لإثارة الرعب في قلوب الجنود، بث أنصار بيت المقدس فيديو لعمليات قتل مجموعة من الجنود المصريين، ومقطعا من عملية الهجوم على نقطة عسكرية في واحة الفرافرة، والتي قتل فيها 22 عسكريًا.

صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أعلن خبراء عسكريون أن جماعة أنصار بيت المقدس ليست إلا ذراعا عسكرية لجماعة الإخوان المسلمين، مؤكدين أن قوات الجيش تحرز تقدمًا في الحرب على الإرهاب، ووجهت ضربات قاصمة لتلك الجماعة، ولفتوا إلى أن الجماعة تنفذ مخططًا خارجيًا لبث روح التمرد والإنشقاق في صفوف الجيش المصري، من أجل تفتيته وتدميره.

عبد مأمور

تحت عنوان "أيها الجندي ما عساه السيسي أن يفعل بدونك"، بثت جماعة أنصار بيت المقدس مقطع فيديو دعت فيه الجنود المصريين إلى عدم الخدمة في قوات الجيش أو الشرطة. بدأ مقطع الفيديو بتلاوة آيات قرانية عن طغيان فرعون وجنوده، ثم أتبعته بلقطات مختلفة تظهر جنودا من قوات الجيش وهم يطلقون النيران على المتظاهرين أثناء ما يعرف بحادثة "الحرس الجمهوري"، ثم أحداث فض أعتصام رابعة العدوية، وعمليات اعتقال فتيات ونساء والتعدي عليهن بالضرب، وعمليات تعذيب جرت في الشوارع أو في أروقة السجون والمعتقلات.

وتضمن الفيديو شهادة لإمرأة مصرية تتحدث عن ويلات الإعتقال، والإعتداءات الجنسية على المعتقلات، وتعريتهن والتحرش بهن، وتنظيف الأرضيات بأجسادهن.

وتحدث عبر الفيديو أحد قادة الجماعة، يدعى إبراهيم الربيش، وقال: "أيها العسكري الموصوف بالمسكين على ألسنة بعض الناس، هل تعلم قدر جنايتك؟ فإن كنت لا تدري فتلك مصيبة، وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم، إن حاكمك الذي أعلن الوقوف في صف أميركا بلا تردد، لم يكن ليبقى لولا أنه رآك تحمل السلاح فتؤمن طريقه وتحرس بيته وتنفذ قراراته بلا نقاش. وإذا أنكر عليك قلت أنا عبد المأمور فصرت عبدًا لحاكمك من دون الله. فوقفت في صف أعداء الإسلام من الصليبيين".

نقاتل الصليبيين

دعا الربيش الجنود إلى عدم العمل ضمن صفوف الجيش أو الشرطة، حتى لا يقتل على أيدي من وصفهم بـ"المجاهدين"، وقال: "من أجبرك أيها العسكري على الذهاب إلى عملك طالبًا تلك الوظيفة، ومن أجبرك على ارتداء ذلك الزي، والنزول في الحملات أذية لعباد الله وتنفيذًا لطلبات الحكام الصليبيين، ومن أجبرك على النزول في نقاط التفتيش للقبض على المجاهدين، أهو طلب الرزق؟، يجب أن تبحث عن عمل يقل فيه ظلمك وإيذاؤك لعباد الله، فأدرك أمرك أيها العسكري قبل أن يدركك أمر الله، وأصلح حالك قبل القتل على يد المجاهدين فتخسر الدنيا والآخرة، ذلك هو الخسران المبين. انج بنفسك، إن كان بنفسك لك حاجة".

ورفض الدعوات المطالبة بعدم قتل الجنود، وقال: "أقول لمن يرفضون قتل الجندي على يد إخواننا المجاهدين، هل من يقتلهم العسكر ليس لهم آباء أو أمهات يحزنون عليهم كما يحزن آباء الجنود على قتلهم، فيقتل العسكريون المجاهدين فلا يلام وإذا قتل المجاهدون العسكريين؟ بادر البعض بالإنكار عليهم هذا الفعل، وبالتالي فإن المجاهدين قد أخذوا على عاتقهم أن يقاتلوا الصليبيين ومن وقف في صفهم، لا يفرقون في ذلك بين الأبيض أو الأسود، ولا بين عربي ولا عجمي، فالكل في حكم الله سواء".

صولة الأنصار

كما عرض الفيديو عملية قتل لأربعة جنود بعد طرحهم أرضًا على وجوهم، وإمطارهم بوابل من الرصاص. وعرض عملية قتل جندي آخر أعزل. وبث صورًا فوتوغرافية لعملية استهداف كمين الفرافرة التي راح ضحيتها 22 عسكريًا من الجيش المصري. وفي نهاية الفيديو توعد بعملية جديدة أسماها "صولة الأنصار".

وأورد ما اعتبره مبررات شرعية لقتل الجنود، وقال: "من الذي يقوم بقتل المتظاهرين بالرصاص ويزج بالناس في السجون إلا أنت أيها العسكري، ثم يأتي بعد ذلك من يلومنا على قتلك بحجة أنك تصلي وتصوم، فأي صلاة وأي صوم بعد هذا الإجرام، فمن قتلهم أبوبكر- رضى الله عنه- وحكم عليهم بالردة كانوا يصلون ويصومون، فإن الذين يحاصرون إخواننا في غزة ويحرسون حدود العدو اليهودي، حتى لا يتسلل لهم أحد ويقتلون المسلمين تحت الأنفاق تنفيذًا للأوامر، وقد سمعت بعض الناس يعتذرون لعسكري بأن ما فعله للحفاظ على رزقه، وهذا الكلام يدل على خلل، فالله هو الرزاق، فكيف نطلب للإنسان برزق فيه معصية الله".

إغراق المنطقة في الفوضى

اعتبر خبراء أن جماعة أنصار بيت المقدس تهدف إلى تجنيد بعض الشباب من المنتمين للتيار الإسلامي المتشدد، وشن حرب نفسية ضد الجنود، بالإضافة إلى إظهار أنها ما زالت موجودة على الساحة لاستمرار تدفق التمويلات الخارجية. وقال اللواء طلعت مسلم، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن الجماعات الإرهابية تسعى إلى إسقاط مؤسسات الدولة، ولا سيما الجيش، موضحًا أن مخطط إسقاط وتدمير الجيش المصري تقوده دول وأجهزة مخابراتية عبر الجماعات الإرهابية.

ولفت إلى أن إستهداف الجنود وتكرار الدعوات لهم إلى التمرد على التجنيد في الجيش المصري ليس إلا جزءا من هذا المخطط. وأشار إلى أن تلك الجماعات الإرهابية تقف وراءها دول وأجهزة خارجية تعمل على إغراق المنطقة في الفوضى، لتتحول جميع الدول العربية، لاسيما مصر، إلى السيناريو الليبي والعراقي.

هيهات أن ينجحوا

وبحسب وجهة نظر الخبير العسكري اللواء محمود سعيد، جماعة أنصار بيت المقدس ليست إلا ذراعًا عسكرية لجماعة الإخوان المسلمون، مشيرًا إلى أن هذه الجماعة تتحرك بإشارة من الإخوان.

وأضاف لـ"إيلاف" أن هناك روابط مباشرة بين الجماعتين، إضافة إلى جماعة أجناد مصر، التي أسّسها ويقودها شباب جماعة الإخوان. ولفت إلى أن بث الفيديوهات والقيام بالعمليات الإرهابية وقتل الجنود يهدف إلى استمرار تدفق التمويلات الخارجية.

ونبه إلى أن عمليات الإرهاب لا تفرق بين جندي وضابط، مشيرًا إلى أن غالبية العمليات الإرهابية قتل فيها ضباط، "لكنهم يركزون على الجنود من أجل إثارة غضب ذويهم وأسرهم ضد الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسي، فضلاً عن إثارة غضب زملائهم ضد القادة في إطار عملية محكمة لتفتيت الجيش المصري، وإحداث الإنشقاق والتمرد داخله، لكن هيهات أن ينجحوا في مخططهم، فالرسول صلى الله عليهم وسلم قال إنهم في رباط إلى يوم القيامة".

أينها من غزة

وقال الخبير العسكري اللواء حسين عبد الرازق إن تلك الجماعة التي تحمل اسم أنصار بيت المقدس تستهدف الجيش المصري، وليس الجيش الإسرائيلي. وأضاف لـ"إيلاف":& "إذا كانت حقًا تدعي أنها تناصر بيت المقدس فلماذا لم تجاهد مع الفلسطينين في قطاع غزة عندما تعرضوا للقصف والضرب بالدبابات والطائرات لنحو شهر؟".

ولفت إلى أن هذه الجماعة وغيرها من الجماعات تعمل لحساب دول خارجية، تستهدف إسقاط الجيش المصري. ونبه إلى أن الجيش وجه إليها ضربات قوية خلال الفترة الماضية، مدللًا على ذلك بانخفاض أعداد العمليات الإرهابية بشكل واضح، ولجوئها إلى الحرب النفسية ضد الجنود المصريين.

وأفاد بأن الحرب على الإرهاب لن تنتهي خلال فترة وجيزة، بل تحتاج إلى الكثير من الجهد وتلاحم الشعب مع قواته المسلحة.