كغيرهم من صحافيي العالم، يُدلي الاعلاميون العرب بدلوهم في قضية الاعتداء الارهابي الذي طال مجلة شارلي ايبدو الفرنسية، لكنهم يستدركون ويطرحون تساؤلات كثيرة حول الحادثة وخلفياتها وتداعياتها.


بهية مارديني: مازالت أصداء جريمة شارلي ابدو تتردد بين الاعلاميين العرب الذين اختلفوا في التقييم بين بشاعة الجريمة في بلد الحريات، ورفض التطاول على المقدسات.

ورصدت "إيلاف" آراء عينة من الصحافيين العرب، بخصوص حادث الاعتداء على مقر مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الاسبوع الماضي.

وسقط الضحايا - ومن بينهم صحافيون وأفراد من الشرطة - في أحداث عنف استمرت ثلاثة أيام، وبدأت يوم الأربعاء بإطلاق نار في مقر صحيفة شارلي إيبدو المعروفة بتهكمها على الإسلام وديانات أخرى. ووضع كثير من المشاركين في مسيرة يوم الأحد شارات ورفعوا لافتات كتب عليها "أنا شارلي".

واستهدف شقيقان، ولدا في فرنسا من أصل جزائري، الصحيفة الأسبوعية لنشرها رسومًا كاريكاتيرية تسخر من النبي محمد.

ويعمل الصحافيون الباقون في شارلي إيبدو على إنتاج عدد من ثماني صفحات، من المقرر صدوره يوم الأربعاء، وستطبع منه مليون نسخة.

بشعة... ولكن

تقول الاعلامية السورية ميساء اقبيق لـ"إيلاف" انه "دون تحفظ، فالجريمة بشعة، وغير مبررة، ولكن هناك عدة نقاط أود التوقف عندها، أولها أنه حان الوقت للغربيين لوضع أسس قانون يؤطر السخرية على المقدسات وذلك على غرار قانون معاداة السامية".

وتساءلت: "لو كانت السخرية طالت بوذا مثلا او مقدسات هندوسية هل كان اتباعها سيعتبرون هذا حرية رأي؟"

تساؤلات

وتوضح أقبيق أكثر: "أتحدث عن التطاول على نبي الاسلام وليس البغدادي، يلفت نظري دائمًا أن منفذي العمليات الارهابية يقتَلون من دون محاولة القبض على احدهم، والتحقيق معه لكشف حقائق أخرى تتعلق بمن يدفعهم أو يمولهم أو يدربهم".

واستغربيت آقبيق من أن أحد منفذي العملية "سبق وأن سجن واعتقل ولم يوضع تحت المراقبة، كما ان دور السجون واجتماع المتطرفين تحت سقفها أمر يدعو للاستفهام"، على حد تعبيرها.

الإرهاب والاستبداد

أما عن تمدد الارهاب بشكل عام، فقالت "دائما كان رأيي انه طالما أن شعوبنا تعيش في فقر وجهل بسبب دعم الغرب للحكام الفاسدين فلن يتم تجفيف منبع الارهاب، ولن تفلح عمليات عسكرية في القضاء عليه".

وأشارت الى أن النقاش حول موضوع الارهاب "لا تكفي معالجته ببضع كلمات".

لبنان والارهاب

وبالنسبة للتفجيرات التي حدثت في لبنان، وهل يمكن مقاربتها مع ما يجري في باريس أم أن الملف مختلف،& اعتبرت آقبيق أن "لبنان مقر دائم للتفجيرات مثل العراق، ودائما تحكمه تناقضات السياسة الدولية فهو ملعب المتصارعين، على حد تعبيرها، ولذلك استبعدت "الربط بين أي حدث في لبنان، وبين احداث اخرى في العالم".
&
رسالة الاعتداء

يقول الاعلامي الفلسطيني راشد عيسى لـ"إيلاف: "لا شك أن وراء السياسة ما وراءها، بمعنى أن حدثاً مثل جريمة "شارلي ايبدو" لا يمكن الا أن لا يكون متربطاً بنوايا أنظمة تريد إرسال برقية عاجلة إلى العالم مفادها أن استقرار العالم رهن وجود انظمتنا واستمرارها".

وأضاف: "لقد اختارت هذه الانظمة، وادواتها، هدفاً مدنياً هشاً وهو الصحافة ورسامو الكاريكاتير، بما تمثله هذه من حرية القول والتعبير التي تعتبر من اعظم إنجازات هـذه البلاد، بغض النظر عن المستهدف بالنقد والسخرية. التخلي عن هذه الانجازات غير ممكن، تمامًا مثلما هو غير ممكن التخلي عن انجازات القضاء المستقل والمحايد الذي يستفيد منه الارهابيون انفسهم حين يؤمّن لهم محاكمات عادلة تحفظ كرامتهم كبشر. لا يخلو من معنى ايضا ان المستهدف هو فرنسا، بلد الانوار والحريات ،حقوق الانسان، كأن المطلوب هو تدمير الفكرة برمتها، فكرة الحرية".

يشار إلى أن الصحافة العربية خصصت حيزًا هامًا لهذا الحدث العالمي، وشهدت أعمدت الصحف والبلاتوات الحوارية التلفزية والإذاعية، نقاشات وسجالات حول حرية التعبير وحدودها ونقاشات أخرى حول المقدسات والارهاب وبعض المفاهيم الملتبسة.

كما تعاطف العشرات من الصحافيين العرب عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع زملائهم القتلى في فرنسا بإعادة نشر شعار (أنا شارلي).