بيروت: عمت اجواء الاحتفالات المناطق الكردية في سوريا بعد ظهر الاثنين بعد ان نجح المقاتلون الاكراد من طرد تنظيم الدولة الاسلامية من مدينة عين العرب، ما شكل ضربة قوية للتنظيم "الجهادي" المتطرف.

وتزامنت هذه الهزيمة مع اعلان مسؤول عسكري عراقي الاثنين استعادة السيطرة على محافظة ديالى في شرق العراق من تنظيم الدولة الاسلامية الذي استولى على مناطق واسعة فيها منذ اشهر.

واكدت وحدات حماية الشعب الكردية التي تقاتل تنظيم الدولة الاسلامية منذ اربعة اشهر في عين العرب (كوباني بالكردية) نبأ "تحرير" المدينة.

وكتب المتحدث باسم الوحدات بولات جان على صفحته على موقع فيسبوك "مبروك تحرير كوباني على الانسانية وكردستان وشعب كوباني".

وكان المرصد السوري لحقوق الانسان أورد في تقرير بعد الظهر "تمكنت وحدات حماية الشعب من استعادة السيطرة على كامل مدينة عين العرب عقب اشتباكات عنيفة استمرت مع تنظيم الدولة الإسلامية لمدة 112 يوماً".

واشار الى ان وحدات الحماية "تواصل القيام بعملية تمشيط في بعض المنازل عند الضواحي الشرقية للمدينة، تتخللها عمليات تفكيك وتفجير عبوات ناسفة".

وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية انسحبوا الى ريف كوباني.

وفي المناطق ذات الغالبية الكردية في سوريا، نزلت حشود الى الشوارع، وكان البعض يرقص او يغني او يطلق النار في الهواء ابتهاجا، بحسب ما افاد المرصد السوري.

وقال الصحافي الكردي مصطفى عبدي الموجود في منطقة تركية حدودية مع سوريا والمتابع لملف كوباني عن قرب، في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس ان مقاتلي وحدات حماية الشعب بداوا دخول ما تبقى من احياء كانت لا تزال خارج سيطرتهم اعتبارا من السادسة صباحا (4،00 ت غ)، لكنهم كانوا "يتقدمون ببطء خوفا من وجود الغام او سيارات مفخخة او احزمة ناسفة او مفاجآت".

واشار الى ان بعض عناصر التنظيم الجهادي "شوهدوا يفرون على دراجات نارية"، وان تقدم المقاتلين الاكراد "لم يواجه باي معارك او مقاومة".

الا ان عبدي قال ان التنظيم المعروف باسم "داعش" لا يزال "موجودا في حوالى 400 قرية وبلدة في محيط كوباني، وهذا امر خطير"، مضيفا "السؤال اليوم هو: الى اي حدود سينسحب داعش؟ الى خط التماس الذي كان قبل اربعة اشهر، او فقط الى خارج المدينة؟".

وبدا تنظيم الدولة الاسلامية هجومه في اتجاه عين العرب في 16 ايلول/سبتمبر، وسيطر على مساحة واسعة من القرى والبلدات في محيطها، قبل ان يدخل المدينة في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر. وكادت المدينة تسقط في يده، الا ان المقاتلين الاكراد استعادوا زمام المبادرة في نهاية تشرين الاول/اكتوبر.

وبحسب المرصد السوري، تسببت معارك كوباني بمقتل 1737 شخصا، بينهم 1196 مقاتلا من تنظيم الدولة الاسلامية.

ويرى محللون ان هزيمة كوباني قد تضع حدا للتوسع الذي نفذه خلال الاشهر الاخيرة.

وقال موتو سيفيروغلو، الخبير في الشؤون الكردية الذي يتخذ من واشنطن مقرا، "انها ضربة قاسية لتنظيم الدولة الاسلامية ومشاريعه التوسعية"، مضيفا "على الرغم من اسلحته المتطورة وعدد مقاتليه، لم يتمكن من الاستيلاء على المدينة".

ويعود الفضل في تغير ميزان القوى على الارض في المدينة الى الضربات الجوية التي وجهها التحالف الدولي بقيادة اميركية لمواقع التنظيم، بالاضافة الى تسهيل تركيا دخول اسلحة ومقاتلين لمساندة المقاتلين الاكراد الى المدينة.

واعلنت قيادة التحالف انها نفذت 17 غارة جوية بين مساء الاحد وصباح الاثنين على مواقع للجهاديين.

واشنطن حذرة حيال الوضع في كوباني

تعاطى المسؤولون الاميركيون الاثنين بحذر مع تطورات الوضع في مدينة كوباني (عين العرب) في سوريا بعد الاعلان عن قيام القوات الكردية بطرد تنظيم الدولة الاسلامية منها.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي "كوباني تبقى متنازعا عليها". واضافت ان "القوات المناهضة لتنظيم الدولة الاسلامية تسيطر تقريبا على 70 في المئة من اراضي كوباني وقرب كوباني"، مشيرة الى ان هناك "بالتاكيد تقدما للقوات الكردية".

وقال المتحدث باسم البنتاغون الكولونيل ستيف وارن من جهته "لا يمكنني الكلام عن ان المعركة قد انتهت بالانتصار. المعركة تتواصل لكن القوات الحليفة (للولايات المتحدة) لها الغلبة".