بدأت في دافوس السويسرية اليوم الثلاثاء أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي، بكلمة لكلاوس شفاب، مؤسّس ومدير المنتدى، وبحفل موسيقي رفيع المستوى، ومراسم لتوزيع جوائز المنتدى السنوية، بينما تبدأ المناقشات الفعلية للمنتدى الأربعاء بمؤتمر تمهيدي، يستعرض أهم فقرات المنتدى، والمشاركين والمتحدثين. وتستمر مناقشات المنتدى وجلساته حتى 24 كانون الثاني (يناير) الجاري.
دبي: تنعقد دورة هذا العام من منتدى دافوس تحت عنوان "السياق العالمى الجديد واستكشاف التحديات العالمية الأكثر إلحاحًا في 2015"، ليناقش قضايا مهمة تتصدر أجندته السنوية لهذا العام، مثل زيادة معدل البطالة، وانعدام عدالة الأجور، والهدر المائي، والتغيرات المناخية، وتزايد النزعات القومية، وتراجع معدل الصحة العامة، وضعف الديمقراطية.
وتأتى هذه القضايا ضمن التحديات العشرة التى تؤثر سلبًا على الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي على مستوى العالم.
وقال شفاب إن قادة العالم يواجهون تحديات غير مسبوقة بتعقيداتها وسرعتها وترابطها، "وتلك التحديات تشكل عائقًا أمام بقائهم في مناصبهم، وتدعو إلى ضرورة إيجاد وسيلة للسير بنجاح في 2015، والتغلب عليها يمثل أولوية حاسمة لكل مسؤول وقيادي، ليس فقط لضمان النمو المستدام، لكن أيضًا لإعادة بناء الثقة بينه وبين شعبه".
أضاف: "جمع أصحاب المصلحة فى المنتدى يهدف إلى توفير وسيلة لتحديد إجابات عن هذه التحديات، وإبرام تحالفات بين الشركاء المعنيين، في ما يمكن تسميته بالسياق العالمى الجديد".
جيو-قضايا
وصنف المنتدى قضايا 2015 التي سيتناولها البحث جغرافيًا. أوروبيًا، تكمن التحديات في تشجيع النمو الاقتصادي، واعتماد الابتكار، وخفض بطالة الشباب، والعلاقات بين الاتحاد الأوروبى وروسيا في ظل الأزمة الأوكرانية.
أميركيًا، تشمل التحديات الحد من اللامساواة والاضطرابات الجيوسياسية والتغير المناخي. آسيويًا، يتصدر التوتر الجيوسياسي والإصلاح الاقتصادي البنيوي وتزايد السكان أولويات البحث.
شرق أوسطيًا، لا يمكن تجاهل تفاقم بطالة الشباب، والأزمات المرافقة لعمليات الانتقال السياسي نحو الديمقراطية خصوصًا أن هذا الانتقال ليس سلسًا، بل متعثرٌ في غالبية الدول التي شملتها موجة الربيع العربي.
وأفريقيًا، على المجتمعين تناول التعليم والحوكمة ومشكلة تأهيل البنى التحتية والرعاية الصحية وانتشار الأمراض بحثًا وتمحيصًا، للخروج بالحلول المثلى.
فرص مهدورة
بالرغم من أن العيون شاخصة على دافوس، ابتداءً من اليوم، إلا أن ثمة من يحذر من المغالاة في الاتكال على ما يمكن أن يقدمه هذا المنتدى من الحلول.
ليسلي-آن نايت حضرت المنتدى الإقتصادي العالمي أربع مرات، بصفتها رئيسة جميعة كاريتاس الخيرية الكاثوليكية. أما الآن، فهي الرئيس التنفيذي لمنظمة "الحكماء" الإنسانية، التي شكلها الزعيم الأفريقي الراحل نيلسون مانديلا في 2007، وقررت أنها لن تحضر في هذا العام، لأن نتائجه محدودة كما تقول.
تقول في مقابلة صحافية إن&"دافوس من الأماكن القليلة التي تتاح فيها فرصة الوصول إلى قادة الأعمال ذوي النفوذ والسياسيين ومنظمات المجتمع المدني، وهذه المجموعات الرئيسية تتعاون على نحو متزايد، لأننا مترابطون جميعًا ولكل طرف دور يقوم به لحل المشاكل الإجتماعية، والمجتمع المدني لا يدّعي القدرة على تقديم جميع الأجوبة، وبالتالي هل يعتبر المنتدى الإقتصادي العالمي المكان المناسب للحديث عن عدم المساواة والفقر، في حين يمتلك الناس هناك أضخم الثروات؟ نعم، هذا هو المكان، لكن القيود الصارمة هناك تمنع المجتمع المدني من الوصول إلى صناع القرار".
التعليقات