وقعت مصادمات عنيفة بين الشرطة وأعضاء جماعة الإخوان في اليوم الثاني لذكرى فض أعتصام رابعة العدوية، التي راح ضحيته نحو 760 قتيلاً من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي.&

القاهرة: سقط عدد من القتلى والمصابين في اشتباكات وقعت بين الاخوان وقوى الأمن المصري. فيما أعلنت مجموعة جديدة تطلق على نفسها اسم "كتائب حلوان"، عن تخطيطها للقيام بعمليات إرهابية جديدة ضد المنتمين للشرطة، في الوقت الذي شكك فيه نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في مقطع الفيديو، معتبرين أنه من إنتاج جهاز الأمن الوطني والمخابرات العامة.
&
استمرت مظاهرات جماعة الإخوان المسلمون لليوم الثاني على التوالي إحياء لذكرى الأولى لفض إعتصام رابعة العدوية، ووقعت اشتباكات مع قوات الأمن في مدينة الحوامدية بجنوبي الجيزة، بعد صلاة الجمعة اليوم.&
&
وأسفرت المواجهات عن مقتل شخص وصفته وزارة الداخلية بأنه "ملثم"، وقالت الوزارة في بيان لها إنه وجد بجوزته "فرد خرطوش، وحقيبة بها كمية من الطلقات، و6 قنابل يدوية، و6عبوات بدائية الصنع، و7 زجاجات مولوتوف، وهاتف محمول".
&
وفي منطقة فيصل بالجيزة أيضاً، قتل شخصين، في مواجهات مع قوات الأمن، أثناء تفريق مظاهرة لأنصار جماعة الإخوان، في ذكرى فض إعتصام رابعة العدوية.
&
ووقعت مواجهات أخرى في منطقة المطرية بالقاهرة، أسفرت عن إصابة نحو سبعة أشخاص، بينهم ضابطان وشرطي. وألقت قوات الأمن القبض على العشرات من المشاركين في المظاهرات في عدة مواجهات.

&
كتائب حلوان
&
وفي تلك الأثناء إنتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الإجتماعي، نسب إلى جماعة تطلق على نفسها اسم "كتائب حلوان"، ويظهر في مقطع الفيديو نحو عشرة أشخاص ملثمين يرتدون ملابس سوداء اللون، وهم يرفعون الأسلحة، ويهدد أحدهم وزارة الداخلية.&
&
ويبدو الملثمون في مقطع الفيديو يقفون وسط شارع ترابي في منطقة سكنية فقيرة، ويلقي قائدهم بيانا، بينما يمر الناس من خلفهم.
&
وأعلن أن المجموعة الجديدة سوف تستهدف المنتمين إلى وزارة الداخلية في منطقة جنوب القاهرة، مشيراً إلى أنهم ليسوا من جماعة الإخوان المسلمون. وقال موجهاً حديثه إلى رجال الشرطة في مصر: أنتم أجبرتمونا نحن الناس المسالمون على حمل السلاح".&
&
وتابع: "سالمنا الداخلية وسالمنا الجيش وقلنا إنها سلمية ودفعنا من الدماء ما دفعنا، ودفعنا من تهجيرنا ما دفعنا، حتى سئمنا سلمية الإخوان ونحن لسنا إخوانًا. سئمنا سلميتهم في المسيرات وغيرها".
&
وأضاف: "نخرج فتُسفك الدماء وتُغتصب النساء وتُسرق الأموال". وحذر وزارة الداخلية، وقال: "هذا إنذار للداخلية على مستوى جنوب القاهرة بجميع مناطقها بجميع أقسامها. إنكم مستهدفون لما فعلتموه فينا، ولم تتقوا الله عز وجل ولم تراعوا أي شيء وسفكتم الدماء، وسيرتم عليها، واغتصبتم النساء، بل وحبلتم نساء المسلمين".
&
وانتقد المتحدث الملثم ما إعتبره إفلات مرتكبي الجرائم من الشرطة من العقاب، وقال: "لا معترض منكم ولا محاسب، لأنكم انقلابيون، ولأن هذا الجيش جيش كامب ديفيد، الذي لم يطلق طلقة على اليهود، طوال 60 سنة، بل ضرب ناسه وأهله بالرصاص"، على حد قوله.
&
واتهم الجيش المصري بالتسبب في إصابة المصريين بالفقر على مدار 60 عاماً، وقال: "ماذا فعل الجيش على مدار 60 سنة، حياتنا كلها هباب في هباب وفقر في فقر، والشعب يدفع الثمن ويدفع الضريبة".
&
وأضاف: "لابد أن تنتصر فئة، وترد على ما فعلوه، وما فعلته الداخلية خاصة. هما نسوا درس يوم 25 يناير ويوم جمعة الغضب 28 يناير، ونسوا ما فعله الشعب بهم، ولم يصالحوه، بل ناصبوه العداء. فاكرين الجيش هيحميكم طيب براحتكم".
&
ووصف قائد المجموعة نفسه وأنصاره ب"المسالمين الذين أجبروا على حمل السلاح". وقال: "أجبرتم ناسًا مسالمين أمثالنا على حمل السلاح، للدفاع عن نسائنا وللدفاع عن هذه الأرض. نحن نحب الخير لمصر، ونريد عدلًا ومساواة وتقوى، وإذا حدث هذا فسوف نضع هذا السلاح ونسلمه للجيش، لكنه يدعم الداخلية لإغتصاب الناس وحفلات التعذيب في جميع أقسام مصر". حسبما ورد في مقطع الفيديو.
&
واختتم مقطع الفيديو بالهتاف: "مفيش سلمية مع الداخلية، تكبير، الله أكبر، هي لله، هي لله".
&
لجنة أمنية
&
وأعلنت وزارة الداخلية المصرية، أنها شكلت لجنة أمنية لدراسة مقطع الفيديو، من كافة الجوانب، لرصد العناصر التي ظهرت فيه.
&
وقال اللواء محمد رفاعي، الخبير الأمني، لـ"إيلاف" إن وزارة الداخلية تتعامل بمنتهي الجدية مع أية مقاطع فيديو أو صفحات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، مشيراً إلى أن إدارة مباحث مكافحة جرائم الإنترنت تعمل على مدار 24 ساعة، بالتنسيق مع جهاز الأمن الوطني.
&
وأضاف أن جماعة الإخوان تصر على الإستمرار في ممارسة الإرهاب والعنف بحق الشعب المصري. ولفت إلى أن الهدف من الإعلان عن مجموعات إرهابية جديدة هو تشتيت جهود أجهزة الأمن المصرية، منوهاً بأن هذه المجموعات تعمل جميعا تحت لواء جماعة الإخوان، وتأتمر بأوامرها.
&
تشكيك&
&
وفي السياق ذاته، شكك نشطاء مواقع التواصل الإجتماعي في مقطع الفيديو، معتبرين أنه من صنع الأجهزة الأمنية، وكتب الناشط خالد عاشور تدوينة بعنوان "كتائب حلوان .. أو كتائب أم حلاوة... أبانا الذي في المخابرات أرحم أمنا.!"، وقال: "مع قليل من التركيز على (كتائب حلوان) ستجد أن الفيديو كله بمن فيه إنتاج وإخراج أبانا الذي في المخابرات دون الرجوع حتى لمخرج محترم يظبط لهم الشغل أو مصمم ملابس ياخد باله من أن الملابس اللي لابسينها ملابس شرطة والواقي من الرصاص بتاع أمن والبيادات بتاعة شرطة وجيش.. حد خفيف هايقول لي ما ملابس الجيش بتتباع في كل حته اقول له ما دي كمان مصيبة ان ملابس الجيش المصري والشرطة تباع كده على قارعة الطريق في ميدان رمسيس وغيره.. ولو كانت مسروقة من الشرطة او الجيش تبقى مصيبة أكبر".
&
ونشر مجموعة من الصور المأخوذة من مقطع الفيديو ليدلل بها على فرضيته، وقال: "المهم ركز مع الفيديو هتلاقي ان الواد اللي بيتكلم مُصر انه يبين انه أمنجي غبي في قوله اننا جايين ننتقم لقتلانا في رابعة والنهضة والمنصة والحرس الجمهوري (بس احنا مش اخوان) رحمة بنا يا ابانا الذي في المخابرات"، وتساءل: "هي فيه جماعة كده هاتظهر وتتصور وسط المساكن والناس رايحة جاية عليها كده ولا كأن فيه حاجة بتحصل؟!.. إذا كان في تفكيك القنبلة بيتلم شعب مصر كله في المنطقة اللي لقيوا فيها القنبلة وبعملوا حفلة وبيروحوا يقفوا جنب اللي بيفكها ويصقفوا له ويغنو له.. واي اتنين بيصوروا بعض بتلاقي ألف واحد غتت بيتصور وحاشر نفسه معاهم".
&
وتابع: "لاحظ الشاب الذي مر عليهم من على اليمين وبص للكاميرا في الثانية 45 وهو ولا هو هنا، لكن من نظرته هو بيبص للي بيصور مش للي ماسك سلاح وده الغريب لأن شكل اللي بيصوروا كانت معداتهم جامده ... وصوت موتسيكل (ضخم مش موتسيكل من ابو 1500 جنيه) في نفس لحظة مرور الولد اللي على اليمين بيتحرك بحرية (موتسيكل شرطة) .. وبعد كام ثانية عدي مجموعة من الشباب من على اليمين ولا كأن فيه حاجة بتحصل خالص مالص.. كأن اللي بيصور واللي بيتصور سراب".
&
وأضاف عاشور: "الرسالة كلها قال ايه تهديد مع شوية تحابيش لزوم تخويف الناس من ان الأمن بيحبل الستات وبغتصب الرجالة علشان كله يخاف يعني. وفي الخلفية عربية ضخمة بقزاز متفيم وعاكس.. ودي طبعا مش بيركبها غير ابناء ابانا الذي في الأمن الوطني .. ثم ان السلاح ده والعيال دي مشيت كده براحتها في الشارع ولا حد خد باله منها وفي يوم 14 اللي الأمن والجيش عارف ان الأخوان هايحتفلوا ويعملوا دوشة علشان موضوع رابعة والنهضة ورشقوا كل المناطق بعساكرهم وظباطهم ومخبريهم".
&
وأعتبر عاشور أن هذه الجماعة تشبه مجموعات "البلاك بلوك"، التي ظهرت في نهاية عهد الرئيس السابق محمد مرسي، وقال: "الحكاية دي بتفكرني بالبلاك بلوك اللي ظهر فترة واختفيى... وبتفكرني بنكتة القنابل اللي بيلاقوها في كل حتة ويبطلوا مفعولها.. سيبك من ان تخصصك الأصلي كأن انك تمنع اصلا القنابل دي قبل ما تتحط.. فازاي سبتها لغاية ما اتحطت.. والغريب كلها ما بتفرقعش.. وكلها بدائية الصنع.. أي طالب فاشل في كلية علوم كيمياء ممكن يعمل لهم قنبلة محترمة". واختتم بالقول: الفيديو كله أنتاج واخراج واضاءة وملابس وهندسة تصوير ابانا الذي في المخابرات".