بدأت ألمانيا، اليوم، بإيصال معدات عسكرية إلى قوات البيشمركة الكردية العراقية لمساعدتها على مواجهة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات شاسعة من العراق.. فيما أكدت كندا دعمها للاقليم في مواجهة الإرهاب.


لندن: أعلنت الحكومة الالمانية الجمعة وصول أول طائرة تحمل معدات عسكرية إلى أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي، وذلك بالتشاور مع الحكومة العراقية.. واشارت السفارة الالمانية في بغداد في بيان صحافي الجمعة، اطلعت على نصه "إيلاف"، إلى أنّ أول طائرة شحن، وهي روسية الصنع من طراز "أنتونوف" تحمل معدات عسكرية إلى شمال العراق تتضمن ما يقرب من عشرة آلاف من المعدات المختلفة كأجهزة اللاسلكي والخوذ القتالية والدروع الواقية وأدوات لإزالة الألغام وصلت إلى شمال العراق بحمولتها هذه، التي تزن حوالي 70 طنًا.

وسيقوم ستة من منتسبي القوات المسلحة الألمانية وبدعم من القنصلية العامة لجمهورية ألمانيا الاتحادية في أربيل بتسليم المعدات وتدريب قوات الأمن الكردية المتواجدة هناك.

وقالت السفارة إن الدعم بالمعدات العسكرية هو فقط واحدة من الركائز الثلاث للمساعدات الألمانية للعراق، فبالإضافة إلى ذلك قدمت ألمانيا حوالي 200 طن من مواد الإغاثة إلى أربيل كما قدمت 44.7 مليون يورو من المساعدات الإنسانية والدعم الثنائي.. موضحة أن المانيا ستنفذ، بعد تشكيل الحكومة العراقية الجديدة برئاسة رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي، عددًا من المشاريع والرحلات الدراسية والتدريب.

وكانت الحكومة الألمانية قررت في بداية الاسبوع الماضي تجهيز وحدة كبيرة تتكون من أربعة آلاف عنصر من البيشمركة بمعدات ألمانية، ويتضمن ذلك المعدات الواقية ووسائل الاتصال والمركبات وأيضاً بنادق وأسلحة خارقة للدروع.

ومن جهته، قال متحدث باسم القوات المسلحة الألمانية إن طائرة الشحن الالمانية هذه تحمل معدات عسكرية دفاعية للاكراد للمساهمة في وقف تمدد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. واوضح أن الطائرة تحمل 9500 قطعة من المعدات العسكرية غير الفتاكة، إضافة إلى أنّواع من الدروع والخوذ. كما تحمل الشحنة معدات كشف عن الألغام وتخلص من الذخائر هي مأخوذة من معسكر للجيش في فارين بشمال شرق ألمانيا.

وكان الجيش الألماني قد أرسل في وقت سابق مساعدات إنسانية بالتنسيق مع وزارة الخارجية العراقية الشهر الماضي، كما أكدت وزارة الدفاع الألمانية عزمها تدريب مقاتلين أكراد على الأسلحة الألمانية لكنها نفت وجود جنود ألمان في مناطق النزاع، مشددة أنها أرسلت ستة جنود ألمان لتنسيق المساعدات فقط.

وامس أكد حلف شمال الأطلسي بأنه سيهتم بشكل جدي لأي طلب من قبل العراق لتقديم المساعدة في حربه ضد تنظيم داعش، وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي فوغ راسموسن خلال مؤتمر صحافي قبيل بدء قمة حلف الناتو، التي تستمر ليومين في ويلز بانكلترا، إن الحلف سيناقش ما تستطيع تقديمه كل دولة في الحلف، وما يستطيع الناتو تقديمه لمواجهة التهديد الذي يشكله تنظيم الدولة الاسلامية.

وأضاف راسموسن "لم نتلقَ أي طلب بضرورة تدخل الناتو، ولكنني متأكد لو أن الحكومة العراقية تقدمت بطلب تسأل فيه مساعدة حلف الناتو، فإن هذا الطلب ستتم دراسته بشكل جدي"، معرباً عن ثقته بأن المجتمع الدولي بأكمله متمسك بتعهده لوقف تنظيم داعش من التقدم أكثر.

كندا تؤكد دعم اقليم كردستان في حربه ضد الإرهاب

وعلى الصعيد نفسه، فقد أكد وزير الخارجية الكندي جون بيرد، خلال اجتماعه مع رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني، أنّ الشعب والحكومة الكندية وأحزاب المعارضة مستعدون لدعم ومساندة اقليم كردستان في حربه ضد الإرهاب، ووقوفهم الى جانبه في حربه ضد الإرهابيين إلى أن يحقق النصر ويبني بلدًا حرًا ومستقرًا محبًا للسلام.&

وأشار الوزير إلى أنّ بلاده والعالم الحر يرفضون وحشية الإرهابيين، معلنًا قلقه حيال الهجمات التي تعرضت لها المكونات الدينية والقومية في العراق، وخاصة المكان الذي يشكل محط أمل جميع الأطراف.&وأشار إلى التهديد الذي يشكله الإرهاب على العالم بأسره، وأن مكافحته يجب أن تكون مهمة دولية مشتركة واعرب عن تعاطفه وتعازيه للتضحيات التي تقدمها قوات الپيشمرگه‌ والشهداء في جبهات القتال ضد الإرهابيين.

ومن جهته، اعتبر بارزاني زيارة الوفد الكندي إلى أربيل رسالة قوية من كندا لشعب كردستان وأن مفادها أن هذا الشعب يسير في الطريق الصحيح، معربًا عن امتنانه للحكومة والشعب الكندي والعالم الحر الذين يدعمون الشعب الكردستاني في حربه ضد الإرهابيين، كما نقل عنه بيان صحافي لرئاسة الاقليم، اطلعت عليه "إيلاف" اليوم الجمعة.

وشدد بارزاني على أنّ شعب كردستان يعتز بأنه يحارب الإرهابيين نيابة عن العالم الحر وحماية القيم الانسانية، موضحاً أنه "بعد الحصار المفروض على قوات البيشمركة منذ عشر سنوات فإنها تمكنت وبامكانياتها المتواضعة ايقاف تقدم دولة إرهابية كاملة التسليح، وهي الان تمتلك زمام المبادرة، وقد لقنت القوات الرئيسية للإرهابيين ضربات مؤثرة".

وأشار إلى أنّه وبدعم الأصدقاء والعالم الحر ستستمر قوات البيشمركة في حربها ضد الإرهابيين وهزيمتهم ودحرهم.. وشرح للوفد أن حجم الكارثة والأعداد الكبيرة للنازحين تفوق قدرات حكومة اقليم كردستان ووصلت الأمور إلى حد ان ايواء النازحين في المدارس يهدد العملية التعليمية.