القدس: قام شاب فلسطيني بطعن عدد من ركاب حافلة في وسط تل ابيب بسكين قبل ان تطلق الشرطة النار عليه وتصيبه وتعتقله، في ما اعتبره رئيس الوزراء الاسرائيلي "عملية ارهابية" حمل السلطة الفلسطينية المسؤولية عنها.

وقالت فرق الاسعاف ان 12 شخصا اصيبوا تلقى معظمهم طعنات سكين، بينما جرح آخرون في حالة الهلع التي سادت. واعتبرت اصابات ثلاثة من الجرحى بالغة. واكدت الشرطة ان الفلسطيني من مدينة طولكرم في الضفة الغربية المحتلة وانه دخل اسرائيل بدون تصريح. واكدت مصادر امنية فلسطينية انه يدعى حمزة محمد حسن متروك وانه من مخيم طولكرم. وقالت المصادر ان "المخابرات الاسرائيلية استدعت والد حمزة وعددا من افراد عائلته الى مقر الارتباط العسكري الاسرائيلي للتحقيق معهم".

وهذا الهجوم هو الاول في تل ابيب منذ 10 تشرين الثاني/نوفمبر حين طعن فلسطيني جنديا اسرائيليا ما ادى الى وفاته لاحقا متاثرا باصابته. وفي اليوم نفسه طعنت مستوطنة وقتلت في الضفة الغربية المحتلة.

وسمح جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي بنشر مزيد من التفاصيل عن العملية، وقال في بيان له "ان منفذ عملية الطعن الإرهابية التي ارتكبت هذا الصباح في تل أبيب هو المدعو حمزة محمد حسن متروك، من مواليد 1992 وسكان مخيم طولكرم أصلا. وإنه لم يعتقل من قبل ولقد خرج من المخيم هذا الصباح من أجل تنفيذ عملية إرهابية داخل إسرائيل".

واضاف البيان "اعترف المدعو أثناء التحقيق الأولي الذي أجري معه بانه غادر مدينة طولكرم هذا الصباح متجها إلى إسرائيل بدون تصريح دخول وارتكب العملية الإرهابية بسكين اشتراها قبل ذلك في طولكرم. كما قال أثناء التحقيق إنه قرر تنفيذ العملية على خلفية أحداث العملية العسكرية على قطاع غزة (الجرف الصامد) والأحداث التي تحصل في الحرم الشريف واطلاعه على افكار ومنشورات ذات فحوى اسلامي متطرف ومشاهدة برامج إسلامية اشادت بـ+الارتقاء إلى الجنة+".

وتابع البيان "تم نقل الإرهابي إلى المستشفى لتقديم العلاج الطبي له ولمواصلة التحقيق معه". وقالت المتحدثة باسم الشرطة لوبا السمري ان شرطيا يعمل في ادارة السجون اطلق النار على المهاجم واصابه في ساقه وتم نقله الى المستشفى. وحمل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في بيان اصدره مكتبه باللغة العربية السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس مسؤولية الهجوم.

وقال نتانياهو ان "هذه العملية الإرهابية هي نتيجة مباشرة للتحريض السام الذي يمارس في السلطة الفلسطينية ضد اليهود ودولتهم. هذا هو الإرهاب نفسه الذي يحاول الاعتداء علينا في باريس وفي بروكسل وفي كل مكان". وحمل نتانياهو "ابو مازن المسؤولية عن التحريض ضد إسرائيل وعن التوجه الخطير إلى المحكمة الدولية"، مشيرا ايضا الى ان حركة حماس "شريكة أبو مازن في الحكومة سارعت إلى الترحيب بهذه العملية الإرهابية".

واضاف "هذه هي حماس ذاتها التي اعلنت بأنها ستقاضي إسرائيل في المحكمة الدولية في لاهاي". واكد نتانياهو انه سيواصل "العمل بقوة ضد الإرهاب الذي يحاول المساس بنا منذ تأسيس الدولة، وسنؤكد على أنه لن يحقق غايته". وكان عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس كتب على صفحته على موقع فايسبوك ان "عملية الطعن الفدائية ضد الصهاينة في تل أبيب عملية بطولية وجريئة"، مؤكدا انها "الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال وإرهابه ضد أبناء شعبنا".

من جهته، اتهم وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان عباس والقيادي في حماس اسماعيل هنية ورئيس الحركة الاسلامية رائد صلاح والنائبين العربيين في الكنيست الاسرائيلي حنين زعبي واحمد طيبي بالعمل على "تدمير الدولة اليهودية". وقال ان "كلا منهم هو جزء من عملية& تقويض حق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية، ومن وجهة نظرهم لا فرق سواء كانوا في منطقة يهودا او السامرة (الضفة الغربية) او في النقب او الجليل في تل ابيب او& في القدس".

واضاف "انهم جميعا يهدفون لتدمير الدولة اليهودية. لذا يجب ان نعمل باصرار ضد كل هؤلاء الناس". وشهدت الاراضي الفلسطينية المحتلة واسرائيل اعمال عنف اوقعت عشرات القتلى منذ صيف 2014. وقالت لوبا السمري ان العملية وقعت في حوالى السابعة صباحا في وسط تل ابيب، حيث توجه حمزة متروك الى محطة الباصات القديمة واستقل الباص وبمجرد ان تحرك الباص لمسافة قصيره "قام باشهار سكين وطعن عددا من ركاب الباص".

واوضحت ان المهاجم "طعن السائق طعنات عدة، لكن الاخير دافع عن نفسه ونجح في ابعاده". وقال شهود ان السائق استخدم رشاش فلفل لابعاد المهاجم. وروى ضابط في مصلحة السجون لاذاعة الجيش تفاصيل الحادث. وقال "رأينا الحافلة تتجه الى جانب الطريق وتتوقف عند الاشارة الخضراء، فجأة رأينا اشخاصا ينزلون من الحافلة ويستنجدون".

واضاف "عندها خرجت من السيارة انا وثلاثة اخرين وبدانا نركض خلف الارهابي. واطلقنا النار اولا في الهواء ثم على رجليه". وتابع "سقط الارهابي ارضا وقمنا بتسليمه الى الشرطة". نشرت مقاطع فيديو لكاميرات محطة موقف الباص وكاميرات اخرى يظهر فيها بعد نزوله من الباص وهو يركض واثناء ركضه طعن اسرائيلية. وتظهر صورة اخرى انه مصاب بقدمه ينزف ويصرخ من الالم بينما يظهر في صورة اخرى وهو عاري الصدر مغطى ببطانية. ودانت فرنسا الهجوم في بيان صادر من الخارجية قالت فيه "نؤكد للسلطات والشعب في اسرائيل وقوفنا معهم".