هل يشهد هذا الأسبوع تطبيقًا لخطة وزير الزراعة اللبناني أكرم شهيّب في ما خص تصريف النفايات المتراكمة في بيروت والمناطق، أم تبقى اعتراضات المجتمع المدني تعوق أي حل لمسألة النفايات في لبنان؟.


ريما زهار من بيروت: في ظلّ الشلل السياسي الذي تعيشه البلاد، لا تزال أزمة النفايات، التي لم تجد طريقها إلى الحل، تتفاقم، مع تخوفات من تداعياتها السلبية على صحة المواطن، بفعل الأطنان المكدسة في بيروت ومناطق الضواحي والجبل.

ومع بداية فصل الخريف، يعيش لبنان أخطر جريمة ترتكب بحق البيئة وسلامة المواطن، فخريف لبنان، الذي أطل بأولى زخاته، سيكون مختلفًا عن الأعوام السابقة، بسبب أزمة النفايات وتراكمها في الأنهار وعلى الطرق، خصوصًا مع الحديث عن موجة أمطار تنتظر لبنان هذا الأسبوع.

موقف شهيب
وزير الزراعة أكرم شهيب أوضح أن "التحضير مستمر في موقع سرار في عكار، ليكون مطمرًا بكل المواصفات العلمية، وفي الوقت نفسه إعادة فتح مطمر الناعمة سبعة أيام فقط، على أن تستمر الجهود لمعالجة الاعتراضات التي ظهرت في موقع المصنع".

وحذر من أن موضوع النفايات "لا يتحمّل الترف السياسي، وإن على الجميع أن يعلموا أنه إذا لم تحلّ هذه المشكلة، فلن يحلّ شيء في البلد، وعندها سنقول على الدنيا السلام". وشدّد على "أن لا رجعة عن المضيّ في تنفيذ الخطة المطروحة والمستوفية الشروط العلمية"، معربًا عن أسفه لبعض الأصوات التي تصاعدت، و"كنا نأمل أن تكون مؤازرة لنا".

أضاف: "مع ذلك نؤكد أننا لن نيأس، وسنستمر في بذل الجهود، لأن الشعب اللبناني يستأهل منا حل مسألة النفايات، التي لو نظرنا إليها بصورة علمية، لتبيّن أنها عملية صناعية تعود بالفائدة، وليس بالضرر، كما يصوّر بشكل خاطئ".

جنبلاط: لعبة دولية
وكان رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط قد غرّد عبر تويتر عن موضوع النفايات، فكتب "‏إن هذه الفوضى المنظّمة، التي تستعملها بعض من وسائل الإعلام، في تحطيم الدولة والمؤسسات، ‏قد تكون لحدث كبير، خارج معرفة البعض على الأقل، لحدث أمني يدمّر البلاد، قد تكون مقدمة لأحداث أكبر لخراب الإقتصاد اللبناني والإستقرار"‏.
وختم قائلًا: "‏لذلك، إنتبهوا على لعبة الدول من تدمير لبنان تحت شعار النفايات".

أبعد من نفايات
وفي استطلاع لعينة من آراء المواطنين اللبنانيين، اعتبر فادي خليل أن المشكلة في لبنان ليست مشكلة خدمات فقط، ولا هي أزمة نفايات، فهذه أزمة عابرة سوف يتم حلّها، ولكن سوف تبقى المشكلات العصيّة في المجال السياسي موجودة، وهذا ما يؤثر في قضية التخلص من الفساد المالي والإداري والسياسي المنتشر في المؤسسات والدوائر الحكومية، لذلك المطلوب من قادة لبنان، النظر إلى العمق، وعدم الاكتفاء برؤية السطح، فالنفايات، وإن كانت السبب الأول في اندلاع التظاهرات ضد الحكومة، إلا أنها ليست السبب الأساس، ولذلك على الحكومة والطبقة السياسية عمومًا معالجة الأمور بصورة جذرية، لتحقيق الحلول والنتائج الجيدة الدائمة، وليست الموقتة. أما إذا حدث العكس، وتم إهمال تلك المشاكل الجذرية، فإن الفساد سوف يستمر، والتظاهرات، حتى لو توقفت إلى حين، فإنها مرشحة إلى العودة مجددًا.

أما ليديا طرابلسي فتؤكد أنه من حق البلدات التي تتواجد فيها المطامر، التي أعلنت عنها خطة شهيب، أن ترفض إرسال النفايات إليها، لكن ما هو الحل البديل الموقت، أن تبقى النفايات في الشوارع، ونحن مهددون بعواصف مقبلة على لبنان ستسبب بكارثة بيئية؟.

أخطار بيئية وصحية
ويحذّر الخبير البيئي كمال إندراوس في حديثه لـ"إيلاف" من أن وجود نفايات في الطرق وفي الأماكن العامة، مصحوبة بحالات المطر والشتاء، ستسبب مجموعة من التفاعلات الكيميائية والبيولوجية، التي يمكن أن تتشكل نتيجة الأجواء الموجودة.

وكذلك يمكن أن نتفاجأ بعد فترة بوجود نوعيّة جديدة من البكتيريا غير مألوفة وغير معروفة بالعمل الطبي، وهذا يستدعي مجهودًا إضافيًا من الأطباء لخلق جيل جديد من المضادات الحيويّة والأدويّة.

وظهرت مجموعة من الأمراض، التي أصبحت مألوفة، مع انتشار النفايات ومع وجود التفاعلات الحرارية، وأولى الأمراض هي أمراض الجهاز التنفسي، وهي الشائعة، والمرضى الذين يكونون ضحايا هذه التفاعلات هم مرضى الربو القصبي. أما الأمراض الثانية التي أصبحت مألوفة أيضًا هي حالات التسمم الغذائي.
&