قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في أعقاب الاعتداء الدامي على الأسبوعية الفرنسية الساخرة شارلي إيبدو أن "الإرهاب الإسلامي لا حدود له".
القدس: اوضح ان "الارهاب الاسلامي لا حدود له، ولا يستهدف اسرائيل في الدرجة الاولى. انما هدفه تدمير مجتمعات الدول الحرة (...) كما انه يهدف الى اقتلاع كل ثقافة انسانية من اجل ان يفرض مكانها الطغيان". واضاف "اذا لم نقم بمكافحته بطريقة متماسكة وحازمة وموحدة، فان الافعال المروعة كتلك التي شهدناها في باريس اليوم ستتواصل".
وتابع نتانياهو "اقدم، باسم شعب اسرائيل، التعازي إلى الرئيس الفرنسي والعائلات الحزينة وكل الشعب الفرنسي". من جهتها، دعت سفارة فرنسا في تل ابيب الى تجمع مساء الخميس امام مقر سكن السفير باتريك ميزونوف في يافا "تكريما للضحايا" و"للدفاع عن حرية الصحافة".
تسلسل الأحداث في الهجوم
اطلاق النار على صحافيين برشاشات كلاشنيكوف وسط اجتماع تحريري، مقتل رجلي شرطة في وسط باريس، هجوم بسيارة: هكذا كان تسلل اعمال العنف التي توالت خلال الهجوم على مقر اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة.
حوالى الساعة 11,20، رجلان ملثمان في زي اسود يحمل كل منهما رشاش كلاشنيكوف يدخلان البناية رقم ستة في شارع نيكولا-ابير بالدائرة الباريسية الحادية عشرة (شرق) حيث يوجد مكتب محفوظات شارلي ايبدو. يصيح الرجلان "هل هنا شارلي ابيدو؟" بعد ان يكتشفا انهما اخطآ العنوان، يتوجهان الى المبنى رقم 10 في الشارع& نفسه حيث يوجد مقر الاسبوعية الساخرة.
فور دخولهما المبنى يطلقان النار على موظف الاستقبال، ثم يصعدان الى الطبقة الثانية، حيث يوجد المكتب التحريري للاسبوعية. مصدر في الشرطة اوضح لفرانس برس "فتح الرجلان النار واجهزا ببرود على كل الموجودين في اجتماع اسرة التحرير والشرطي المكلف حماية رسام الكاريكاتور +شارب+ والذي لم يسعفه الوقت لاستخدام سلاحه". كان شارب وهو مدير تحرير الاسبوعية يحظى بحماية الشرطة منذ نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد عام 2011.
هكذا ابيدت هيئة تحرير شارلي ابيدو مع مقتل اربعة من اكبر رساميها، وهم شارب وكابو وتينيوس ولينسكي، الاكثر شهرة في فرنسا، اضافة الى الخبير الاقتصادي برنار ماريس الذي يعمل ايضا في اذاعة فرنسا الدولية. لم ينج من المذبحة سوى شخص واحد تمكن من الاختباء تحت الطاولة وسمع الرجلان يصيحان "لقد انتقمنا للنبي محمد" و"الله اكبر".
قرابة الساعة 11,30 تتلقى الشرطة استغاثة من اطلاق نار في مقر شارلي ابيدو. ارسل على الفور عدد من رجال الشرطة الى المكان. يلوذ الجانيان بالفرار وهما يرددان "الله اكبر" ليجدا نفسيهما في مواجهة دورية لفرقة مكافحة الجريمة المحلية. يحدث تبادل غزير لاطلاق النار بين الجانبين. يتمكن الاثنان من الفرار في سيارة سيتروان صغيرة سوداء ليواجها انذاك سيارة للشرطة فيقومان باطلاق عشرة اعيرة نارية على زجاجها الامامي لكن من دون ان يصيبا رجال الشرطة الموجودين داخلها.
يطلق رجال شرطة النار على المهاجمين اللذين يردان باطلاق النار. في جادة ريشار لونوار يظهر شريط فيديو نشر على الانترنت رجل شرطة في حوالى الاربعين مصابا وملقى على الارض. يخرج الرجلان من سيارتهما ويقتربان من رجل الشرطة المصاب. يصيح فيه احدهما "هل كنت تريد قتلي؟" يرفع الشرطي يده ويقول "لا انه رئيسي" قبل ان يقتل برصاصة في الراس كما ظهر في شريط فيديو على الانترنت تاكد المحققون من صحته.
يعود الرجلان الى سيارتهما ويصيحان قبل الانطلاق بها "لقد انتقمنا للنبي محمد! قتلنا شارلي ابدو!" كما ظهر في شريط فيديو اخر. على مسافة غير بعيدة يصدم الرجلان بسيارتهما سيارة اخرى تصاب سائقتها بجروح طفيفة. يترك الرجلان السيارة بالقرب من حديقة بوت شومون في شمال شرق باريس.
على الاثر يعتدي الرجلان على سيدة ويستوليان على سيارتها التي يفران بها باتجاه شمال العاصمة. عندها تفقد قوات الامن اثرهما. خلال هجومهما وفرارهما قتل الرجلان 12 شخصا، بينهم خمسة على الاقل من هيئة تحرير شارلي ايبدو، واصابوا ثمانية اخرين.
وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف قال ان "ثلاثة مجرمين" شاركوا في الهجوم يجرى البحث عنهم على قدم وساق دون ان يوضح دور الرجل الثالث. واكد الوزير انه سيتم استخدام كل الوسائل "للقبض على المجرمين الثلاثة في اسرع وقت ممكن".
&
التعليقات