تشهد مدينة تعز حصارًا خانقًا فرضته الميليشيات الانقلابية وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، تمثل في&منع دخول كافة الاحتياجات الغذائية الأساسية المتمثلة في (الماء والغذاء والخضروات وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية).
جمال شنيتر: بينما تعاني المدينة من تدهور الخدمات الصحية في ظل ذلك الحصار الذي تفرضه المليشيات، وفي ظل استهدافها للمرافق الصحية في المحافظة، فيما كشفت منظمات مدنية عن أن عشرة آلاف طفل اصبحوا ايتامًا بسبب الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي منذ اكثر من سبعة اشهر على محافظة تعز.
كارثة انسانية
تزداد معاناة المدنيين في محافظة تعز وسط اليمن اثر تصعيد ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قصفهم العنيف بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة للتجمعات السكانية وسط المدينة.
وفي هذا الصدد، وجه ائتلاف الإغاثة الإنسانية ومنظمات المجتمع المدني في تعز نداء استغاثة الى أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون بشأن التدهور المأساوي الذي تشهده الأوضاع الإنسانية في مدينة تعز والتداعيات الخطيرة الناجمة عن ذلك.
وقال الائتلاف في بلاغ صحفي – اطلعت عليه "إيلاف" - "إن تفاقم الأوضاع الانسانية ينذر بحدوث كارثة انسانية يصعب مواجهتها مستقبلاً".
وخاطب الائتلاف امين عام الامم المتحدة قائلاً: "لا شك بأنكم تتابعون وتدركون جيدًا حقيقة الحرب الهمجية والمدمرة التي تشنها جماعة الحوثي والرئيس السابق علي عبدالله صالح على محافظة تعز، وما نجم عن ذلك من تداعيات وأثار مأسويّة طالت الأرض والإنسان وكل كائن حي في هذه المدينة المعروفة بسلميتها، وكذا تدمير كل مشاريع البنى التحتية الخدمية وفرض حصاراً خانقًا على المدينة &من مختلف الجهات، الأمر الذي حال دون وصول أية إمدادات غذائية ودوائية للسكان".
وأضاف الائتلاف في بلاغه الصحفي أن المدينة تشهد حصارًا خانقًا من المسلحين التابعين لجماعة الحوثي والرئيس السابق علي صالح من مختلف المداخل إلى جانب منع دخول كافة الاحتياجات الغذائية الأساسية المتمثلة في (الماء والغذاء والخضروات وحليب الأطفال والمستلزمات الطبية ".
واستعرض الائتلاف في بلاغه الحالة الانسانية التي تشهدها المدينة والمخاطر الإنسانية في ظل استمرار الحصار الخانق، والذي فرضته المليشيا الحوثية على المدينة مع منعها ادخال المواد الغذائية والضرورية للإنسان محولة المدينة الى سجن كبير.
وحذر من أن استمرار الصمت والتغاضي الدوليين بحق ما تعانيه تعز، وما يواجهه سكانها المدنيون من تنكيل وإبادة، سيؤدي وبشكل حتمي الى كارثة انسانية غير مسبوقة ضحاياها الآلاف من الأبرياء.
وذكر الناشط المدني فهد القدسي ان &القوات التابعة للحوثي &تفرض حصارًا خانقًا على الأحياء السكنية بمدينة تعز، وتمنع دخول المواد الغذائية ومياه الشرب إلى المدينة.
وأضاف القدسي لـ"إيلاف" قائلاً: "ازدادت الأزمة الخانقة التي تشهدها المدينة وخاصة في الاسابيع القليلة الماضية، وهناك &نقص في الادوية والمواد الغذائية ومياه الشرب والمشتقات النفطية".
ويصف الاعلامي &محمد الشميري الوضع في المدينة بأنه "لا يطاق بسبب حصار المليشيات&وقوات الرئيس المخلوع علي صالح من كل الجوانب، وأغلقوا كل مداخل المدينة، ومنعوا وصول الماء والغذاء والدواء اليها".
الميليشيات تستهدف المرافق الصحية
تعاني تعز من تدهور الخدمات الصحية فيها في ظل ذلك الحصار الذي تفرضه المليشيات، وفي ظل استهدافها للمرافق الصحية في المحافظة، الامر الذي جعل مدير عام مكتب الصحة العامة بمحافظة &تعز د.حسن العزي يستغيث بالمنظمات الانسانية والطبية الدولية ودول التحالف العربي بسرعة إنقاذ اهالي &تعز من وضع كارثي جراء الحصار الهمجي الذي تمارسه المليشيات الانقلابية.
وقال العزي في تصريح صحفي: "الوضع الصحي في &تعز سيئ جدًا ويهدد بكارثة انسانية مخيفة إن استمر التجاهل لما يدور من حصار ومنع دخول الأدوية، والاستهداف المباشر للمستشفيات العاملة والكوادر الطبية، فنحن لا نستطيع إدخال أي أدوية وإن تم تهريب ادوية فهي بسيطة جدًا ولا تفي بالغرض المطلوب".
وكشف مدير الصحة عن تعرض &المستشفى العسكري للنهب والإغلاق الكامل، فيما أغلق جزئيًا المستشفى الجمهوري ومستشفى الثورة الحكوميان، جراء الاستهداف المباشر بالقذائف، مبينًا أن المستشفيات الحكومية لا يعمل فيها إلا الطوارئ والكلى فقط، بينما &جميع الاقسام الأخرى مغلقة بما فيها الجراحة نظرًا لتدمير تلك الأقسام بالقذائف التي تتساقط على المدينة.
وأوضح &إلى أن المستشفيات الخاصة كانت تغطي كثيرًا من الحالات، منها المستشفى الدولي الذي اغلق بسبب القصف، ومستشفيات أخرى أغلقت في خط التماس، مشيرًا الى أن هناك مستشفيات أخرى اغلقت بسبب عدم وجود المشتقات النفطية.
ايتام بسبب همجية الحوثي
وكان مجلس تنسيق النقابات ومنظمات المجتمع المدني قد أصدر تقريرًا كشف فيه أن عشرة آلاف طفل اصبحوا ايتامًا بسبب الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي منذ اكثر من سبعة اشهر على محافظة تعز.
وأشار التقرير إلى سقوط 770 طفلاً ما بين قتيل وجريح، منهم 155 طفلاً قتلوا على يد جماعة الحوثي وقوات صالح، بينما بلغ عدد من سقطوا بيد القناصة التابعين للحوثيين 38 طفلاً.
وأكد مجلس تنسيق النقابات أن أطفال المدينة يعيشون وضعًا نفسيًا صعبًا وحالة رعب مستمرة نتيجة أعمال القتل والقصف، خاصة الأطفال الذين بترت أطرافهم أو أصيبوا بتشوهات جسدية.
مسيرة لإنقاذ تعز
دشن ناشطون حملات من أجل فك الحصار عن &تعز، خصوصاً مع تصاعد أزمة توفر مياه الشرب.
وأطلق الناشطون حملة اعلامية &تدعو إلى تسيير عربات مياه الى تعز وإدخال المياه إلى مواطني المدينة، وفك الحصار عنها.
ويعتزم &منظمو مسيرة المياه التوجه هذا الاسبوع بمسيرة راجلة ستنطلق من مدينة إب المجاورة لتعز، تحت عنوان "مسيرة الماء".
وتطرق عدد من النشطاء السياسيين والإعلاميين ومنتسبي المنظمات المدنية في كتاباتهم على صفحات التواصل الاجتماعي الى معاناة اهالي تعز في جراء انعدام المياه والخدمات الاخرى.
وكتبت وزيرة الثقافة أروى عثمان في صفحتها على "فيسبوك "، "في تعز اِلتهم الحوثيون وأنصار صالح الماء، والحطب، والخبز.. من ينقذ تعز من الوحوش إذا حشرت في وجه الصباحات والمساءات".
بينما كتب الناشط علي السامعي: "أي اجرام هذا الذي يرتكبه الحوثي وأزلامه، حتى الماء اصبح هدفًا عسكريًا، أي ميليشيات هذه التي تحارب الحياة؟".
وقال فيصل سعيد فارع، مدير مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة: "جرائم حرب بكل المعاني تلك التي تُمارس ضد تعز، والتي تحاصر ويلحق بأبنائها كل هذه البشاعات".
وعلق &فهد سعيد: (جرائم ضد الانسانية ترتكبها ميليشيات الحوثي وصالح، يحاصرون مدينة الثقافة والإبداع والنجاح في اليمن، حتى المياه اصبحت عدوهم المستهدف".
التعليقات