دخلت الأزمة العراقية منعطفًا جديدًا من خلال تحرك دولي عسكري، وقالت مصادر أميركية إن المقاتلتين اللتين شاركتا في أول غارة جوية على مواقع تنظيم (داعش) انطلقتا من على متن حاملة الطائرات (يو إس إس جورج بوش) التي تبحر في الخليج العربي.


نصر المجالي: أشارت المصادر إلى أن الطائرتين كانتا من طراز (هورنت - F/A-18C)، وأنهما أطلقتا حوالى 500 باوند من القنابل الموجّهة بالليزر ضد وحدات للمدفعية التابعة لتنظيم (داعش).

وكان وزير الدفاع الأميركي أمر بتوجه حاملة الطائرات (يو إس إس جورج بوش) إلى الخليج العربي يوم 14 يونيو (حزيران) الماضي في مهمة لحماية المصالح الأميركية في العراق. وغادرت الحاملة في فبراير (شباط) الماضي قاعدتها في نورفولك في ولاية فرجينيا في مهمة استطلاعية اعتيادية في منطقة الشرق الأوسط.

أول هجوم
وهذا هو أول هجوم جوي منذ انسحاب القوات الأميركية من العراق العام 2011، وقالت المصادر الأميركية إن مدفعية (داعش) التي تم قصفها كانت موجّهة نحو أربيل عاصمة إقليم كردستان.

تأتي الخطوة العسكرية الأميركية غير المعتادة غداة إيعاز الرئيس الأميركي ناراك أوباما بشنّ مثل هذه الغارات يوم أمس الخميس، لكنه أكد على أنه لا ينوي إعادة أي قوات برية إلى العراق.

وقال الرئيس أوباما إن "أميركا قادمة لمساعدة الشعب العراقي"، مضيفًا إن الولايات المتحدة "ستتصرف بعناية ومسؤولية لمنع وقوع جرائم إبادة" بحق الأيزيديين والمسيحيين.

ضرب مدفعية داعش
وفي تغريدة على موقع (تويتر) أشار الأميرال جون كيربي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية قائًلا "أغارت طائرات أميركية على مدفعية الدولة الإسلامية. وقد استخدمت المدفعية ضد القوات الكردية التي تدافع عن أربيل المدينة التي يتواجد فيها موظفون أميركيون".

يشار إلى أنه يوجد 245 عسكريًا أميركيًا، بينهم 90 مستشارًا إلى جانب العاملين في القنصلية الأميركية في مدينة أربيل، التي تعتبر واحدة من أكثر مناطق العراق استقرارًا، بجانب تعاونها الوثيق مع الشريك الأميركي.

من جانبه، قال وزير الدفاع الأميركي تشاك هاغل إن الولايات المتحدة لديها معلومات استخباراتية كافية قادرة على تحديد مواقع وضرب المسلحين الإسلاميين إذا كانت تهدد مصالح الولايات المتحدة أو الآلاف من اللاجئين الذين فرّوا إلى الجبال.

وعندما سئل عما إذا كان مسلحو جماعة الدولة الإسلامية يمكنهم الاختباء بنجاح في صفوف المدنيين لتفادي الضربات، قال هاغل: "واضحة تمامًا هوية هؤلاء المسلحين، ومن السهل جدًا تحديد مواقعهم وضربها من خلال الغارات الجوية التي ستكون محدودة وفعالة جدًا".
&