها باعدام 255 سجيناً سنيًا باتهامها بالترويج لمعلومات مصادرها مشبوهة ومتعاطفة مع الإرهاب.


لندن: طالبت القوى التركمانية الامم المتحدة والمجتمع الدولي بحماية ابناء المكون التركماني وانشاء مناطق آمنة لهم في مناطق سكناهم في محافظات نينوى وكركوك وصلاح الدين وديإلى. ودعت هذه القوى في بيان أصدرته في ختام اجتماعها في بغداد اليوم المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع الدولي كالامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي ومنظمة التعاون الاسلامي والجامعة العربية إلى تحمل مسؤولياتها "تجاه ما يتعرض له المكون التركماني في العراق من إبادة جماعية لا تقل عن الابادة الجماعية التي تعرضت لها الاقليات في رواندا والبوسنة وكوسوفو وسائر مناطق العالم، والتي سارعت الامم المتحدة بتشكيل محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها في حين تلتزم الصمت المميت ازاء ما يتعرض له ثالث مكون رئيسي في العراق، وهي ترى اكثر من 300 الف شخص مهجر ومشرد ومهدد بالقتل على ايدي الجماعات والعصابات الإرهابية"، كما قالوا لكنهم لم يشيروا إلى الجهات التي تسعى إلى ابادتهم وسط اتهامات جانبية إلى الاكراد وتنظيم داعش بالمسؤولية عن ذلك.

ومن جهته، كشف النائب التركماني المستقل نيازي معمار اوغلو عن وجود مجاميع من ميليشيات كردية تقوم باستفزاز العائلات التركمانية بقضاء طوزخورماتو من خلال إطلاق النيران أمام منازلهم.

وقال أوغلو في تصريحات صحافية إن هناك مجاميع من ميليشيات كردية في مركز قضاء طوزخورماتو شمال محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) تقوم باستفزاز والتجاوز على التركمان وبعلم قوات الأمن مبيناً أن هذه الميليشيات تابعة لأجندة خارج المدينة".

وأشار إلى أن "هذه الميليشيات ترتدي ملابس مدنية وليس ملابس الاسايش، وهي قوات الأمن الكردية أو البيشمركة والبعض منهم من أهالي طوزخورماتو. وأضاف "عندما نقول للأحزاب السياسية الكردية وكذلك القوات الأمنية الكردية عن هؤلاء يقولون إنهم لايعرفونهم& وإنهم مواطنون مستهترون". وطالب الحكومة بإيجاد حل للوضع المأساوي الذي تعيشه العائلات التركمانية في القضاء وأن لا تبقى موقف المتفرج وسط هذه الاستفزازات التي تقوم بها ميليشيات كردية.
&
العراق يتهم ريتس ووتش بترويج معلومات متعاطفة مع الإرهاب&&

إلى ذلك، ردت بغداد على اتهامات منظمة رايتس ووتش لها بإعدام 255 سجينًا سنيًا باتهامها بالترويج لمعلومات مصادرها مشبوهة ومتعاطفة مع الإرهاب وقالت انها تنظر للاحداث في العراق بعين عوراء.&

وقالت وزارة الداخلية العراقية إن منظمة هيومن رايتس ووتش زعمت أن قوات الأمن العراقية ومليشيات تابعة لها ارتكبت اعمال قتل ضد السجناء في عدد من المعتقلات، وجاءت هذه في وقت تشهد البلاد هجمة منظمة تقوم بها قوى إرهابية مدعومة بخطاب سياسي واعلامي تحريضي، مما يجعل مثل هذه التقارير مثار تساؤلات ودهشة وتجعل المنظمات والمؤسسات التي تصدرها امام محاكمة الضمير الانساني.

وأكدت الداخلية في بيان صحافي تلقت "إيلاف" نسخة منه اليوم نفيها "هذه المزاعم وتؤكد أن اوضاع البلاد الحرجة وسيطرة الإرهابيين على اجزاء منها واستمرار هجماتهم على الاجهزة الأمنية ومقراتها بما فيها السجون والمعتقلات، ادت إلى سقوط عدد من القتلى بين السجناء في هجمات متعددة استخدمت فيها اسلحة مختلفة، وقد جعلت القوى الإرهابية السجون هدفاً ثابتًا لها وشنت هجمات متعددة عليها واطلقت سراح المئات من عتادة القتلة والإرهابيين الذين جعلوا قتل المدنيين منهجًا دائمًا لهم".

وأضافت أن ادعاءات قتل السجناء لم تكن الاولى، ولن تكون الاخيرة فهذه المنظمة تستقي أخبارها من مصادر مشبوهة وتتلقى تقارير من جهات معروفة لا تخفي تعاطفها مع الإرهابيين وتحمل اجندة سياسية معادية للدولة العراقية، لذلك من المنطقي أن لا تكون هذه التقارير ذات مصداقية لانحيازها الواضح وتبنيها لوجهات نظر متحيزة وغير محادية.

وأشارت إلى أن اطلاق مثل هذه الاشاعات والاساءة إلى قوات الأمن العراقية في وقت تخوض اشرس عملية دفاع عن المدن والقصبات والسجون العراقية يدل دلالة واضحة أن هناك مقاصد غير بريئة وراء هذه الادعاءات وأن الحرص على حقوق الانسان ومراقبة سلوك الاطراف المختلفة اثناء الحروب والنزاعات ينبغي أن يكون متقيدًا بالضوابط الاخلاقية والمهنية العالية، فمن لايعلم فإن القوى الإرهابية من داعش واخواتها ارتكبت ابشع الجرائم بحق الجنود والمدنيين الاسرى، وقامت بقتل وتشريد عشرات الآلاف من السكان المدنيين؟ ومن لايعلم فإن قوى الإرهاب تمارس الذبح والقتل بشكل علني وتحاول منع الدولة من تقديم الجناة والإرهابيين إلى العدالة عبر اطلاق سراح السجناء عنوة بعد قتل حراس السجون.

وقالت "لقد كان حرياً بمنظمة هيومن رايتس ووتش أن ترسل خبراءها ومحققيها إلى العراق وتتصل بالجهات الأمنية والحكومية وسؤالها عن الاحداث قبل أن تصدر تقارير تتلقاها من افراد دأبوا على التمترس خلف الاقنعة الطائفية لاتهام الدولة العراقية واجهزتها بإساءة حقوق السجناء والمعتقلين".

وأضافت أن داعش قتلت اكثر من خمسمائه سجين بعد استيلائها على سجن بادوش لأنهم من غير الطائفة التي تنتمي اليها -أي الشيعة- وذبحت عشرات امثالهم من الأسرى في تكريت وغيرها، "لكن هيومن راتس ووتش تنظر بعين عوراء إلى ما يحدث ورغم ذلك تدعي أنها اتصلت بوزارة الداخلية ولم يرد عليها أحد، وهو كذب محض اذ انها جمعت معلومات من مصادرها من خارج البلاد ممن يقفون موقف الضد من الحكومة والاجهزة الأمنية.

ودعت الداخلية العراقية الرأي العام الدولي والمنظمات الدولية والمؤسسات المهتمة بحقوق الانسان أن تتعامل مع الاوضاع العراقية بحساسية خاصة لأن العدوان والحرب الدائرة يستخدم فيها التحريض الطائفي والمذهبي على نطاق غير مسبوق، كما تسعى اطراف إلى تبيض وجه القوى الإرهابية الاسود باسباغ صفات الثورة على الإرهابيين واتهام الحكومة بأنها منحازة طائفيًا وأن الاجهزة الأمنية من لون طائفي واحد وهو مجافٍ للحقيقة كما هو معلوم.

وطالبت من اسمتهم بجميع الحريصين على سيادة القانون والنظام واللوائح والمقررات الدولية إلى أخذ المعلومات من مصادرها الصحيحة والمتوازنة على الاقل والتحقيق بأنفسهم في جميع المزاعم والادعاءات بشأن انتهاك حقوق الانسان خدمة للحق والحقيقة ودرءأ للتخرصات والتقارير المشبوهة في الوقت الذي يقف العالم بأسره ومنظماته الدولية الرسمية مع العراق في دفاعه عن شعبه ضد هذه الهجمة الإرهابية الشرسة كما قالت.

وكانت منظمة هيومان رايتس ووتش قالت الجمعة الماضي إن "قوات الأمن العراقية وميليشيات موالية للحكومة قامت على ما يبدو بإعدام ما لا يقل عن 255 سجيناً في ست مدن وقرى عراقية دون وجه حق". وأضافت أنها وثقت "خمس مذابح لسجناء بين 9 و21 من حزيران (يونيو) الماضي في الموصل وتلعفر بمحافظة نينوى (شمال) وبعقوبة وجمرخي بشرق محافظة ديإلى (شرق)، وراوة في غرب محافظة الأنبار (غرب)".

وأوضحت "في كل هجمة كانت اقوال الشهود وافراد قوات الأمن ومسؤولي الحكومة تشير إلى قيام جنود من الجيش أو الشرطة العراقيين أو من مليشيات شيعية موالية للحكومة أو تشكيلات من الثلاثة بإعدام السجناء دون محاكمات باطلاق الرصاص عليهم في جميع الحالات تقريبًا". وطالبت هيومن رايتس ووتش بفتح& تحقيق دولي في المذابح التي ارتكبتها قوات الأمن والمليشيات المتحالفة معها.

يذكر أن مسلحي تنظيم الدولة الاسلامية وتنظيمات متطرفة أخرى شنوا منذ اكثر من شهر هجوماً كاسحاً تمكنوا خلاله من السيطرة على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدناً رئيسية بينها الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت (170 كلم شمال بغداد).