القاهرة: اكد وزير الخارجية الكندي جون بيرد الخميس انه اجرى محادثات "مثمرة" مع نظيره المصري سامح شكري بشأن امكانية اطلاق سراح محمد فاضل فهمي احد صحافيي قناة الجزيرة الثلاثة الموقوفين في البلاد، والذي يحمل الجنسية الكندية في "اقرب وقت".

وكان بيرد اعلن في الاسبوع الماضي انه بات قريبا من التوصل الى اتفاق مع مصر لترحيل فهمي المسجون الى جانب الصحافي الاسترالي بيتر غريست والمصري باهر محمد بعد محاكمة اثارت الجدل واستنكارًا دوليًا واسعًا، لكن محمد فهمي قال في بيان لمحاميه الخميس انه يؤمن ان "رئيس الوزراء (الكندي) ستيفن هاربر يمكنه فعل المزيد لاطلاق سراحي اذا كان تدخل بشكل مباشر في قضيتنا".

وقال بيرد في الاسبوع الماضي ان المفاوضات من اجل اطلاق سراح فهمي باتت في "مرحلة حاسمة". وفي مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، سُئل الوزير الكندي عن محمد فاضل فهمي، فأجاب "لم اكن اتوقع عند مغادرة كندا اننا سنحل هذه المسألة اليوم، ولكننا اجرينا حوارا مفتوحا وبناء ومثمرا".

واضاف بيرد، الذي وقع اتفاقيات تعاون عدة مع مصر خصوصا في مجال مكافحة الارهاب، "اننا نعمل جميعا على التوصل الى تسوية بناءة لهذه المسألة في اقرب وقت ممكن".
ثم عاد وقال في مؤتمر صحافي اخر في القاهرة، "اتطلع إلى حل هذه القضية بنجاح في اقرب وقت". من جانبهم اعرب محامو فهمي امل كلوني ولورن ولدمان في بيان لهما الخميس عن احباطها من عدم اعلان "اي شيء ملموس" عقب لقاء بيرد وشكري.

كما اعربوا عن أملهما ان تواصل الحكومة الكندية الجهود الدبلوماسية حتى "اطلاق سراح فهمي وعودته إلى وطنه". وتضمن البيان الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه تصريحات لفهمي المسجون في مصر منذ توقيفه في كانون الاول/ديسمبر 2013. ونقل البيان عن فهمي قوله "اتفهم ان قدرة الحكومة الكندية لمساعدتي محدودة بالقواعد الدبلوماسية. لكنني اؤمن ان رئيس الوزراء هاربر يمكنه فعل المزيد لاطلاق سراحي اذا ما تدخل بشكل مباشر في قضيتنا".

واضاف فهمي "وضعي وازمتي القانونية المستمرة تؤثر على جميع الكنديين في الشرق الاوسط، لأنها تظهر ان أي شخص، بغض النظر عن مدى براءته، يمكن ان يصبح ضحية للاضطرابات السياسية هنا". وفي حزيران/يونيو الماضي، حكم على الصحافيين العاملين في النسخة الانكليزية من قناة الجزيرة، بالسجن بين 7 و10 سنوات بتهمة "نشر معلومات خاطئة" لدعم الاخوان المسلمين، الحركة التي ينتمي اليها الرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

لكن محكمة النقض الغت في الاول من كانون الثاني/يناير الجاري الحكم بحبس صحفيي الجزيرة الثلاثة وقررت اعادة محاكمتهم. وقال بيرد في الاسبوع الماضي لدى اعلانه عن زيارته الى القاهرة ان بلاده قريبة من التوصل الى اتفاق لترحيل فهمي من مصر، مشيرا الى ان المفاوضات مع السلطات المصرية دخلت مرحلة "حاسمة".

وطلبت اسرتا غريست وفهمي ترحيلهما بعد صدور مرسوم رئاسي بقانون في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي يتيح للسلطات المصرية ترحيل الاجانب المحبوسين او الذين تجري محاكمتهم. واعلن وزير الخارجية الكندي انه سيلتقي خلال زيارته للقاهرة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الا ان احد اعضاء الوفد اكد الخميس ان هذا اللقاء لن يتم. وحيا بيرد الخميس "الدور القيادي للحكومة المصرية الجديدة في مواجهة الاعمال الارهابية للاخوان المسلمين".

تأتي التطورات الجديدة في قضية الجزيرة مع محاولات للمصالحة بين القاهرة والدوحة بوساطة من السعودية، اكبر الداعمين للسيسي. وكانت القاهرة تأخذ على قطر احدى الدول القليلة التي دعمت الاخوان المسلمين ابان وجودهم في السلطة تغطية قناة الجزيرة التي وصفتها بـ "المنحازة" لاطاحة الرئيس الاسلامي محمد مرسي وما تلا ذلك من قمع دام لانصارهـ ادى الى سقوط اكثر من 1400 قتيل في صفوف المتظاهرين الاسلاميين، وتوقيف ما يزيد على 15 الف شخص.

ففي تشرين الثاني/نوفمبر وبعد اشهر من الازمة تصالحت قطر مع السعودية والامارات والبحرين، وهي ثلاث دول كانت تتهم الدوحة بزعزعة الاستقرار في المنطقة بسبب دعمها للاسلاميين.

وفي 20& كانون الاول/ديسمبر، وبعد زيارة غير مسبوقة منذ اطاحة مرسي قام بها الى القاهرة موفد من امير قطر، اعلنت مصر انها تتطلع الى "حقبة جديدة" في العلاقات مع الدوحة واكدت قطر انها "تحرص على دور قيادي لمصر في العالمين العربي والإسلامي وعلى علاقات وثيقة معها". وبعد ثمان واربعين ساعة، اعلنت الجزيرة بشكل مفاجئ اغلاق قناتها "الجزيرة مباشر مصر" التي كانت تثير غضب القاهرة.

&