اتهمت المعارضة الإيرانية من أسمتهم بعملاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية بالمسؤولية عن الهجوم الذي تعرض له مخيم ليبرتي - الحرية للاجئين الإيرانيين في بغداد الجمعة، ودعت إلى الاعتراف بالمخيم مكانًا للاجئين تحت إشراف المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة والإعتراف بالموقع القانوني لسكانه كلاجئين واشخاص محميين من قبل معاهدة جنيف الرابعة.

لندن: أكد مهدي أبريشمجي رئيس لجنة السلام في "المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية"، خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت من مقر المجلس في باريس مساء امس، وتابعته "إيلاف"، أن مسؤولية المجزرة والدماء التي أريقت في مخيم ليبرتي جراء استهدافه بثمانين صاروخاً بعضها من صنع إيراني، تقع على عملاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية، فنظام الملالي هو المسؤول عنها ولأن هذه الجريمة ارتكبت في العراق وتحت سيادة الحكومة العراقية فيجب عليها التحرى عن المرتكبين ووضعهم أمام العدالة.

مسؤولية الحكومة والامم المتحدة

وحول ما أعلنه واثق البطاط قائد فصيل ما يسمى "جيش المختار" التابع لحزب الله العراقي الشيعي عن مسؤوليته عن الهجوم قال "أعتقد أن هذا الشخص كان دائماً يأتي للتغطية على جرائم نظام الملالي منذ عهد المالكي ودائما كانوا يستفيدون منه في هذا المجال فهو لا يمكن أن يكون منفذا لهذه العملية لان الحقيقة هي كما قالت مريم رجوي رئيسة "المجلس الوطني للمقاومة" أن الحكومة العراقية والأمم المتحدة مسؤولتان بشأن هذه الجريمة ولاشك أن مدبّري ومنفّذي هذه العملية هم وكلاء النظام الإيراني في الحكومة العراقية ولذلك إذن مجيء هذا الشخص إلى الساحة لا ينقص شيئاً من مسؤولية الحكومة العراقية والأمم المتحدة.

وعن تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له مخيم ليبرتي - الحرية بالقرب من مطار بغداد الدولي ويضم 220 لاجئًا من عناصر منظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة مساء الجمعة الماضي اشار أبريشمجي إلى أنّ المخيم تعرض لهجوم بثمانين صاروخاً من مختلف الأنواع في اعتداء يعد من اكثر الهجمات قتلا حيث أدى إلى مقتل 23 شخصًا واصابة 22 شخصًا بجروح خطيرة كما ان عشرات اخرين ايضًا تعرضوا للاصابات وهم جميعا من اعضاء "المقاومة الإيرانية" وهم: نيرة ربيعي و بهزاد ميرشاهي، حسن أداوي رجب محمدي، رضا واديان، شريف ويسي، حسين سروآزاد، أحمد مس جيان، جاسم قصير، ابوطالب هاشمي، حميد دهقان، كيومرث يوسفي، حسين كندمي وحميد رضا إيمني.. اضافة إلى حسين أبريشمجي (شقيقي)، أحد أبرز قادة جيش التحرير الوطني والمسؤولين في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية وعضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

صواريخ إيرانية ضربت المخيم

وأضاف أن من ضمن الصواريخ التي تم اطلاقها على مخيم ليبرتي صواريخ الكاتيوشا 122 ملم، وكذلك الصواريخ التي تمت صناعتها من النموذج الروسي إن بي 24، وأطلق نظام طهران عليها إسم "فلق" حيث هدمت حدة الإنفجارات بعض الكرفانات التي يسكن فيها سكان المخيم بشكل كامل وأسقطت عديداً من الجدران الخرسانية وكسرتها كما أدت إلى شبّ حرائق هائلة في اجزاء من المخيم.

وعن المغزى السياسي لهذا الاعتداء شدد أبريشمجي على ان هذا الهجوم "لن يثني صمود وصرامة اعضاء المقاومة في المخيم بل خلافا لذلك انه جعلنا اكثر تمسكنا باهدافنا و يشحذ عزائم المناضلين في مواجهة دكتاتورية الملالي البربرية ويعزّز ارادتنا في اقرار الديمقراطية واحترام حقوق الانسان في إيران".

وأضاف أنّ الهجوم على ليبرتي يوضح حقيقتين جليتين هما: انه يعكس الضعف الذي يعيشه نظام طهران والخوف الذي ينتابه من معارضته المنظمة التي اصبح لا يطيقها علمًا بأن أعضاء هذه المعارضة في هذا المخيم محاصرون من قبل القوات العراقية وهم عزّل وليس لديهم اي سلاح، فأي نظام هشّ يمكن ان يخاف من معارضيه بهذا الحد؟ و يعد هذا الهجوم اعترافًا صارخًا من النظام بالشعبية التي تحظى بها المقاومة في الداخل الإيراني، ولذلك فأن النظام بارتكابه هذه الجريمة يعلن في وضح النهار عن بديله وكيف انه في خوف من هذا البديل الديمقراطي فلذلك يريد القضاء عليه جسديا.

وأوضح أن الحقيقة الثانية التي يفرزها الهجوم انه أظهر مرة اخرى الوجه الحقيقي للرئيس الإيراني روحاني وكذلك وجه الولي الفقيه خامنئي.. وأضاف "للذين يراهنون على اعتدال روحاني نقول لهم افتحوا عيونكم انه هو روحاني نفسه الذي دشّن رئاسته بهجوم صاروخي على ليبرتي عام 2013 وفي الوقت الحالي وفي عشية زيارته إلى فرنسا نرى بأن عملاءه وميليشياته جاؤوا إلى ابواب ليبرتي ليقصفوا هذا المخيم ثم يهربون من الموقع في ظلام الليل كالوحوش السائبة.

وأوضح انه خلال فترة رئاسة روحاني فأنه قد سجل سابقة له في تنفيذ 2000 إعدام حيث اصبح رئيس جمهورية اعدام الناشئين ورئيس جمهورية بتر الاطراف، ورئيس جمهورية فرض التمييز على النساء وقمعهن، والآن يجب ان نضيف رئيس جمهورية المجازر ضد المعارضين في ليبرتي.

فيديو للمؤتمر الصحافي لمهدي ابريشمجي:

اعتبار المخيم مكانًا للاجئين وحمايتهم وفقًا لاتفاقية جنيف

وبالنسبة للظروف التي يعيشها سكان المخيم ومستقبلهم، فقد دعا أبريشمجي الولايات المتحدة إلى العمل وفقًا لمذكرة التفاهم التي التزمت بموجبها أن تؤمن الحماية والسلامة للسكان حتى الشخص الأخير منهم طيلة حضورهم في العراق وهذه الالتزامات تشمل جميع المتطلبات للحماية والامن للمخيم في مواجهة الهجمات الأرضية والهجمات الصاروخية والقصف بالهاونات وعلى وجه التحديد ضرورة إعادة الجدران الاسمنتية، وكذلك الخوذات والسترات للحماية والمستلزمات الطبية.

وطالب بإلغاء جميع الإجراءات القمعية المفروضة من قبل حكومة بغداد ضد سكان مخيمي أشرف وليبرتي، ونقل ادارة ليبرتي إلى شخص غير تابع لنظام طهران للحيلولة دون اي تدخل من قبل هذا النظام وعملائه في المؤسسة العراقية في ملف ليبرتي، وفي ملف مجاهدي خلق في العراق.

وشدد على ضرورة إنهاء حالة السجن القسري السائدة في ليبرتي وحرية التنقل وفقًا لمختلف البيانات الصادرة عن المفوضية السامية للاجئين و رفع الحصار عن المخيم بشكل كامل وضمان القياسات الثابتة لحياة كريمة وفقًا للمواد1،2،3 و 4 من نص مذكرة التفاهم، التي تم توقيعها من قبل الحكومة العراقية والأمم المتحدة.

وأشار إلى ضرورة الاعتراف بمخيم ليبرتي مخيمًا للاجئين تحت اشراف المفوضية السامية للاجئين التابعة للامم المتحدة والإعتراف بالموقع القانوني لسكان ليبرتي كلاجئين واشخاص محميين من قبل معاهدة جنيف الرابعة.

وشدد على العمل من اجل فتح تحقيق من قبل الأمم المتحدة بشأن 7 رهائن من عناصر مجاهدي خلق اختطفتهم الحكومة العراقية.. وبشأن سبع مجازر ارتكبت ضد السكان وجرّ المسؤولين عن هذه الجرائم امام العدالة خاصة المسؤولين عن مجزرة الأول من ايلول (سبتمبر) 2013 في أشرف والهجوم بالصواريخ في 29 تشرين الاول (اكتوبر) 2015 في ليبرتي.

ومن جهته، دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الهجوم على المخيم ودعا الحكومة العراقية إلى إجراء تحقيق فوري في الحادث وتقديم الجناة إلى العدالة. وشدد على التزام الأمم المتحدة بمواصلة جهودها لتسهيل التوصل إلى حل إنساني لسكان مخيم ليبرتي الحرية.

وكان المخيم قد تعرض خلال السنوات الثلاث الاخيرة إلى هجمات صاروخية مماثلة اعلنت مسؤوليتها عنها مليشيات عراقية شيعية ترتبط سياسيًا وعسكريًا وتدريبًا وتسليحًا مع النظام الإيراني الحليف لبغداد. وقد ادت تلك الاعتداءات إلى قتل حوالي 117 شخصًا من سكان المخيم، فيما توفي 27 آخرون بالموت البطيء بسبب الحصار الطبي المفروض عليهم.

ويطالب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بتوفير الحماية للسكان من قبل الحكومة العراقية والولايات المتحدة والأمم المتحدة والإعتراف بمخيم ليبرتي مخيمًا للاجئين ورفع الحصار عنه وإستبدال إدارة المخيم بأفراد يتمتعون بالنزاهة والحيادية وغير مرتبطين أو تابعين للنظام الإيراني.