شككت واشنطن بمحاولات موسكو لتخفيف حدة التوتر مع أوكرانيا، وتزامناً، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن بلاده لا ترغب في مواجهة الغرب، لكن موسكو سترد بالشكل الملائم في حال مواصلة سياسة العقوبات.
نصر المجالي: خلال اجتماع المشاركين في المنتدى الشبابي الروسي "سيلغير-2014" أشار لافروف إلى أن معلومات وسائل الإعلام الغربية تحتاج إلى إعادة النظر.
ورأى لافروف أن طريقة وسائل الإعلام الغربية نابعة عن القيادة السياسية في الدول الغربية التي تسعى إلى إشعال جماهيرها وليس عن الرأي العام. وأضاف لافروف أن أحد أسباب اتخاذ روسيا قرار حظر استيراد بعض السلع من الدول التي فرضت العقوبات ضدها هو تصوير روسيا كعدو.
وعلى صعيد متصل، أعلن القائد العام للقوات البحرية الروسية الأميرال فيكتور تشيركوف، اليوم الخميس، أن أسطول البحر الأسود سينضم إليه قبل نهاية العام الحالي زورقان هجوميان جديدان من طراز "غراتشونوك" و6 سفن مساندة جديدة.
ومن المتوقع أيضا أن تنضم إلى أسطول البحر الأسود قبل نهاية عام 2014 غواصتان جديدتان وفرقاطتان جديدتان.
وقال الأميرال تشيركوف إنه من المقرر أن تنضم غواصة "نوفوروسيسك" وغواصة "روستوف نا دونو"، وسفينتان حربيتان جديدتان من طراز 1135.6 هما فرقاطة "أدميرال غريغوروفيتش" وفرقاطة "أدميرال أسين"، إلى أسطول البحر الأسود خلال العام الحالي.
وبصفة الإجمال يجب تزويد أسطول البحر الأسود بست فرقاطات من هذا الطراز. وحضر الأميرال تشيركوف الخميس، حفل إنزال غواصة "ستاري أوسكول"، شقيقة غواصتي "نوفوروسيسك" و"روستوف نا دونو"، إلى الماء في ترسانة بناء السفن "أدميرالتيسكييه فيرفي" في مدينة سان بطرسبورغ الروسية. وستنضم هذه الغواصة إلى أسطول البحر الأسود.
وستصنع "أدميرالتيسكييه فيرفي" ثلاث غواصات أخرى من الفئة نفسها - 636.3 - من أجل أسطول البحر الأسود.
مزاعم روسية
وعلى هامش المماحكات والتصريحات الكلامية والاتهامات بين واشنطن وموسكو في الشأن الأوكراني، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع، الكولونيل في الجيش ستيفن وارن، أنه على الرغم من مزاعم روسيا أنها تعمل على تخفيف حدة التوتر مع أوكرانيا فإن إجراءاتها، بما في ذلك تحريكها معدات ثقيلة عبر الحدود، ما زالت تفاقم التوترات.
وقال وارن: "لقد شاهدنا أرتالا من المعدات الثقيلة الروسية تتدفق من روسيا إلى داخل أوكرانيا على مدى الأسابيع القليلة الماضية وبإمكاني أن أؤكد أنه تحركت أرتال عديدة من المعدات الثقيلة الروسية، ومن ضمنها دبابات، وقاذفات صواريخ، وعربات جنود مدرعة، ومعدات دفاع جوي وغير ذلك من أسلحة ثقيلة".
وأردف قائلا: "هذا التطور مدعاة للقلق الشديد ونحن نقول مرة ثانية إننا نواصل دعوة الروس للتوقف فورا عن مساندة الانفصاليين الأوكرانيين والمباشرة بالعمل نحو حل سلمي".
وأشار المتحدث إلى أن أكبر رتل شوهد مؤخرا في أوكرانيا كان "قبل حوالى أسبوعين" وكان مكونا من أكثر من 100 معدة عسكرية متحركة بما فيها دبابات. وتابع قائلا: "ليست لدي أرقام دقيقة بعدد الدبابات وعدد حاملات الجنود المدرعة وعدد قاذفات الصواريخ ولكن هذا شيء كنا نشاهده على مدى أسابيع".
واستطرد قائلا: "إنها دلالة على أن الروس متورطون جدا بهذه الحركة الانفصالية في أوكرانيا وأنهم يقومون تماما بعكس ما يدعون أنهم يريدوه وهو تخفيف حدة الوضع". وفي الحقيقة، حسبما قال وارن- فإن مسؤولي الدفاع الأميركيين يعتبرون أن جهود الروس تعمل على زيادة حدة التوتر وتصعيد الوضع.
خرق للسيادة
وجاء في تصريح المتحدث أيضا: "لقد ذكرنا أصلا أن المدفعية والصواريخ الروسية أطلقت من الأراضي الروسية على أوكرانيا في خرق واضح لسيادة الأخيرة وتصعيد واضح للتوترات هناك".
كما كانت هناك منظومات أسلحة مثل صواريخ أرض-جو من طراز SA-11 تتدفق على أوكرانيا كجزء من أرتال المعدات العسكرية، طبقا لوارن الذي قال: "بدأنا مشاهدة صواريخ الـ SA-11، على ما أعتقد، في بداية الأسبوع الماضي".
وفي الختام، أشار الكولونيل وارن إلى أن البنتاغون يعتقد عموما أن قطع السلاح هذه يشغلها انفصاليون أوكرانيون مدعومون من روسيا، رغم أننا لم نستوضح الأمر تماما. إذن ثمة دلالة أخرى على رغبة الروس في تصعيد الوضع بهدف زيادة التوتر ومواصلة مساندتهم للحركة الانفصالية في أوكرانيا".
التعليقات