مع تحذيرات بتطوير (داعش) قدراته لشن هجمات الكترونية على أهداف في بريطانيا بينها مستشفيات ومراكز مراقبة جوية، أعلن رئيس الحكومة انه سيقدم للبرلمان "استراتيجية شاملة" تتضمن شن ضربات جوية على التنظيم المتشدد في سوريا.

وقال رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون إنه يريد توسيع الضربات الجوية التي تنفذها بريطانيا ضد (داعش) في العراق لتشمل سوريا لتتسق مع ما يفعله الحلفاء لكنه يخشى من تكرار الهزيمة التي لقيها في البرلمان عام 2013 بشأن خطط لضرب قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

ويعارض جيريمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض توسيع الضربات الجوية لتشمل سوريا ودعا أعضاء حزبه في البرلمان ليحذوا حذوه، لكن كاميرون سيعتمد على المشرعين من حزب العمال الذين يعارضون موقف زعيمهم اليساري وعلى آخرين في الخروج على موقف حزبهم.

استراتيجية شاملة

وقال كاميرون أمام مجلس العموم يوم الثلاثاء: "سأضع إستراتيجيتنا الشاملة للتصدي لداعش (الدولة الإسلامية) ورؤيتنا لشرق أوسط أكثر استقرارا وسلاما. هذه الاستراتيجية في رأيي يجب ان تشمل اتخاذ الإجراء في سوريا الذي تحدثت عنه".

وتابع "يطلب حلفاؤنا منا ذلك وأصبحت الأسباب للقيام به أكثر قوة بعد هجمات باريس"، وقال متحدث باسم كاميرون إن من المتوقع نشر الاستراتيجية قبل نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي.

موقف كوربن

وقالت (رويترز) إن رئيس الوزراء البريطاني حمل بشدة على كوربن الذي انتخب زعيما لحزب العمال في أيلول (سبتمبر)، قائلا إنه يفضل أن يضع بريطانيا في خطر على ان يوجه ضربات جوية للمتشددين في سوريا.

وتعرض كوربن لانتقادات من بعض أعضاء حزب العمال في البرلمان لقوله لـ (بي بي سي) إنه "غير راض عن سياسة إطلاق الرصاص بغرض القتل" في حالة وقوع هجوم في بريطانيا.

وقال كاميرون للبرلمان "في هذا الموقف لا نحمي الشعب البريطاني بأن نجلس ونتمنى ان تكون الأشياء مختلفة. علينا ان نتحرك للمحافظة على أمن شعبنا وهذا ما ستفعله هذه الحكومة دائما".

وعلى صعيد متصل، قال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، إن مسلحي تنظيم (داعش) يحاولون تطوير قدراتهم لشن هجمات إلكترونية مميتة على أهداف في بلاده، من بينها مستشفيات ومراكز مراقبة الحركة الجوية.

وجاءت تصريحات أوزبورن خلال زيارته محطة استماع في وكالة "مكاتب الاتصالات الحكومية" البريطانية في مدينة تشلتنام. ومن المقرر أن يضاعف أوزبورن مخصصات الحكومة لمحاربة جرائم الإنترنت لتصل إلى 1.9 مليار جنيه إسترليني سنويا بحلول عام 2020.

مركز وطني

كما أعلن أوزبورن عن&إنشاء مركز وطني لجرائم الإنترنت يضم كبار الخبراء في البلاد.

وكان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أعلن عن مخصصات إضافية لأجهزة الأمن في بريطانيا في أعقاب هجمات الجمعة في باريس.

وأضاف أوزبورن في خطابه أن تنظيم الدولة أثبت بالفعل قدرته على استغلال الإنترنت "لأغراض دعائية بشعة"، بما في ذلك التطرف والتخطيط لتنفيذ عملياته.

وحذر في الوقت ذاته من أن التنظيم يسعى كذلك إلى اختراق بنى تحتية رئيسية في بريطانيا لمحاولة قتل الناس. وقال أوزبورن "لم يمتلكوا تلك القدرة حتى الآن. لكننا نعرف أنهم يريدونها، ويبذلون كل ما في وسعهم لبنائها".

وأضاف "إذا تعرضت إمداداتنا للكهرباء ومراقبة الحركة الجوية ومستشفياتنا لأي هجوم ناجح على الإنترنت، يمكن أن يقاس التأثير بخسائر في الأرواح وليس بخسائر اقتصادية فقط".