هذه اشبه ما تكون بعملية جراحية وبعلاج نفسي وجسدي وروحي استغرق ست سنوات كاملة وكلف ما لا يقلّ عن مليون يورو وهدفه اعادة الشباب لمتحف الانسان في باريس وتأهيله لأداء دوره مرة اخرى.


ميسون أبو الحب: سيفتح متحف الانسان في باريس أبوابه امام الزائرين المتشوقين الاحد المقبل ليأخذهم في رحلة عبر تاريخ الانسان الطويل والغامض في مراحل عديدة منه.

وكان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد افتتح المتحف بشكل رسمي الخميس، الخامس عشر من تشرين الاول/اكتوبر الحالي ورافقته في الزيارة وزيرة التربية نجاة فالو بالقاسم.

معروضات مهمة

احدى معروضات المتحف المهمة تمثال صغير يحمل اسم فينوس ليسبوغ يعود تاريخه الى ما قبل ٢٥ الف عام وهو مصنوع من عاج حيوان الماموث وكان قد عثر عليه في جنوب غرب فرنسا.

ضمن المعروضات ايضا نماذج بالحجم الطبيعي لأشكال من الناس من مختلف انحاء المعمورة وعددها ثمانون.

ومع الافتتاح، سيستقبل المتحف الذي يطل مباشرة على برج ايفل ذي الانوار الوهاجة، ١٥٠ باحثا من كافة الاختصاصات ابتداءا بعلم الاحياء وانتهاءا بالفلسفة.

منعطف مهم

كان الانطباع العام في عام ٢٠٠٩ هو ان هذا المتحف سيكون مصيره ان ينطفئ الى الابد في مدينة الانوار الابدية.

ففي عام ٢٠٠٩، قام الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك بنقل محتويات المتحف وعددها حوالى ٣٠٠ قطعة الى متحف كي برانلي للفنون والثقافات.

كما نقل بعض المعروضات الى "موسيم" وهو المتحف الوهاج الجديد الخاص بالحضارات الاوربية والشرق أوسطية في مرسيليا.

واثارت هذه التطورات اسئلة عديدة في حينها عن مصير متحف الانسان وهل كان على وشك ان يغمض عينيه الى الابد وان يسلم الروح؟

ويبدو ان الجواب النهائي هو لا، حسب صحيفة ذا لوكال.
فاليوم الامل كبير في ان يعود المتحف الى سابق عهده وان يكون له دور اكبر لاسيما على صعيد الابحاث الخاصة بالانسان وبتاريخه وبموقع البشرية في هذا الكون الفسيح.