قتل أربعة جنود سوريين ودمرت آليات عسكرية في محافظة دير الزور، في غارة جوية غير مسبوقة على معسكر للقوات السورية منذ بدء التحالف الدولي ضرباته على مواقع داعش.

بيروت: نفى الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن قصف معسكر للجيش السوري في محافظة دير الزور في شرق البلاد، وفق ما أكد المتحدث العسكري باسمه الكولونيل ستيف وارن لوكالة الصحافة الفرنسية اليوم الاثنين.

وقال وارن "اطلعنا على التقارير السورية، لكننا لم ننفذ أي ضربات في ذلك الجزء من دير الزور امس، لذلك نرى انه ما من ادلة"، موضحًا أن غارات الائتلاف استهدفت منطقة "تبعد 55 كيلومترًا عن المكان الذي قال السوريون انه تعرض للقصف".

وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت في وقت سابق أن اربع طائرات من قوات الائتلاف قامت "باستهداف احد معسكرات الجيش العربي السوري في دير الزور بتسعة صواريخ ما نجم عنه (مقتل) ثلاثة عسكريين وجرح ثلاثة عشر آخرين"، واصفة العملية بـ "الاعتداء السافر".

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان عن مقتل اربعة جنود، مشيرًا الى ان المعسكر المستهدف هو معسكر الصاعقة في ريف دير الزور الغربي. الا ان وارن اكد "عدم وجود اي عناصر بشرية في المنطقة التي قصفناها امس"، مضيفًا "كل ما قصفناه كان آبار نفط".

ونفى ممثل الرئيس الاميركي في الائتلاف الدولي بريت ماكغورك في تغريدة على موقع تويتر قصف أي معسكر للجيش في دير الزور، مضيفًا أن"التقارير عن تورط الائتلاف خاطئة".

ويسعى التنظيم منذ أكثر من عام للسيطرة على كامل دير الزور، مركز المحافظة، ومطار المدينة العسكري. ويشن الائتلاف الدولي منذ ايلول (سبتمبر) 2014 غارات جوية تستهدف مواقع تنظيم داعش وتحركاته في مناطق سيطرته في سوريا والعراق.

وتتعرض محافظة دير الزور في الاسابيع الاخيرة لقصف جوي كثيف من طائرات الائتلاف الدولي، وكذلك من الطائرات الروسية التي بدأت حملة جوية مساندة لقوات النظام في 30 ايلول (سبتمبر).

وتستهدف هذه الغارات بشكل خاص انشطة الجهاديين النفطية بهدف تجفيف مصادر تمويله، اذ تشكل عائدات تهريب النفط ابرز مصادر تمويل التنظيم المتطرف. واعلنت بريطانيا الخميس أن طائرات حربية تابعة لها استهدفت حقل العمر النفطي في اولى طلعاتها الجوية في سوريا في صفوف الائتلاف.

من جهة ثانية، أشار المرصد الاثنين إلى ارتفاع حصيلة القتلى جراء الغارات التي يعتقد أن طائرات حربية تابعة للائتلاف الدولي شنتها الاحد على مقار لتنظيم داعش في محافظة الرقة، إلى 36 "جهاديًا"،&اضافة الى ثمانية اطفال وخمس نساء.

وكان المرصد أورد في حصيلة اولى امس مقتل 32 جهاديًا فقط جراء هذه الغارات التي استهدفت مقار ومراكز للتنظيم شمال وشرق وجنوب شرق مدينة الرقة. واوضح عبد الرحمن انه "لم يتضح اذا كان القتلى الـ13 مدنيين سوريين أم من افراد عائلات المقاتلين المهاجرين في تنظيم داعش".

وتتعرض الرقة، أبرز معاقل تنظيم داعش في سوريا، لغارات جوية كثيفة منذ نحو شهر تشنها طائرات الائتلاف الدولي وطائرات روسية. واعلنت مجموعة من الدول الغربية في الايام الماضية عزمها على تعزيز جهودها العسكرية للتصدي لتنظيم داعش في سوريا.

وبعد موافقة البرلمان البريطاني الخميس على توسيع الضربات الجوية التي تنفذ في العراق الى سوريا، صادق البرلمان الالماني الجمعة على مشاركة قوة المانية يصل عديدها الى 1200 عسكري في عمليات الائتلاف الدولي ضد التنظيم المتطرف في العراق وسوريا.&