فاليتا: اعلن الاتحاد الاوروبي اليوم الخميس في فاليتا انشاء صندوق لمساعدة افريقيا على مواجهة ازمة الهجرة، يبلغ رأسماله 1,8 مليار يورو، ودعيت كل من الدول الـ28 الاعضاء الى المساهمة فيه.

وقالت المفوضية ان وعود المساهمات من قبل الدول الاعضاء لم تتجاوز حتى الآن 78 مليون يورو تضاف الى المبلغ المخصص على مستوى الاتحاد. وصرح رئيس المفوضية جان كلود يونكر ان "هذا الصندوق الائتماني الطارئ" يهدف الى معالجة "الاسباب العميقة للهجرة غير المشروعة في افريقيا".

ويفترض ان تسمح هذه الاداة الجديدة بتمويل خطة التحرك التي ستقرها الدول الافريقية والاوروبية خلال القمة المنعقدة منذ الاربعاء في مالطا. واكد يونكر "ليحظى الصندوق الائتماني لافريقيا وتحركنا بالمصداقية اود ان ارى مزيدا من الدول الاعضاء تقدم مساهماتها" لتوفير المبالغ التي التزم الاتحاد الاوروبي بتقديمها، وبالتالي زيادة مساعداته الى 3,6 مليارات.

وعقد القادة الاوروبيون اجتماعا في ما بينهم لاستعراض مختلف القرارات التي اتخذت في مواجهة ازمة الهجرة غير المسبوقة. وهذه القمة الاستثنائية ستركز بشكل خاص على المحادثات الجارية مع تركيا التي يطالبها الاتحاد الاوروبي بوقف تدفق اللاجئين السوريين.

ورغم اقتراب الشتاء، لم يتراجع وصول المهاجرين، ودفع الاربعاء بسلوفينيا الى نصب اسلاك شائكة على طول حدودها مع كرواتيا. وبعد ساعات، اعلنت السويد انها تعيد فرض الرقابة على حدودها على امل الحد من اعداد الوافدين ايضا.

وفي بيانهم المشترك الذي سيوقع خلال النهار، يتعهد الاوروبيون والافارقة "بان يديروا معا تدفق المهاجرين بكل جوانبه" بحسب مشروع البيان الذي حصلت عليه وكالة فرانس برس. ومن المرتقب ان يوقع القادة الاوروبيون والافارقة الـ50 الذين يشاركون في قمة لافاليتا ايضا خطة عمل تشمل سلسلة اجراءات تهدف الى وقف تدفق المهاجرين.

وتساهم المفوضية الاوروبية بحوالى 1,8 مليار يورو، وهو مبلغ تامل في مضاعفته مع مساهمة الدول الاعضاء الـ28 في الاتحاد. وقال رئيس المفوضية جان كلود يونكر الاربعاء عند افتتاح القمة بين الاوروبيين والافارقة "يجب الا نعتبر ازمة الهجرة هذه كتهديد. يجب ان نعترف بالفرص التي تقدمها الهجرة".

- المزيد من تأشيرات الدخول -
وطالب الافارقة الاوروبيين بمنح المزيد من تأشيرات الدخول في اطار هجرة مشروعة يتردد الكثير من دول الاتحاد الاوروبي في قبولها. وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا ان "الوضع الحالي يذكر شركاءنا الاوروبيين بضرورة تشجيع الهجرة الشرعية وحرية التنقل بين قارتينا".

ورد الاوروبيون بخجل عبر قبول مضاعفة عدد تاشيرات الدخول للطلاب والباحثين الافارقة بحسب مشروع خطة العمل التي اطلعت عليها وكالة فرانس برس. في المقابل، فان دول الاتحاد الاوروبي تريد ان يساعدها نظراؤها الافارقة على اعادة& المهاجرين الافارقة الذين لا يقبلون في اوروبا الى بلادهم.

وهذا الموضوع يطرح مشكلة لغالبية القادة الافارقة. من جهته قال رئيس نيجيريا يوسوفو محمدو ان اعادة المهاجرين "تعتمد ايضا على الشروط التي ستفرض". وذكر رئيس ساحل العاج بان "اعادة المهاجرين الى دولهم يجب الا يكون الرد الوحيد لاوروبا في مواجهة المهاجرين الافارقة. في الواقع بعضهم بحاجة على غرار المهاجرين القادمين من دول اخرى، للحماية".

وخطة العمل ستقترح ايضا تشجيع مجيء مسؤولي هجرة افارقة الى اوروبا يكلفون مساعدة نظرائهم الاوروبيين على تحديد جنسية المهاجرين الذين هم في اوضاع غير مشروعة. وقال رئيس المجلس الاوروبي دونالد توسك "من اجل ابقاء الابواب مفتوحة امام اللاجئين والمهاجرين الشرعيين، يجب ان يعاد المهاجرون غير الشرعيين بطريقة فعالة وسريعة" الى دولهم. واضاف ان الرحيل الطوعي مفضل، لكن حين لا يكون الامر ممكنا، فان الابعاد القسري يعتبر "اساسا لسياسة هجرة فعالة".

والقمة تختتم ظهرا، وستتبعها قمة اخرى بين الاوروبيين فقط، تركز على المحادثات الجارية مع تركيا، الدولة الاساسية ايضا في الاستراتيجية الاوروبية الهادفة الى الحد من وصول اللاجئين والمهاجرين. وكانت المفوضية الاوروبية اعلنت قبل اسابيع انها وضعت اسس خطة تحرك مشتركة، لكن انقرة التي لديها مطالبها الخاصة، بددت هذا التفاؤل عبر القول ان هذه الخطة لم تقر بعد.

وقال مصدر اوروبي ان "الدول الاعضاء تريد معرفة اين وصلت الامور مع تركيا"، مشيرا الى ان نائب رئيس المفوضية فرانس تيمرمانس كلف باستعراض الوضع بعد زيارته تركيا. واوضح المصدر "قد يكون هناك طلب بتنظيم قمة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا".

&