الكل يتحدث عن قرب إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان مع الحراك الذي يقوم به في الداخل كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري والنائب وليد جنبلاط وأيضًا بفضل التقارب الإقليمي الحاصل.

بيروت: ما يقوم به كل من رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط يصب في إمكانية التفاؤل في ما خص قرب استحقاق الرئاسة الأولى في لبنان، من دون أن نغفل الدور الإقليمي والتقارب الإيراني السعودي الذي قد يسهّل انتخاب رئيس جمهورية في لبنان قريبًا.

في هذا الصدد يؤكد النائب نضال طعمة (المستقبل) في حديثه لـ "إيلاف" أن ما نشهده يبشر خيرًا في ما خص موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانية، فاللقاء السعودي الإيراني أدى إلى تحرك الوضع السياسي في لبنان، ولكن لن نتفاءل لدرجة اعتبار أن الانتخابات الرئاسية ستجري في 2 أيلول (سبتمبر)، مع وجود تعنت من الفريق الآخر، أي جماعة حزب الله، وبالطبع رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون يريد أن يكون هو رئيس الجمهورية أو لا أحد غيره، والفريق الآخر حتى الآن لم يحسم أمره، ولم يعلن لمرة واحدة حتى الآن أن مرشحه هو ميشال عون، ونأمل أن تكون الأمور بداية لحل أزمة الرئاسة الأولى في ظل ما يجري إقليميًا ومحليًا.

أما النائب قاسم هاشم (التنمية والتحرير) فيعتبر في حديثه لـ "إيلاف" أن المناخ العام اليوم يساهم أكثر في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وحركة الاتصالات التي يقوم بها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط تساهم أيضًا في تحريك الأمور من خلال مبادرات يقومان بها، وبعضها معلن تفاصيلها وهي ما أوحت بهذا التفاؤل في ما خص انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
ويضيف:" كذلك المناخ الإقليمي بني عليه الأمر في إمكانية التوصل إلى تفاهم لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية".

معطيات لانتخاب رئيس جديد

ما هي المعطيات المتوافرة لانتخاب رئيس جديد للبنان؟ يجيب طعمة أنهم كنواب يستطيعون الذهاب إلى المجلس النيابي في أي لحظة وانتخاب رئيس جديد، ولكن هناك فريق مرتهن للخارج وقرارته خارجية، من إيران بالتحديد، التي كانت في الأصل مشغولة بملفها النووي وبالأحداث في سوريا، أما اليوم فإن تقاربها مع السعودية قد يحل قضية الرئاسة الأولى في لبنان.

أما هاشم فيقول إن المعطيات بشكل أساسي هي وصول اللبنانيين إلى قناعة حول أنه لا بد من التفاهم حول الإستحقاق الرئاسي، وأن يغادر كل فريق واقع التمترس حول رؤيا معينة ومحددة، وتوزيع مساحات التفاهم للإقتراب أكثر من مواصفات رئيس الجمهورية والخروج من الأزمة الرئاسية التي يتخبط فيها لبنان.

تأثير الأوضاع الإقليمية

ماذا عن دور الأوضاع الإقليمية في سوريا والعراق في تسهيل أو تأخير انتخاب رئيس جديد للبنان؟ يقول طعمة إذا ربطنا الاستحقاق الرئاسي اللبناني بما يحصل في سوريا والعراق نكون نجر لبنان في أتون الحرب الجارية، يجب أن نفرّق بين ما يحصل في سوريا والعراق وهو مرفوض وخطر لكن لا يمكن ربطه باستحقاقات لبنانية، لأننا بذلك نُدخل لبنان في بوتقة النار، وحيث أن انتخاب رئيس للجمهورية قد ينجيه من المخاطر المحيطة به.

يعتبر هاشم أنه إذا استطعنا تغليب الواقع الداخلي والإرادة الوطنية الداخلية على كل الأوضاع الإقليمية فطبعًا يكون الأفضل لنا، لكن لا بد من القول بأن لبنان يتأثر بكل ما هو حوله، وبطبيعة الحال الخارج يؤثر بشكل أو بآخر عليه، ولكن يبقى هناك إمكانية بالتفاهم بين المكونات اللبنانية من دون أن يكون هنالك مؤثر كبير من الخارج والقضايا الإقليمية.

تسويات اقليمية

عن التسويات الإقليمية التي قد تسهل انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية يقول طعمة إن هذه التسويات تسهل الأمور لكنها لن تضعها على نار حامية، ويعتبر طعمة أن الحراك الذي يقوم به رئيس المجلس النيابي نبيه بري ورئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط هو أمر جيد باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية وكل لقاء يعول عليه للتعبير عن وحدتنا.

ويعتبر هاشم "إن توصلنا إلى تشكيل الحكومة كما حصل في السابق وبالسرعة التي تم فيها فهذا أكبر مؤشر بأننا يمكن أن نتوصل إلى تفاهم في ملف الرئاسة الأولى".