أعلن الجيش المصري عن نجاحه في قتل 26 مسلحًا، قال إنهم ينتمون إلى الجماعات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء. فيما قال خبير عسكري لـ"إيلاف" إن الجيش دمّر قوة الجماعات المسلحة بنسبة 80%، مشيرًا إلى أنها لم تعد تفرض سيطرتها على أية بقع في سيناء، بل تختبئ في الجبال.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: في ضربة هي الأقوى منذ نحو شهر، قتلت قوات الجيش المصري في سيناء 26 شخصًا، وصفتهم بـ"الإرهابيين"، وألقت القبض على 84 آخرين. وقال المتحدث باسم الجيش العميد محمد سمير: "إستمرارًا لجهود القوات المسلحة بمعاونة أجهزة وزارة الداخلية على مكافحة الأعمال الإرهابية والإجرامية، وفي إطار تكثيف إجراءات تأمين حدود الدولة على كل الإتجاهات الإستراتيجية ومجابهة الأنشطة غير المشروعة، تمكنت عناصر القوات المسلحة خلال الفترة الممتدة من 20 إلى 27 سبتمبر/ أيلول الجاري من تنفيذ عدد من المداهمات الناجحة ضد البؤر الإرهابية في محافظات: شمال سيناء - الإسماعيلية - بورسعيد – الدقهلية".

ضربة قوية
وأوضح أن هذه العمليات "أسفرت عن مقتل 26 فرداً من العناصر الإرهابية نتيجة لتبادل إطلاق النار مع القوات أثناء تنفيذ المداهمات"، مشيرًا إلى أن عمليات القتل وقعت في الأيام بمعدل: 15 فردًا يوم 27 أيلول/سبتمبر، و4 أفراد يوم 25 منه، وفرد واحد يوم 23 منه، إضافة إلى ستة أفراد يوم 22 من الشهر نفسه".

ولفت إلى أن القوات "ألقت القبض على 84 فردًا من العناصر الإرهابية والإجرامية، من بينهم المدعو سليمان عايد سليمان سليم، وهو من العناصر الإرهابية شديدة الخطورة". وأضاف سمير أن قوات الجيش "ضبطت ودمّرت 7 سيارات، و17 دراجة بخارية، بدون لوحات معدنية، وتستخدم في تنفيذ العمليات الإرهابية ضد عناصر القوات المسلحة والشرطة المدنية".

وفي ما يخص الأسلحة والعبوات الناسفة، قال المتحدث العسكري، إن القوات "ضبطت ثلاث دوائر نسف كاملة، إضافة إلى عبوتين ناسفتين، و25 طلقة عيار (7.62 × 39 مم).
وفي مجال تدمير الأنفاق، أوضح أن القوات دمّرت 18 فتحة نفق في محافظة شمال سيناء.

إحباط تسللات وتهريب
أما في مجال مكافحة أعمال التسلل والتهريب، فقال سمير: "تمكنت عناصر قوات حرس الحدود من إحباط محاولات عدة لتسلل الأفراد والهجرة غير الشرعية وتهريب البضائع، وأسفرت النتائج عن ضبط 148 فردًا متسللاً في عمليات هجرة غير شرعية، منهم: 137 مصريًا، و6 فلسطينيين، و4 سودانيين، وسوري واحد، في نطاق محافظة شمال سيناء ومطروح، لافتًا إلى أن القوات "ضبطت 12 سيارة محملة بـ (61800) قاروصة سجائر مسرطنة، وست سيارات محملة بطنين اثنين من نبات البانجو المخدر، ودراجتين بخاريتين تستخدم في أعمال التلغيم والتفجير ومراقبة الدوريات العسكرية.

وقال اللواء حسين عبد الرازق، الخبير العسكري، لـ"إيلاف" إن الحرب على الجماعات الإرهابية في سيناء مستمرة وبقوة، مشيرًا إلى أن الجيش المصري يفرض سيطرته على سيناء بشكل كامل. وأضاف أن الجيش ينفذ عمليات ضد الجماعات المسلحة بشكل منتظم، ويلحق بها خسائر فادحة.

الاستعراضات انتهت
ولفت إلى أن قوة الجماعات الإرهابية في سيناء انخفضت بنحو يزيد على 80%، مذكرًا بأن هذه الجماعات في عهد الرئيس السابق محمد مرسي، كانت تسيطر على مدينة الشيخ زويد وبعض القوى المحيطة بها ومناطق حدودية، وكانت تنظم إستعراضات عسكرية بسيارات الدفع الرباعي والأسلحة الرشاشات والأر بي جي. وأكد أن هذه الإستعراضات انتهت، ولم تعد تلك الجماعات تسيطر على أية بقعة في سيناء، بل تختبئ في الجبال والكهوف، وتتم ملاحقتها واصطيادها من جانب قوات الجيش.

ونبّه إلى أن هناك أزمة حقيقية بشأن الأنفاق، لاسيما أنه تمثل شبكة ضخمة، مشيرًا إلى أن القوات عندما تغلق وتدمّر فتحة، تخرج فتحات أخرى في أماكن عديدة، منها منازل ومساجد.

داخل الحدود فقط
وأكد أن قوات الجيش المصري لن تشارك في الحرب على داعش خارج حدودها، لاسيما أنها تخوض حربًا شرسة ضد جماعات تعتنق الفكر نفسه في مصر. وأشار إلى أن الجيش لا يعلن عن أية عمليات إلا بعد تنفيذها ونجاحها بدرجة 100%، ولفت إلى أن الجيش لديه خطة إستيراتيجية للقضاء على الإرهاب في سيناء وغيرها من المدن، معتبرًا أن القضاء على الفكر الإرهابي والتكفيري يحتاج سنوات، لاسيما أن تحقيق هذا الهدف يجب أن تشترك فيه كل مؤسسات الدولة، خاصة الإعلام والتعليم.

&