دعا رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته نوري المالكي القادة العسكريين إلى عدم التدخل في الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم الأمنية والعسكرية لحماية البلاد، وأن يتركوا الأمر للشعب والسياسيين والقضاء.. فيما أبلغ القادة الأمنيون المكلف بتشكيل الحكومة الجديدة حيدر العبادي أن ولاءهم للوطن وليس للأفراد.


لندن:&ترأس رئيس الوزراء العراقي المنتهية&ولايته نوري&المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة في بغداد اليوم اجتماعاً، ضم كبار القادة والضباط في الجيش والشرطة والاجهزة الأمنية، حيث شدد بالقول "إن العراق امانة في اعناقنا جميعًا وعلينا أن نحميه بالوعي والحكمة والثبات وأتقدم بالتحية والاجلال لجميع الضباط والمراتب في قواتنا الأمنية، وكذلك المجاهدين الذين حملوا السلاح لمواجهة آفة الشر التي داهمت العراق والمنطقة".

وأضاف "أن العراقيين والمنطقة والعالم في خندق واحد لمواجهة الارهاب الذي لا يميز بين مسلم ومسيحي وعربي وكردي وتركماني وأيزيدي لا في كردستان ولا في البصرة وأي مكان في العراق".. مؤكدًا أنّ حل الأزمة في العراق لا يقتصر على الجانب الأمني، وانما ترافقه حلول سياسية واقتصادية وعمرانية واجتماعية وغيرها.

وحث المالكي القادة الضباط ومنتسبي الاجهزة الأمنية بالابتعاد عن الأزمة السياسية والالتزام بواجباتهم الأمنية والعسكرية لحماية البلاد، وأن لا يتدخلوا فيها وأن يتركوا هذا الموضوع للشعب والسياسيين والقضاء"..مشيدًا بصمود القوات الأمنية العراقية بوجه الارهاب على الرغم مما تعانيه من ضعف التسليح، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي، اطلعت على نصه "إيلاف".

وشدد المالكي على ضرورة حماية الدستور والالتزام به ومنع التجاوز عليه بالشكل الذي قد يضع العراق أمام انتكاسة جديدة لا تقل خطورة عن انتكاسة الموصل.. مؤكدًا أن القضاء العراقي كفيل بمعالجة الخرق الدستوري وتصحيح الخطأ وفقاً للسياقات الدستورية وحكم المحكمة الاتحادية.

الولاء للوطن وليس للأفراد

ومن جهتهم، فقد أكد القادة العسكريون العراقيون اليوم لرئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ولاءهم للوطن وليس للأفراد، معربين عن ايمانهم بالعملية السياسية والتداول السلمي للسلطة. ونقلت وكالة "السومرية نيوز" عمن وصفته بالمصدر المطلع قوله إن "القادة العسكريين تلقوا تطمينات من رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي فضلاً عن قادة الكتل السياسية في التحالف الوطني".

وأشار إلى أنّ "القادة العسكريين اعربوا عن ايمانهم بالعملية السياسية والتداول السلمي للسلطة في ظل النظام الديمقراطي والدستور ".. مبينًا& "انهم أكدوا للعبادي أن&ولاءهم&سيبقى للوطن لا للأفراد". وعلى الصعيد الأمني نفسه، فقد حذرت قيادة عمليات بغداد بأنها ستطبق القانون ضد كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، فيما اعتبرت أن الوضع في العاصمة لا يدعو للقلق.

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد إن "الوضع في العاصمة بغداد مطمئن ولا يدعو للقلق"، مؤكداً أن "القانون سيطبق ضد كل من يحمل السلاح خارج إطار الدولة، ولا نسمح لأي شخص بحمل السلاح دون مظلة الدولة".

وأضاف معن أن "قيادة عمليات بغداد موجودة ضمن الحدود الإدارية مع محافظة الأنبار وتمت السيطرة على الكثير من العقد والنقاط التعبوية لقطع الإمدادات للجماعات المسلحة"، مشيراً إلى أنه "تم قتل أكثر من 20 إرهابياً في بغداد اليوم وأمس وتدمير عدد من المخابئ للمسلحين".

واليوم أكد مصدر في الشرطة العراقية أن القوات الأمنية المنتشرة في مدخل ومحيط المنطقة الخضراء وسط بغداد انسحبت إلى داخلها. وقال المصدر إن "القوات الأمنية المنتشرة في مدخل ومحيط المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد، انسحبت، قبل ظهر اليوم، إلى داخل المنطقة".

وأضاف أن "انسحاب تلك القوات الأمنية جاء بعد تلقيها أوامر عسكرية من قيادات أمنية إلى ضرورة الانسحاب". وكان مصدر في الشرطة العراقية قال الاحد الماضي إن القوات الأمنية انتشرت بشكل مكثف في شوارع العاصمة، وأشار إلى أنّه تم منع الدخول والخروج من المنطقة الخضراء وسط بغداد.

وكانت الامم المتحدة الامم المتحدة دعت امس قوات الأمن العراقية إلى عدم التدخل بعملية نقل السلطة في العراق، وذلك بعد ساعات من انتشار مكثف لتلك القوات بالتزامن مع خطاب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.

وقال الممثل الخاص للامين العام للامم المتحدة في العراق نيكولاي ملادينوف إنه يتعين على قوات الأمن الامتناع عن القيام بأعمال يمكن تفسيرها على أنها تدخل في قضايا تتعلق بالانتقال الديمقراطي للسلطة السياسية في العراق.

وأعرب ملادينوف عن قلقه البالغ ازاء التطورات السياسية الاخيرة في العراق داعياً القادة السياسيين إلى احترام المسؤوليات الدستورية لرئيس الجمهورية. وقال إن الرئيس العراقي فؤاد معصوم يؤدي واجباته حسب الدستور والعملية السياسية الديمقراطية.