تثبت دراسة علمية حديثة ما ذهب إليه دارون سابقا، وتقول إنّ القردة العواءة التي لها أعلى صوت بين القرود، لديها اصغر خصيتين، ولكنها تبقى محتفظة بجاذبيتها لاستدراج غالبية الاناث.


عبدالإله مجيد من لندن: تعرف المرأة بحدسها انه كلما كان الرجل أعلى صوتا تكون اعضاؤه التناسلية أصغر حجما.
&
وأظهرت دراسة بيولوجية جديدة ان ذكور القردة العواءة التي لها أعلى صوت، لديها اصغر خصيتين ولكنها تبقى محتفظة بجاذبيتها لاستدراج غالبية الاناث.
&
وقال الباحثون من جامعات كامبردج البريطانية ويوتا الاميركية وفيينا النمساوية، ان دراستهم تقدم أول دليل في احد الأنواع على وجود "مقايضة نشوئية" بين الصوت والخصيتين.

وبحسب جاكوب دان الانثروبولوجي البيولوجي من جامعة كامبردج فان "هذا يعني ان اصنافا مختلفة من القردة العواءة تستثمر في واحدة من هاتين الصفتين ولكنها لا تستثمر في الاثنتين معا".

وتوقع العلماء ان يكون هناك سببان نشوئيان لهذه المقايضة، هما تطوير اعضاء تستطيع اطلاق صوت أعلى على حساب حجم الخصيتين أو ان الصياح بصوت عال يخيف الذكور المنافسين ويبعدهم، وبذلك تقل الحاجة الى امتلاك خصيتين كبيرتين لإغراء الاناث.

واكتشف العلماء ان ذكور القردة العواءة الأعلى صوتا هي الأقل انتاجا للحيوانات المنوية والعكس صحيح ايضا.

وتوصل العلماء الى ان الصوت العميق أهم من مجرد القدرة على انتاج حيوانات منوية حين يتعلق الأمر بالتزاوج بين الذكر والانثى التي يختارها.

وقال الباحث دان ان الرسالة الرئيسة لهذه الدراسة تتمثل في انه حين يتعلق الأمر بالتناسل لا يمكن امتلاك كل الصفات مرة واحدة.

وكان تشارلس دارون اشار الى وجود علاقة بين قوة صوت القردة وحجم خصيتها.

وقالت الباحثة ليزي ناب من جامعة يوتا ان دارون ربما كان محقا حين نوه باهمية عواء القرود العواءة لتكاثرها.
&
ولاحظ العلماء ان ذكر القرود العواءة الذي يعيش منفردا يميل الى ان تكون خصيتاه أصغر وصوته أعلى في حين ان الذكور التي تتنافس مع ذكور اخرى في مجموعتها تميل الى امتلاك خصيتين أكبر.

واوضح الباحث دان أن السبب قد يكون تزاوج الاناث مع عدة ذكور وبالتالي فان الذكور اكتسبت قدرة على انتاج مزيد من الحيوانات المنوية لزيادة احتمالات تلقيح البيوضة.

اما صاحب الصوت العالي من البشر الذي يُقال همسا ان لعلعلة صوته تتناسب عكسيا مع حجم اعضائه التناسلية فان الدراسة لم يكن لديها ما تقوله في هذا الشأن ولكن بامكان كل واحد ان يخرج باستنتاجاته الخاصة، ونُشرت الدراسة في مجلة Current Biology.