&لم تكن بيروت اليوم كما يعرفها الجميع، فقد إجتاحت السيول والنفايات شوارعها، على وقع غضب شعبي عارم وأزمة سياسية متفاقمة.

&
إيلاف – متابعة: يشهد لبنان، منذ صباح الأحد، منخفضًا جويًا تصاحبه رياحٌ قوية وتساقط متقطع للامطار في غالبية المناطق، وكما هي الحالة في كل عام، غرقت العاصمة بيروت وضواحيها، وهذه رواية بات يألفها اللبنانيون ويحفظون تداعياتها عن ظهر قلب، الإضافة تمثلت بدخول النفايات على خط الكارثة، بحيث إنتشرت آلاف الأطنان المكّدسة في الشوراع، لتحوّل بيروت "جوهرة الشرق" إلى مستوعب كبير للقمامة.
&
إلى ذلك، اجتاحت الأمطار شوارع لبنان، فقطعت الطريق الممتدة من منطقة جسر الباشا باتجاه الحازمية، كما وأدت إلى إقفال جسر فؤاد شهاب، والتسبب بزحمة خانقة على الاوتوستراد الساحلي الشمالي، بالإضافة إلى عشرات الطرقات الأساسية والفرعية التي غمرتها المياه نتيجة إنسداد مجاري الصرف وتكدّس النفايات بشكل كبير. هذا ويُتوقع أن تتفاقم الأزمة، لا سيّما وأن معدلات الأمطار تتجه نحو الإرتفاع مع نهاية الشهر الحالي.&
&
تشنج سياسي
&
تأتي هذا التطورات في ظل تشنّج سياسي تشهده البلاد على خلفية ملفات متعددة، فيما لوّح رئيس الحكومة تمام سلام، عبر بعض المقربين منه، بالاستقالة ما لم تُسارع القوى السياسية إلى حزم أمرها في دعم خطة الحل التي تقدّم بها وزير الزراعة أكرم الشهيّب، في المقابل، ترتفع الأصوات المطالبة بحل سريع لهذه الأزمة قبل الوصول إلى كارثة كبرى نتيجة إنطلاق فصل الشتاء.
&
في ظل هذا الواقع، تتقاذق القوى السياسية المسؤوليات والاتهامات حول هذا الملف على وقع تحركات شعبية غير مسبوقة في تاريخ لبنان الحديث، فيما لا تزال الحلول متعثرة نتيجة التجاذبات القائمة بين هذه القوى، بالإضافة إلى عوائق لوجستية تتعلق بتوفير مساحات لطمر النفايات.
&
غضب شعبي&
&
هذه الأزمة أرخت بظلالها على مواقع التواصل الإجتماعي، التي شهدت موجة غضب كبيرة، لا سيّما وأن الحكومة كانت مدركة لطبيعة هذه الكارثة التي ستحل مع بداية هطول الأمطار، فقد اعتبر رئيس غرفة التجارة والصناعة في بيروت وجبل لبنان، محمد شقيّر، بأن ما نشهده اليوم يُعد "سابقة على المستوى العالمي تُضاف الى سجّل القيادة السياسية المليء بالإخفاقات وضرب صورة لبنان واقتصاده ومصالح شعبه"، فيما حذّر الصحفي والناشط المدني، سليم اللوزي، من الآثار الكارثية لهذه الأزمة على صحة المواطنين، معتبرًا بأن ما جرى يُشكل "فرصة ذهبية للتحرك"، داعيًا الجميع للنزول إلى الشارع.
&
بدوره، علّق حارث سليمان، ناشط سياسي، على المشد بالقول: "مظهر النفايات وهي تجتاح طرقات عاصمتنا ومدننا يشعرني بقدر لا حدود له من الاهانة، لو كنت في أي موقع من مواقع المسؤولية لاستقلت، من أجل ان أحفظ كرامة أولادي على مر التاريخ"، وأضاف متوجهًا إلى المسؤولين: "العار لكم الى الابد".
&
نكات ساخرة
&
وكما هي الحال مع كل أزمة، يُسارع اللبنانيون إلى إطلاق النكات الساخرة والمتكهمة، فقد كتب باسل صالح، أستاذ جامعي، عبر صفحته على موقع "فيسبوك": "من قال ان الحكومة لا تعمل؟ لقد نظمت سباق "الف متر سباحة حرة" لأكياس الزبالة"، فيما علّق آخر بالقول: "رميت كيس زبالة بشهر تموز (يوليو) الماضي، طلع وفيّ جدًا ورجعلي اليوم عالبيت"
&