شجبت مملكة البحرين والجامعة العربية التدخلات الإيرانية، وطالبت المنامة إيران بالنظر أولًا في سجل حقوق الإنسان الخاص بها قبل أن تطالب الآخرين بذلك.
نصر المجالي: رفضت البحرين، في بيان لوزارة خارجيتها، مطالبة طهران لها بإخلاء سبيل علي سلمان، زعيم جبهة الوفاق الشيعية المعارضة، والذي كان القضاء قرّر تمديد حبسه لمدة أسبوع على ذمة التحقيق معه.
واعتقل سلمان بعد قيادته تظاهرة رافضة للانتخابات البرلمانية، التي أجريت في البلاد في الشهر الماضي، وطالبت الخارجية البحرينية الحكومة الإيرانية بـ"عدم التدخل في شؤون المملكة". وقال بيان للخارجية البحرينية "الوزارة تدين تصريحات وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بخصوص التحقيقات الجارية مع مواطن بحريني متهم بخرق القانون البحريني".
واستنكرت الجامعة العربية ومجلس الشورى البحريني التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين على خلفية البيانات الصادرة من المسؤولين في إيران في قضية اعتقال علي سلمان أمين عام جمعية الوفاق.
تصريح العربي
واعتبر الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أن التصريحات الأخيرة الصادرة من كبار المسؤولين الإيرانيين إزاء الأوضاع في مملكة البحرين تشكل خرقًا لقواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة القائمة على احترام سيادة الدول واستقلالها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، كما تسيء إلى علاقات حسن الجوار وتزيد من تعقيد الموقف والمخاطر على الأرض والاستقرار في منطقة الخليج العربي.
وفي تصعيد من جانب إيران تجاه البحرين، وصف خطيب جمعة طهران المؤقت كاظم صديقي، اعتقال الشيخ سلمان من قبل السلطات البحرينية بالإجراء غير القانوني وغير الشرعي، مشيرًا إلى أن حق إبداء الرأي والتعبير وتقرير المصير هو مطلب شرعي تنص عليه القوانين الدولية.
وأشار صديقي إلى أن "النظام الحاكم في البحرين لا يمثل السنة، حيث يقال إنه يقف أمام الشيعة، بل هو لا سني ولا شيعي، ويمثل فقط الولايات المتحدة وبريطانيا، حيث يعتبر عميلًا لهاتين الدولتين، عبر استخدامه كل أدوات القمع لإسكات الشعب البحريني المنتفض من دون جدوى".
دعوة السيستاني
وقال الخطيب الإيراني "إن النظام البحريني لم يعتبر طيلة هذه الأعوام الأربعة من انطلاق الثورة في هذا البلد، حيث يواصل قمعه للاحتجاجات، ولذلك ندعوه إلى الاستجابة لنداء المرجع الديني الكبير في النجف آية الله السيد علي السيستاني، الذي دعا هذا النظام إلى وقف القمع وإطلاق سراح الشيخ علي سلمان المعتقل لديه فورًا".
وأضاف إمام جمعة طهران المؤقت، إننا نضم صوتنا إلى المرجع السيستاني، وندعو السلطات في البحرين إلى إطلاق سراح الشيخ سلمان ووقف القمع والاعتقالات بحق المحتجين والمعارضين في البحرين.
ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن صديقي دعوته "إلى ضرورة أن يعود النظام في البحرين إلى رشده عبر الاستجابة للمطالب الشرعية للشعب البحريني وللدعوات الدولية التي تتماشى والأعراف الدولية حول إطلاق سراح الشيخ سلمان ووقف القمع قبل فوات الأوان كي لا يصبح مصيره كمصير نظام الشاه المقبور أو نظام مبارك".
الشورى يستنكر
وفي المنامة، أعرب مجلس الشورى، في بيان له، الجمعة، عن أسفه واستنكاره للتدخلات الخارجية في الشأن البحريني الداخلي، مؤكدًا أن المعايير المزدوجة التي تنتهجها بعض الدول والمنظمات لا تساعد على محاربة الإرهاب، والحد من العنف، وتهدد الأمن والسلم الأهلي.
وأشار مجلس الشورى في بيانه الذي نقلته وكالة أنباء البحرين، إلى أن مملكة البحرين دولة ذات سيادة تفخر بنظامها القضائي ومؤسساتها الدستورية، والجميع من مواطنين ومقيمين على حد سواء أمام القانون، وتشهد على ذلك الانتخابات النيابية والبلدية الأخيرة، التي كانت موضع إشادة من المجتمع الدولي، لما تميزت به من نزاهة وشفافية ومشاركة شعبية واسعة.
وقال المجلس "إن هذه التصريحات غير المسؤولة التي تصدر من بعض الدول تعرّض العلاقات الثنائية مع هذه الدول إلى مزيد من التدهور، ولا تساعد على بناء الثقة"، مؤكدًا أن مملكة البحرين كانت دائمًا وأبدًا تحترم سيادة الدول الأخرى، وترفض تدخل أي دولة أو جهة في شؤونها الداخلية".
وفي الختام، أكّد مجلس الشورى في بيانه أن أمن واستقرار مملكة البحرين أولوية سياسية واقتصادية واجتماعية، مشددًا على ضرورة أن تأخذ هذه الجهات الدروس والعبر في ظل ما تعانيه بعض الدول من تدمير وقتل وانعدام للأمن يذهب ضحيته الأبرياء.
&
التعليقات