أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الجيش ببدء عملية برية في قطاع غزة تهدف الى كشف الأنفاق في المنطقة الحدودية. وأعلن الجيش الاسرائيلي أن قوات برية كبيرة من جيش الدفاع باشرت بتوسيع عملية "الجرف الصامد".


غزة:يواصل الجيش الإسرائيلي صباح الجمعة عمليته البرية التي بدأها مساء الخميس ضد قطاع غزة بينما ارتفعت حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية& الى 265 قتيلا والفي جريح منذ بدء العملية الإسرائيلية على قطاع غزة في الثامن من تموز (يوليو).

وقتل اربعة فلسطينيين، بينهم ثلاثة اطفال &الجمعة في قصفين مدفعيين اسرائيليين شمال بيت حانون شمال غزة، بحسب ما اعلنت وزارة الصحة في القطاع.
وقال المتحدث باسم الوزارة اشرف القدرة "وصل &شهيد مجهول الهوية الى مستشفى كمال عدوان جراء استهداف صهيوني لقرية ام النصر" شمال قطاع غزة.
وقبل ذلك بوقت قصير، اعلن القدرة عن مقتل 3 اخوة فلسطينيين في قصف مدفعي اخر استهدف برجا غرب بيت حانون.
وبحسب القدرة فان القتلى الثلاث هم الاشقاء محمد (14 عاما) واحمد (13 عاما وولاء ابو مسلم (12 عاما).

وقتل 19 فلسطينيا بينهم طفل رضيع في بضع ساعات بالاضافة الى جندي إسرائيلي منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية مساء الخميس على الرغم من دعوات المجتمع الدولي الى تجنب التصعيد والخسائر في صفوف المدنين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل احد عناصره ليل الخميس الجمعة في شمال القطاع. وهو اول جندي إسرائيلي يقتل منذ بدء العملية البرية على غزة مساء الخميس. وكتب الجيش الإسرائيلي على حسابه الرسمي على تويتر "قتل جندي إسرائيلي في المواجهات خلال العملية البرية في غزة الليلة الماضية. وتم ابلاغ عائلته".

وصرح المتحدث باسم الجيش الجنرال موتي الموز للاذاعة العسكرية "وقعت عدة احداث خلال الليل و(فيما يتعلق) بحادث مقتل جندي نحن نحقق في الملابسات الان وسنعلن عنها فور اطلاعنا عليها". واغلق معبر ايريز الحدودي المخصص لعبور المدنيين مع إسرائيل ايضا. وتبدو غزة مدينة اشباح اذ خلت الشوارع تماما من السكان الفلسطينيين لكن الوضع كان هادئا صباح الجمعة.&

ومساء الخميس، توعدت حماس بان تدفع إسرائيل "ثمنا غاليا". وقال فوزي برهوم المتحدث باسم الحركة ان بدء الهجوم البري "خطوة خطيرة وغير محسوبة العواقب وسيدفع ثمنها الاحتلال غاليا وحماس جاهزة للمواجهة". واكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل لوكالة الصحافة الفرنسية فجر الجمعة ان الهجوم البري الذي بدأه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة آيل الى الفشل.

وقال ان "ما عجز عن تحقيقه المحتل الإسرائيلي عبر العدوان الجوي والبحري وهدم البيوت على رؤوس أصحابها، واستهداف المدنيين وخاصة الأطفال، وارتكاب جرائم حرب بحق الإنسانية وضد القانون الدولي (...) لن ينجح في تحقيقه عبر الاجتياح البري والمزيد من العدوان".

واضاف ان "شعبنا الفلسطيني وقوى المقاومة لهم مطلب واضح: وقف العدوان والعقوبات الجماعية على شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية، وإنهاء الحصار على غزة بصورة نهائية".

وفي بيان نشر صباح اليوم الجمعة، اكد الجيش الإسرائيلي ان جنوده شاركوا في عمليات قتالية "لشل حركة 14 ارهابيا في تبادل لاطلاق النار"، مشيرا الى انه دمر "عشرين منصة لاطلاق الصواريخ وشن تسع غارات على انفاق، واستهدف 103 هدفا ارهابيا". واضاف ان "المؤشرات الاولية تشير الى ان النتائج تتماشى مع توقعات الجيش الإسرائيلي".

وهذه اول مرة يشن فيها الجيش الإسرائيلي عملية برية منذ العملية ضد قطاع غزة في 2008-2009 والتي قتل فيها نحو 1400 فلسطيني ولم تنجح في وضع حد لاطلاق الصواريخ على إسرائيل. وكانت إسرائيل انسحبت بشكل احادي الجانب من قطاع غزة عام 2005.&ومن المتوقع وصول وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس الجمعة الى مصر وإسرائيل من اجل بحث الوسائل لوضع حد للتصعيد.

دعوات للتهدئة

وأعربت اسبانيا عن "الاسف" ازاء العملية البرية الاسرائيلية في قطاع غزة ودعت الى "احترام صارم لحياة المدنيين والمنشآت العامة مثل المدارس ومراكز الصحة" وفق ما اعلنت وزارة الخارجية الاسبانية الجمعة.

واعلنت الوزارة في بيان ان "اسبانيا تعبر عن قلقها الشديد اثر اعلان اسرائيل اطلاق عملية برية في غزة" ليل الخميس الجمعة. واضافت الوزارة ان "اسبانيا تأسف لهذا القرار وتدعو بالحاح الى اقصى درجات ضبط النفس واحترام صارم لحياة المدنيين والمنشآت العامة مثل المدارس ومراكز الصحة".

وجددت مدريد "نداءها الى وقف اطلاق النار من كافة اطراف النزاع وجددت التاكيد على ضرورة العودة الى الهدوء واستئناف مفاوضات نحو تسوية تقوم على حل الدولتين (فلسطينية واسرائيلية) متداع بشكل خطير بسبب الاحداث الاخيرة".

وتظاهر مئات الاشخاص مساء السبت في وسط مدريد استجابة لنداء نقابات وجمعيات وراء لافتة كتب عليها "اوقفوا ابادة الفلسطينيين". وهتف المتظاهرون "هذه ليست حرب بل ابادة" و"يحيا كفاح الشعب الفلسطيني" رافعين اعلاما فلسطينية وكتبوا على احدى اللافتات " علمانية: سلام".

وقد تجمع الاثنين مئات الاشخاص امام سفارة اسرائيل في مدريد ونددوا بقصف الجيش الاسرائيلي على قطاع غزة.

من جانبه، حض وزير الخارجية الاميركي جون كيري الخميس إسرائيل على "تفادي تصعيد جديد" مع بدء عمليتها العسكرية البرية في قطاع غزة.

وفي اتصال هاتفي اجراه برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، شدد كيري "على ضرورة تفادي تصعيد جديد وطلب احياء وقف اطلاق النار الذي أعلن في 2012 في اسرع وقت مكررا تأييده لمبادرة السلام المصرية ومؤكدا ضرورة ان توافق حماس على هذه الخطة في اقرب فرصة"، بحسب بيان للخارجية الاميركية.

وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ليل الخميس الجمعة ان "رئيس الوزراء ووزير الدفاع امرا مساء الخميس الجيش بالبدء بعملية برية والدخول الى قطاع غزة لتدمير الانفاق التي تستخدم لانشطة ارهابية في إسرائيل".

&واضاف ان "القرار وافقت عليه الحكومة الامنية بعد رفض حماس قبول الخطة المصرية لوقف اطلاق النار واستمرار اطلاق الصواريخ على إسرائيل". وعند الاعلان عن بدء العملية مساء الخميس، بدأ الجيش بقصف مكثف لغزة عبر الجو والبحر بالاضافة الى قصف مدفعي.

واستدعى الجيش ليل الخميس الجمعة 18 الف جندي احتياط اضافي،بعيد الاعلان عن العملية البرية. وقالت متحدثة عسكرية إسرائيلية لفرانس برس "مع تعبئة الـ18 الف جندي احتياطي يرتفع عدد الاحتياطيين الذين يمكن استدعاؤهم الى ستين الفا".

واكد وزير الاتصالات الإسرائيلي جلعاد اردان ان العملية تهدف قبل كل شيء الى "تدمير الانفاق". وردا على سؤال حول امكانية اعادة احتلال قطاع غزة اكد اردان ان هذا "ليس الهدف".

وفي القاهرة، اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس ان الهجوم الإسرائيلي البري على قطاع غزة سيؤدي الى "مزيد من سفك الدماء" وسيعقد الجهود التي تبذل لوضع حد للنزاع، وذلك في تصريحات نقلتها صباح الجمعة وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية الرسمية.

وطالب الامين العام للامم المتحدة باني كي مون الخميس إسرائيل "ببذل جهد اكبر لوقف سقوط الضحايا المدنيين". واسف بان في تصريح مقتضب في الامم المتحدة لـ"نزاع خطير يشهد مزيدا من التدهور (...) رغم دعواته المتكررة مع العديد من القادة الاقليميين والعالميين" الى وقف اطلاق النار.