يدرس البيت الأبيض والرئيس أوباما بعض التوصيات التي تتعلق بضرورة توسيع النشاط العسكري الأميركي في مواجهة تنظيم داعش، لا سيّما في ظل فشل الاستراتيجيات المعتمدة.&

إعداد عبد الإله مجيد: أوصى كبار مستشاريّ الرئيس الأميركي باراك اوباما لشؤون الأمن القومي، باتخاذ اجراءات تضع القوات الاميركية قرب جبهات القتال مع تنظيم داعش في العراق وسوريا ، كما كشف مسؤولون عن شعور البيت الأبيض بعدم الرضا عن التقدم المتحقق ضد داعش، فيما تجددت مطالبة البنتاغون بتوسيع التدخل العسكري الاميركي في النزاعات الخارجية. &
&
وستؤدي الخطوات المقترحة الى وضع عدد محدود من قوات العمليات الخاصة على الأرض، لأول مرة في سوريا، وتقريب المستشارين العسكريين الاميركيين من جبهات القتال في العراق. &ويأتي النقاش الدائر في البيت الأبيض حول هذه الاجراءات في وقت يطالب وزير الدفاع آشتون كارتر الجيش بتقديم خيارات جديدة لتدخل عسكري اوسع في العراق وسوريا وافغانستان. &
&
تصعيد
&
وتمثل الاجراءات تصعيدًا كبيرًا للدور الاميركي في العراق وسوريا، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤولين، طلبوا عدم كشف اسمائهم، انها تتطلب موافقة اوباما الذي يمكن ان يبت فيها هذا الاسبوع، &واضاف المسؤولون ان عدد القوات الاضافية المطلوبة لإجراء التغييرات التي يدرسها الرئيس غير معروف، ولكنه على الأرجح سيكون صغيرًا نسبيًا. &
&
وتعكس التوصيات قلق اوباما وكبار مستشاريه بشأن الحرب الدائرة في العراق وسوريا، حيث دخلت طريقًا مسدودًا، وتحتاج الى افكار جديدة لتوليد زخم ضد قوات داعش.&
&
وأعد قائمة الخيارات، التي قُدمت الى الرئيس، قادة عسكريون ميدانيون، وراجعها كبار مستشاريه لشؤون الأمن القومي، بمن فيهم وزير الدفاع أشتون كارتر، ووزير الخارجية جون كيري، عبر سلسلة من الاجتماعات التي عقدت خلال الاسابيع الماضية.&
&
ولكن الاجراءات الأكثر كلفة والأكبر طموحًا، مثل اقامة مناطق حظر جوي أو مناطق عازلة تتطلب آلاف الجنود على الأرض لحماية المدنيين، لم تلق تأييد أي من مستشاري اوباما السياسيين الكبار، بحسب صحيفة واشنطن بوست.&
&
سوريا &
&
وتقترح التوصيات التي قُدمت الى اوباما، في مذكرة قبل ايام، وضع عدد صغير من المستشارين الاميركيين على الأرض في سوريا، لأول مرة منذ بدأت الولايات المتحدة عملياتها العسكرية ضد داعش العام الماضي. &وستعمل قوات العمليات الخاصة مع مقاتلي المعارضة السورية المعتدلة، وربما مع بعض الفصائل الكردية، مثل وحدات حماية الشعب التي حققت بعض الانتصارات مؤخرًا ضد داعش. &
&
ومن المتوقع ان تشن هذه القوات، المسنودة بغطاء جوي اميركي، هجومًا على محافظة الرقة في المستقبل القريب، وقال مسؤولون اميركيون ان الهجوم على الرقة سيكون، إذا اثبت فاعليته، ضربة قوية توجه الى داعش.
&
العراق
&
وعلى الجانب العراقي من الحدود، اوصى كبار مستشاري اوباما بوضع مستشارين اميركيين على مستوى فرقة للقيام بعمليات محددة، مثل الهجوم لاستعادة الرمادي من داعش الذي سيطر على المدينة في الربيع الماضي. &وستضع مثل هذه الخطوات الجنود الاميركيين، الذين يتمركزون حتى الآن في قواعد لتدريب القوات العراقية، على مقربة من خطوط الجبهة، حيث يمكن ان يساعدوا القادة العسكريين العراقيين على التخطيط وتنفيذ العمليات القتالية اليومية ضد داعش في الرمادي. &
&
كما بحث كبار المسؤولين، سواء بشأن سوريا او العراق، تكثيف العمليات التي تستهدف بنية داعش التحتية لخنقه ماليًا، لا سيّما ان داعش يعتمد على بيع النفط والكهرباء داخل سوريا لتمويل عملياته العسكرية. &ولكن توسيع الضربات الجوية يهدد بزيادة الضحايا المدنيين، أو مفاقمة الوضع الانساني المتفاقم أصلًا. &
&
وقال مسؤولون في البنتاغون ان كارتر ومستشارين آخرين توصلوا الى قناعة بضرورة اتخاذ خطوات جديدة بعد الانتكاسات التي حدثت، مثل سقوط الرمادي والمصاعب التي واجهت القيادة المركزية للقوات الاميركية في تدريب مقاتلين من فصائل المعارضة السورية المعتدلة، هذا ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول رفيع في وزارة الدفاع قوله: "كارتر ادرك ان علينا ان نفعل شيئا مختلفا".
&
تغييرات جذرية
&
لكن أكبر معضلة تواجه كارتر واوباما تتمثل في ان من المستبعد ان تسفر هذه الخطوات عن تغييرات جذرية في الوضع السياسي الذي أدى الى صعود داعش في العراق وسوريا.&
&
ففي العراق تقاتل الولايات المتحدة ضد داعش بجانب ميليشيات شيعية، بعضها مدعوم من ايران. وفي سوريا تقاتل ميليشيات شيعية مدعومة من ايران لدعم نظام الأسد، &ويبدو ان الضربات الجوية الروسية ستساهم في إطالة أمد الحرب، وفي زيادة الأزمة الانسانية في سوريا.