الخليل: تطوق القوات الاسرائيلية مدينة الخليل في جنوب الضفة الغربية المحتلة حيث تتركز منذ اسابيع اعمال العنف بين الاسرائيليين والفلسطينيين، عبر نشر حواجز جديدة تضاف الى مئات نقاط التفتيش والعوائق السابقة.

وتحولت الخليل، اكبر مدينة في الضفة الغربية، الى خط المواجهة الجديد في اعمال العنف التي بدأت في الاول من تشرين الاول/اكتوبر. ويعيش فيها اكثر من 500 مستوطن بحماية ابراج المراقبة وحواجز الجيش، ووسط مئتي الف فلسطيني.

وتنتشر في المدينة مئات الحواجز والبوابات المعدنية التي تفصل بين الجانبين، اضيفت اليها حواجز جديدة، ولم يعد يوجد سوى طريق واحد للخروج من المدينة مطوق بجنود اسرائيليين يقومون بتفتيش السيارات وفحص هويات الركاب وسط ازدحام مروري خانق.

ووصف الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الخليل ب"الاسد النائم". لكن منذ منتصف شهر تشرين الاول/اكتوبر الماضي، تنتفض المدينة وتشهد مواجهات عنيفة، فيما قتل عشرون شخصا يتحدرون منها او من قرى محيطة برصاص القوات الاسرائيلية والمستوطنين لدى محاولتهم تنفيذ هجمات، بحسب السلطات الاسرائيلية.

- عملية للمستعربين -

في وسط المدينة، قتل شاب فلسطيني فجر الخميس اثر مداهمة وحدة "مستعربين" اسرائيلية مستشفى الاهلي لاعتقال ابن عمه المصاب بعد ان أطلقت عليه النار في 25 تشرين الاول/اكتوبر بسبب اقدامه على طعن اسرائيلي، بحسب جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي.

وقتل اليوم عبد الله عزام الشلالدة ( 27 عاما) برصاص الوحدة الاسرائيلية، بينما كان في زيارة ابن عمه.

وكان عزام الشلالدة الذي لا يزال يعالج في المستشفى والمتحدر من عائلة ناشطين في حركة حماس، وقد اصيب برصاص مستوطن اسرائيلي قرب مستوطنة متساد، لكنه تمكن من الفرار.

ويقع في الخليل الحرم الابراهيمي الذي يرتدي بعدا رمزيا قوميا ودينيا في النزاع الاسرائيلي الفلسطيني. إذ انه يضم معبدا يهوديا ومسجدا يتولى الجيش الاسرائيلي تفتيش المصلين الداخلين اليه. ويجسد هذا الاجراء تعبيرا صارخا للاحتلال بالنسبة لسكان الخليل الذين يخشون تكرار نموذج الحرم القدسي.

وبات عدد من شوارع المدينة خاليا، وتحول شارع الشهداء الذي كان يعج بالمتسوقين الى ما يشبه المنطقة الفاصلة.

لا ان انور مسودة يصر على فتح متجره كل يوم على الرغم من عدم وجود زبائن.

ويقول لوكالة فرانس برس "لم ابع شيئا منذ شهر ونصف الشهر ولا يسمح بالدخول سوى لمن يوجد اسمه على لائحة الجيش".

واوضح "لا يرغب احد بالانتظار لساعتين على الحواجز للقدوم الى هنا".

ومنذ اسبوعين تقريبا، اغلقت القوات الاسرائيلية منطقة تل الرميدة المحاذية لشارع الشهداء.

وقام الجنود الاسرائيليون بمداهمة منزل ام طلال الحداد وتفتيشه. وتقول ام طلال ان ممارسات الجيش تشبه ممارساته خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005).

وتروي انها في استيقظت في تلك الليلة بعد ان طرق عناصر من الجيش باب منزلها.

وتقول "فتحت الباب واظهر لي الجنود ورقة تقول +بامر من الحاكم العسكري، سنقوم اليوم باحتلال منزلك+".

وتضيف "لمدة "26 ساعة"، احتجزها الجنود مع زوجها واطفالها في غرفة من المنزل، بينما كانوا يتجولون بحرية في الغرف الاخرى.

وتوضح "لم ننم، ولم يتمكن الاطفال من الذهاب الى المدارس".

- "السكان الاوائل" -

لكن بالنسبة الى المتحدث باسم المستوطنين يشاي فليشير، فان التعزيزات العسكرية الاسرائيلية تعني "بطريقة او باخرى المزيد من الحرية والحياة الطبيعية لليهود".

ويضيف "قد تتم مهاجمتنا من اي احد. اي شخص يمكن ان يتحول الى قاتل جهادي".

ويدعي فيليشر انه، على الرغم من الخطر الذي يشعر به المستوطنون وحماية الجنود، فانهم سيبقون في المدينة.

ويضيف "نحن نعتبر انفسنا السكان الاوائل، وسنستمر بالانتشار هنا".

ويرى الناشط في جمعية شباب ضد الاستيطان عيسى عمرو ان اسرائيل "تريد تهويد ما تبقى من مدينة الخليل"، مؤكدا "كل ما يقوم به الاحتلال الاسرائيلي هنا هو خدمة للمشروع الاستيطاني وليس للامن".