كييف: يبدأ موفدو كييف وموسكو والانفصاليين الموالين لروسيا محادثات سلام جديدة في مينسك برعاية منظمة الامن والتعاون في اوروبا غداة قرار الاتحاد الاوروبي تمديد عقوباته على روسيا بينما تشهد المعارك تصعيدا في شرق اوكرانيا.

من جهتها، انتقدت وزارة الخارجية الروسية قرار الاتحاد الاوروبي بتوسيع العقوبات ضد موسكو. وقالت الوزارة في بيان "حان الوقت للاتحاد الاوروبي ان يفكر جديا بشأن عدم جدوى مسألة العقوبات التي لا تؤدي سوى الى ايذاء الشعب واقتصادات دولنا".

ميدانيا قتل 24 شخصا على الاقل بينهم 19 مدنيا في الساعات ال24 الماضية في معارك بين الجيش الاوكراني والمتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا. وفي دونيتسك قتل سبعة مدنيين ليل الخميس الجمعة بينما سقط خمسة آخرون صباح الجمعة في قصف منزل كانت توزع فيه مساعدات غذائية، كما ذكرت بلدية المدينة التي تعد معقلا للانفصاليين.

من جهتها، اعلنت كييف مقتل خمسة من جنودها وسبعة مدنيين في المناطق التي يسيطر عليها الجيش الاوكراني. وفي مواجهة هذا الوضع، دعا الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو الخميس الانفصاليين المؤيدين لروسيا الى التفاوض بصورة عاجلة على وقف جديد لاطلاق النار في شرق البلاد.

ودعا بوروشنكو في بيان مجموعة الاتصال الى "اجراء مشاورات عاجلة (مع الانفصاليين) للتوصل الى وقف فوري لاطلاق النار" من دون ان يحدد مكان هذه المفاوضات، بعد لقائه مع مجموعة الاتصال التي تضم رئيس اوكرانيا السابق وسفير روسيا في اوكرانيا وممثلة عن منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

وقد توجه موفدا الجمهوريتين الانفصاليتين المعلنتين دونيتسك ولوغانسك دينيس بوشيلين وفلاديسلاف دينيغو الى مينسك حيث يفترض ان تجرى هذه المشاورات، حسبما ذكرت وكالات الانباء الروسية. لكن لم يحدد شكل هذه اللقاءات ولا موعدها رسميا بعد.

وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاوكرانية اووليكس ماكييف لوكالة فرانس برس ان "لقاء مينسك قد يعقد اليوم او غدا". واضاف ان "العمل يجري بشأن مضمون هذا اللقاء لكن الجانب الاوكراني وكل موقعي اتفاقات مينسك سيكونون حاضرين".

لكن "رئيسي" الجمهوريتين الانفصاليتين الكسندر زاخارتشنكو وايغور بلوتنيتسكي اللذين كانا من موقعي اتفاقات مينسك في ايلول/سبتمبر لم يعلنا توجههما الى مينسك. وذكرت الجمعية الخيرية التي يرئسها الرئيس الاوكراني السابق ليونيد كوتشما الذي يمثل كييف في مجموعة الاتصال انه لم يغادر العاصمة الاوكرانية.

&وقد وسع الاتحاد الاوروبي الخميس عقوباته المحددة ضد روسيا لكنه اختار الانتظار قبل احتمال تشديد اجراءاته الاقتصادية. وقرر الوزراء تمديد العقوبات المحددة التي فرضت في اذار/مارس وتستهدف انفصاليين اوكرانيين ومسؤولين روسا ستة اشهر حتى ايلول/سبتمبر بسبب تورطهم في النزاع والتي ينتهي مفعولها في اذار/مارس، كما اعلنت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني في ختام اجتماع الازمة هذا.

وقالت وزارة الخارجية الروسية انها تشعر "بخيبة الامل" ازاء قرار الاتحاد الاوروبي الخميس اضافة اسماء الى قائمة العقوبات، واتهمت الاوروبيين بالانحياز ضد روسيا، مشددة على ان "قراءة بروكسل الاحادية الجانب لما يجري في النزاع داخل اوكرانيا يحرمها حق التصرف كوسيط غير منحاز".

واتهمت موسكو بدورها كييف بالتسبب عمدا في تصاعد العنف في شرق اوكرانيا بهدف التأثير على وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي. وقالت ان "مقترحاتنا الثابتة حول مسألتي حل الازمة في اوكرانيا واعادة العملية الاوروبية الى مسار بناء، لا تزال قائمة".

هددت الولايات المتحدة الخميس روسيا بفرض عقوبات جديدة اذا واصلت موسكو دعم المتمردين في اوكرانيا، واعلنت ترحيبها بالعقوبات الجديدة التي فرضها الاتحاد الاوروبي. واعلنت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جينيفر بساكي ان الاتفاق بين وزراء الخارجية الاوروبيين يشكل "اشارة اضافية الى ان تطورات الايام والاسابيع الاخيرة غير مقبولة على الاطلاق وانه ستكون لها عواقب جديدة"، في اشارة الى الهجمات الاخيرة في شرق اوكرانيا.

واضافت المتحدثة ان اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي "ترجم الجهود القائمة منذ اشهر الى عقوبات مهمة"، مشيرة الى ان ذلك يمثل "تقدما ايجابيا". لكن بساكي لم تشر الى موعد اتخاذ واشنطن عقوبات جديدة ضد روسيا ولا الجهات المستهدفة.

وفي دونيتسك كان الوضع هادئا صباح الجمعة لكن السكان لا يعتقدون ان وقفا جديدا لاطلاق النار سيطبق. وقال فلاديمير فانيتشيف المتقاعد البالغ من العمر 74 عاما "كم من الوقت سيتفاوضون؟ طوال هذا اقوت يسقط قتلى وتدمر بيوت ولا شىء يتغير".
&