يشهد الجميع على الدور المحوري الذي يقوم به النائب وليد جنبلاط على مختلف الاتجاهات لإنضاج الطبخة الرئاسية في لبنان، وكان آخرها إرسال نجله تيمور والوزير وائل أبو فاعور إلى السعودية.

بيروت: بالتزامن مع الحركة السياسية الواسعة التي يقوم بها على صعيد الإستحقاق الرئاسي، أوفد رئيس الحزب الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وزير الصحة وائل أبو فاعور وإبنه تيمور إلى جدة لإجراء محادثات مع القيادة السعودية حول التطوّرات الأخيرة في لبنان.

ويقول النائب خالد زهرمان (المستقبل) لـ"إيلاف" إن النائب وليد جنبلاط (رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي) يقوم بدور محوري في موضوع الاتصالات، ورغم أن الحركة التي يقوم بها لم تصل إلى نتيجة فعلية، إلا أنها فتحت قنوات الحوار مع الجميع، والأمر يساعد على تهدئة الأجواء في لبنان، وفي الوقت عينه هناك عامل خارجي في الموضوع الرئاسي لم ينضج بعد، والعامل الداخلي لم يوصل إلى نتيجة حتى الآن.
&
دور السعودية المحوري
أي دور محوري للسعودية اليوم من خلال كل اللقاءات التي تجري؟&

يقول زهرمان إن للسعودية دورها المحوري في موضوع الرئاسة كأي مكون خارجي، وهي تهتم &بالاستقرار في لبنان، كي لا ينحو هذا الأخير نحو انفجار أمني. والهبة السعودية الأخيرة وما قبلها، للقوى الأمنية اللبنانية، خير دليل على ذلك، خاصة أن لبنان يعيش تداعيات الأزمة السورية، نتيجة تدخل حزب الله &في القتال هناك، تنفيذًا لقرار من وراء الحدود.

ويضيف :" إذا كنا في لبنان لا نستطيع معالجة سبب تدخل حزب الله في سوريا، فعلى الأقل السعودية تحاول مساعدة القوى الأمنية اللبنانية لتحصين الساحة ضد الإرهاب".
&
الرئاسة والملف النووي
ويلفت زهرمان إلى أن موضوع الإستقرار في لبنان هو نتيجة وعي داخلي وضغط خارجي حوله، ولا خوف عليه، من إنفجار كبير قد يهدد كيانه، أما الموضوع الرئاسي فهناك عامل داخلي يؤثر من دون أن ننسى العامل الخارجي الذي لن ينضج قبل أن تتبلور المحادثات الإيرانية مع الدول الكبرى بخصوص الملف النووي.

ويؤكد زهرمان أن السعودية كررت أكثر من مرة أن الموضوع الرئاسي هو شأن لبناني، وتجربتنا مع المملكة تؤكد ذلك، ولا يمكن أن تفرض رئيسًا، وأي رئيس يتوافق عليه اللبنانيون ستوافق عليه السعودية خصوصًا إذا قدّم الأمان والاستقرار إلى لبنان.
&
في مصلحة لبنان
بدوره، يعتبر النائب قاسم هاشم (التنمية والتحرير) في حديثه لـ"إيلاف" أن الإتصالات والتحركات تصب في مصلحة لبنان، ومنها توجه أبو فاعور وتيمور جنبلاط إلى السعودية، لإجراء مباحثات.

ويضيف أنه كلما اتسعت مروحة المعنيين من الممكن أن يساهم ذلك، كل بحسب موقعه، بإرساء القواعد، لتأمين ركائز شبكة الأمان، والأمر واضح وأكيد.

ويشدد هاشم على الدور السعودي الواضح الذي لا يستطيع أحد أن ينكره، من خلال التأثير المباشر على المكونات السياسية والإجتماعية، والحضور المباشر بالمساعدات للقوى الأمنية اللبنانية من خلال الـ3 مليارات دولار السابقة، والمليار الأخير، وكل ذلك يعني أن السعودية حاضرة دائمًا للتأثير على الوضع في لبنان.
&
لم تنضج في الأفق بعد

ويلفت قاسم إلى أنه حتى الآن لم تظهر في الأفق أي بشرى لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، ولكن كل هذه الاتصالات على أي مستوى، قد تساهم في تذليل الكثير من العقبات لانتخاب رئيس للجمهورية، وصولاً إلى إرساء التوافق والتفاهم، لأنه أصبح واضحًا حتى اللحظة أنه من دون هذا التوافق أو التفاهم حول الانتخابات الرئاسية وحول الشخصية التي تملك المواصفات الجامعة والقادرة على العبور بين مختلف الفرقاء في لبنان وبين المحيط والمؤثر في لبنان، فهذا لن يصل بنا إلى نتيجة لأن المهم أن يقتنع الجميع أن هذا هو الأساس والمنطلق للوصول إلى الاستحقاق الرئاسي.
&
&