زغرب: وصل نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الاربعاء الى زغرب للمشاركة في قمة دول البلقان المخصصة لازمة الهجرة ما يدل على عودة اهتمام واشنطن بهذه المنطقة التي لا يزال استقرارها هشا.

وصرح بايدن للصحافة ان "الولايات المتحدة (...) ابدت اهتماما كبيرا بهذه المنطقة في السنوات الـ25 الاخيرة" مرحبا بجلوس رؤساء دول المنطقة حول مائدة واحدة.

وقال "انه انجاز ناجح"، بعد لقائه الرئيس السلوفيني بوروت باهور المشارك في تنظيم القمة الى جانب نظيرته الكرواتية كوليندا غرابار- كيتاروفيتش.

واشار ماهور ان اللقاء بحث ازمة الهجرة والتهديد الارهابي واهمية استقرار المنطقة.

وللبلقان الغربية - دول يوغوسلافيا السابقة والبانيا - ارثا ثقيلا من النزاعات التي شهدتها المنطقة في تسعينات القرن الماضي. ويبرز التوتر بين الحين والاخر بين الدول المجاورة او المجموعات ضمن البلد الواحد، في حين انه منذ بداية العام تدير هذه المنطقة الفقيرة بوسائلها البسيطة تدفق مئات الاف المهاجرين من الشرق الاوسط الذين يعبرونها في طريقهم الى اوروبا الغربية.

ويشكل حضور بايدن القمة التي تنظمها كرواتيا، دليلا على عزم واشنطن تعزيز وجودها في البلقان حيث اضطلعت الولايات المتحدة بدور اساسي في النزاع الذي شهدته يوغوسلافيا السابقة.

وبمناسبة القمة اتخذت تدابير امنية مشددة مع نشر اربعة الاف شرطي في العاصمة الكرواتية لضمان حسن سيرها.

وترى ليديا سيوليتش-فوكادينوفيتش الاستاذة في العلاقات الدولية في جامعة زغرب انه بعد تركيز اهتمامها على الشرق الاوسط وترك البلقان لعناية الاتحاد الاوروبي "عادت الولايات المتحدة. فقد فشلت اوروبا في تسوية العديد من القضايا" في المنطقة.

وسيجري بايدن ورئيس مجلس اوروبا دونالد توسك كذلك مباحثات مع رؤساء البانيا والبوسنة وكوسوفو ومقدونيا ومونتينيغرو وصربيا.

منطقة البلقان "برميل بارود محتمل"

والتحديات التي تواجهها المنطقة التي تضاف الى ازمة الهجرة والتهديد الذي يطرحه الارهاب، كثيرة.

فالعلاقات بين الاتنيات هشة خصوصا في البوسنة ومقدونيا وكوسوفو فيما يتنامى خطر نفوذ التطرف الاسلامي في البوسنة، وسط وضع اقتصادي صعب مع نسبة بطالة مرتفعة في المنطقة بمجملها خصوصا بين الشباب.

وقالت سيوليتش-فوكادينوفيتش ان "منطقة البلقان تبقى برميل بارود".

واضافت "في ضوء التهديدات الجديدة تأتي الولايات المتحدة بهدف تفادي اي زعزعة محتملة للمنطقة".

ورحبت الرئيسة الكرواتية بحضور بايدن الذي يجسد عزم واشنطن على المشاركة بشكل ناشط في المباحثات حول المخاطر الامنية في جنوب شرق اوروبا.

وقمة البلقان هذه، هي الرابعة التي تنظم بمبادرة اطلقتها في 2013 سلوفينيا وكرواتيا، وهما البلدان الوحيدان في المنطقة في الاتحاد الاوروبي.