القدس: اعلنت دائرة الاوقاف الاسلامية المسؤولة عن ادارة المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة ان الشرطة الاسرائيلية منعتها من نصب كاميرات هناك بموجب خطة في هذا الصدد لتهدئة التوتر، بينما تواصلت دوامة العنف الاثنين مع مقتل فلسطيني في جنوب الضفة الغربية المحتلة بعد طعنه اسرائيليا.

وفي القدس، اعلنت الاوقاف انها كانت تعمل على نصب كاميرات في المسجد الاقصى "الا ان الشرطة الاسرائيلية تدخلت مباشرة واوقفت العمل والعمال". وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري اعلن السبت في عمّان ان اسرائيل وافقت على اتخاذ تدابير من اجل تهدئة الاوضاع في محيط المسجد الاقصى، بينها اقتراح للعاهل الاردني الملك عبد الله الثاني "لضمان المراقبة بكاميرات الفيديو وعلى مدار 24 ساعة لجميع مرافق الحرم القدسي".

كما اكد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاحد ان وضع كاميرات مراقبة في المسجد الاقصى في القدس الشرقية المحتلة يصب في "مصلحة" اسرائيل. واستنكرت الاوقاف الاثنين ما وصفته بـ "التدخل الاسرائيلي في شؤون عمل الاوقاف في المسجد الاقصى المبارك". واضاف البيان ان التدخل الاسرائيلي "دليل على ان اسرائيل تريد تركيب كاميرات تخدم مصلحتها فقط، ولا تريد كاميرات لاظهار الحقيقة والعدالة".

وقال الشيخ عزام الخطيب في حديث لوكالة فرانس برس "انا انفذ تعليمات الديوان الملكي الاردني. ونحن قمنا بتركيب كاميرات، ونريد ان تكون الكاميرات واضحة ومفتوحة لكل العالم، ليرى الجميع في اي مكان في العالم ماذا يحدث في المسجد الاقصى على غرار ما يحدث في الحرم الشريف في مكة".

وبحسب الخطيب فانه "عندما بدأنا بالتركيب صباح اليوم جاءت الشرطة (الاسرائيلية) واوقفت العمل وقالت انه ممنوع". واضاف "نحن داخل مساحات المسجد الاقصى، ولا يوجد حق لاحد بهذا التصرف غير دائرة الاوقاف". وتابع "لا توجد سلطة لاحد على المسجد سوى دائرة الاوقاف الاسلامية الاردنية".

وتعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الاردن في 1994 باشراف المملكة الأردنية على المقدسات الاسلامية في مدينة القدس. ولم يكن بالامكان الحصول على تعليق فوري من الشرطة الاسرائيلية. والحرم القدسي الذي يضم المسجد الاقصى وقبة الصخرة هو اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين لدى المسلمين.

ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم. ويستغل يهود متطرفون سماح الشرطة الاسرائيلية بدخول السياح الاجانب لزيارة الاقصى عبر باب المغاربة الذي تسيطر عليه، للدخول الى باحة الاقصى لممارسة شعائر دينية والاجهار بانهم ينوون بناء الهيكل مكانه.

واندلعت اشتباكات في الاعياد اليهودية في الشهر الماضي مع تزايد زيارات اليهود للحرم القدسي،الذي يسميه اليهود جبل الهيكل، ما زاد من مخاوف الفلسطينيين من محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم.

ويخشى الفلسطينيون محاولة اسرائيل تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967 والذي يسمح بمقتضاه للمسلمين بدخول الحرم القدسي في اي وقت، في حين لا يسمح لليهود بذلك الا في اوقات محددة ومن دون الصلاة هناك.

ميدانيا، قتل شاب فلسطيني صباح الاثنين بالقرب من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة بعدما "طعن اسرائيليا"، بحسب ما اعلن الجيش الاسرائيلي. وقال الجيش في بيان ان الفلسطيني "طعن الاسرائيلي في رقبته، مما ادى الى اصابته بجراح خطرة"، مشيرا الى انه "تم اطلاق النار على المنفذ في الموقع، مما ادى الى مقتله". وتم نقل الاسرائيلي المصاب لتلقي العلاج، بينما اكدت خدمات الاسعاف الاسرائيلية انها تعالج شابا في 19 من عمره اصيب بجروح خطرة بعد طعنه في رقبته.

ووقع الهجوم عند مفرق بيت عانون شمال مدينة الخليل. وقالت وسائل الاعلام الفلسطينية ان الشاب يدعى رائد جرادات من قرية سعير القريبة من مدينة الخليل وهو في العشرينات من عمره. بذلك، ترتفع حصيلة القتلى منذ بدء موجة العنف في الاول من تشرين الاول/اكتوبر الى 55 فلسطينيا، منهم عربي اسرائيلي واحد، فضلا عن مقتل ثمانية اسرائيليين.

وقتلت فتاة فلسطينية (17 عاما) الاحد باطلاق النار عليها في جنوب الضفة الغربية المحتلة، بعدما حاولت طعن جندي من حرس الحدود الاسرائيلي، بحسب الشرطة الاسرائيلية. لكن شهودا فلسطينيين قالوا ان الفتاة لم تكن تحمل سكينا.