&

أسس الطائفة الأيزيدية الشيخ عدي بن مسافر، الذي ولد في قرية بيت فار بجوار بعلبك، بحسب التراث الأيزيدي.

&
بيروت: تنظيم الدولة الاسلامية يقتل الأيزيديين في العراق، وخصوصًا في جبل سنجار، ويدفن نساءَهم وأولادهم أحياء، بحسب ما نقل ناجون أيزيديون لجأوا إلى إقليم كردستان العراق.
أما تنظيم الدولة الاسلامية (ما كان يعرف بداعش) المغالي في التطرف الاسلامي يرى في أتباع الأيزيدية، أو اليزيدية، كفارًا، علمًا أنها تكفّر كل من ناقضها، ما أعاد تلك الطائفة الى الأضواء.
&
الرؤية في بيت فار
اليوم، كشف أنور معاوية، أمير الأيزيديين المقيم حاليًا في ألمانيا، أن الشيخ عدي بن مسافر ولد قبل 940 سنة قرب بعلبك اللبنانية، وهو صار في ما بعد الزعيم الروحي الأكبر للأيزيديين ومجدد ديانتهم التي تعود إلى زمن البابليين، إذ يتحدر مباشرة من باني المسجد الأقصى في القدس، عبد الملك بن مروان. وهو عاش ودفن في أقدس مكان لهم، لالش، حيث ولد آدم وحواء على حد قولهم.
&
واشار معاوية الى أن بن مسافر توفي بعمر 87 سنة في لالش، وقلة تعرف لماذا غادر لبنان إليها بالذات.
أضاف معاوية: مسافر، والد عدي، مدفون وزوجته قرب بعلبك، وهو رأى رؤية قبل مولد ابنه سمع فيها صوتًا يخبره بأنه سيرزق بطفل سيسميه عدي، ففعل حين أبصر ابنه النور في العام 1075 بقرية بيت فار أو بيت الفار قرب بعلبك".
&
لا قرية بهذا الاسم في البقاع اللبناني، لكن هناك خربة بيت فار، وهي قرية في قضاء الرملة بفلسطين، كان يسكنها 300 نسمة من الفلسطينيين حين احتلها الإسرائيليون في العام 1948 وخربوها وهجروا أهلها، وبنوا على أنقاضها مستعمرة تساليون.
&
الرؤية الثانية
والشيخ عدي بدوره رأى رؤية سمع فيها صوتًا يطلب منه مغادرة مكان مولده إلى لالش بالعراق. ففرّ من العباسيين إلى منطقة الحكاية بكردستان، حيث تعرف بالشيخ عبد القادر الجيلاني، فأخذ عنه التصوف. بقي بيت الشيخ عدي، الفار إلى لالش، فارغًا، فسماه سكان بعلبك بيت الفار. وتوفي الشيخ عدي في العام 1162 بخلوة بناها في لالش، سكنها مريدوه بعده، فأصبحت كالمحجة للأيزيديين في جبال سنجار الشهيرة.
&
لم يتزوج الشيخ عدي، بل تفرغ للعبادة. ولا يسميه الأيزيديون قديسًا أم ونبيًا، بل ولياً من أولياء الله، فهو رجل من أصحاب الكرامات، حفر آية الكرسي التي يراها الزائر عند مدخل لالش، كما قال معاوية.
وشرح معاوية، المولود في العام 1968 بقصر الإمارة بجبل سنجار، ولهذا يسمى أميرًا، أن ديانتهم مرت بمرحلتين، "مرحلة قبل عدي وبعده، فقبله امتدت روتينيًا من عصور البابليين الى زمنه، فجددها حين تعرف اليها وقام بتطعيمها بالاسلام ووضع أسسها الحديثة، كما أن مكارمه وأهميته مستمدة من كونه مدفونًا في مكان مقدس مع أولياء الله الصالحين".
ولالش، التي يحج الأيزيدي إليها في 6 أيام من الشعائر، ولو مرة بحياته، فحكايتها مختلفة وغريبة لغير الأيزيديين، بدءًا من اسمها ومعناه القالب، أي قالب الطين الذي خرج منه آدم. يقول معاوية: "من تراب تلك المنطقة خلق الله آدم وحواء". آخرون يقولون إن لالش كلمة كردية تعني المكان المقدس.
&
أصول كردية
الإيزيديون مجموعة دينية شرق أوسطية، يعيش أغلب أتباعها قرب الموصل ومنطقة جبال سنجار في العراق. وتعيش مجموعات أصغر في تركيا وسوريا وإيران وجورجيا وأرمينيا. عرقيًا، ينتمي هؤلاء إلى اصل كردي ذات جذور هندو-أوروبية رغم أنهم متأثرون بمحيطهم المتكون من ثقافات عربية وآشورية وسريانية. فأزياؤهم الرجالية قريبة من الزي العربي، اما ازياؤهم النسائية فسريانية.
&
يتكلم الايزيديون اللغة الكردية، وهي لغتهم الأم، لكنهم يتحدثون العربية أيضًا، وخصوصًا ايزيدية بعشيقة قرب الموصل. صلواتهم وادعيتهم والطقوس والكتب الدينية كلها باللغة الكردية، والشيخان موطن امرائهم، سميت في كتب التاريخ بمرج الموصل. قبلتهم هي لالش بشمال العراق حيث الضريح المقدس للشيخ عدي بن مسافر، مؤسس ديانتهم.
&
أكبر تجمعاتهم اليوم في العراق، في محافظة نينوى الموصل، قضاء الشيخان وبعشيقة وبحزاني وسنجار وزمار والقوش. في محافظة دهوك بشاريا ومجمع خانك ومنطقة ديره‌بون. في سوريا، في القامشلي بمدينة عفرين ومنطقة الجراح والقرى التابعة لها.
في تركيا، بماردين وسيرت واورفه وقارس واغري واردهان على الحدود الارمنية. في أرمينيا بقرى جبل ارارت وداخل العاصمة يريفان. في جورجيا، داخل العاصمة تبليسي، وفي ألمانيا والنمسا وفرنسا والولايات المتحدة.
&