أدت احتجاجات قام بها أسر&ضحايا الثورة وجرحاها الأربعاء في تونس إلى إنهاء الاحتفال الرسمي بالذكرى الرابعة لـ "ثورة الحرية والكرامة" قبل أوانه. وحين أنهى الرئيس الباجي قائد السبسي خطابه بالمناسبة وبدأ بتقليد المكرمين أوسمة، ارتفعت أصوات الاحتجاج في القاعة.


تونس: هتف افراد اسر شهداء الثورة وجرحاها الحاضرون "اين العدالة لابنائنا؟" و"اوفياء اوفياء لدماء الشهداء". وقالت محجوبة نصري التي قتل زوجها في كانون الثاني/يناير 2011 "هذه مسخرة. نحن لم نأت من اجل سماع خطب رنانة، جئنا لاجل تكريم رمزي على الاقل على من فقدنا".

تخالفون "الشهداء"!
وحاول قائد السبسي، الذي بدا منزعجا من الجلبة التي احدثها اسر الشهداء والجرحى، مواصلة الحفل وخاطب الجمع المحتج، قائلا "لو كان الشهداء احياء لما وافقوكم على ما تفعلون". وحين استمر الأمر عاد من جديد بعد دقائق، وخاطب الجمع بلهجة لا تخلو من بعض العتب، قبل ان يغادر القاعة، قائلا "كل الشهداء في بالنا، وسيتم توسيمهم. ما تفعلون ليس ضروريا. هيا ليساعدكم الله".

ويؤكد الحادث ان هذا الملف المؤلم لشهداء الثورة التونسية وجرحاها لم يغلق بعد مرور اربع سنوات على "ثورة الحرية والكرامة". وبحسب حصيلة رسمية فان قمع الثورة التي اطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي (17 كانون الاول/ديسمبر 2010- 14 كانون الثاني/يناير 2011) ادى الى سقوط اكثر من 300 شهيد ومئات الجرحى بمن فيهم اشخاص قتلوا او جرحوا في الايام التي تلت فرار الدكتاتور السابق.

وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش الاثنين "ان جهود تونس لاقرار العدل بحق مرتكبي عمليات القتل خارج اطار القضاء، اثناء فترة الانتفاضة قبل اربع سنوات، قد تم القضاء عليها من خلال مشاكل قضائية او ذات صلة باجراءات التحقيق وهو ما لم يؤد الى انصاف الضحايا".

واضافت المنظمة "وباستثناء الحكم بالسجن المؤبد غيابيا في حق (..) بن علي فان المخاض الطويل امام المحاكم العسكرية ادى الى عقوبات رحيمة وحتى حالات تبرئة للاشخاص المتهمين بانهم تسببوا بمقتل متظاهرين". في الاثناء تظاهر عشرات من افراد اسر شهداء الثورة وجرحاها الاربعاء في شارع الحبيب بورقيبة في العاصمة حيث تجمع مئات الاشخاص في حلقات منفصلة تحت حراسة امنية مشددة. وتم غلق الشارع والشوارع المتفرعة عنه امام حركة مرور السيارات.

النهضة في الشارع
واقام حزب النهضة الاسلامي ثاني اكبر احزاب البلاد بعد حزب نداء تونس، منصة وشاشة عملاقة وسط الشارع لاحياء المناسبة بالاناشيد والخطب. وفي مكان آخر من الشارع تجمع عشرات من انصار حزب التحرير الاسلامي الى جانب جمع من اليساريين.

وامام مبنى المسرح الوطني تجمع عشرون شخصا في صمت من اجل الصحافيين سفيان الشورابي ونذير القطاري اللذين فقدا في ليبيا واعلن تنظيم الدولة الاسلامية اعدامهما لكن من دون اي تاكيد رسمي. وتوزعت في الشارع مجموعات صغيرة اخرى من المتظاهرين طالب بعضهم بالافراج عن المدون ياسين العياري الذي حكم عليه بالسجن بعدما ادين بتهمة الاساءة الى الجيش.

كما تظاهر آخرون من اجل العمل "للعاطلين عن العمل من اصحاب الشهادات العلمية". وندد آخرون بنشر اسبوعية شارلي ايبدو مجددا رسما للنبي محمد رافعين يافطات كتب عليها "لست شارلي ، انا محمد".
&