انتقادات أممية وأميركية لتصريحات ترامب

&نصر المجالي: اعتبرت شخصيات، في مواقع أممية مسؤولة، تصريحات المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأميركية دونالد ترامب في حق المسلمين غير مسؤولة، وحذرت من الخطاب التحريضي، بينما جوبهت التصريحات بحملة انتقادات عنيفة في الأوساط الأميركية، هذا ومن المنتظر أن يزور ترامب إسرائيل.

وقال المفوض السامي لحقوق الانسان، الامير زيد بن رعد إن اقتراح ترامب بمنع جميع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، امر غير مسؤول بشكل تام، مضيفًا أن إشعال نيران الكراهية والاسلاموفوبيا هو ما يريده بالضبط تنظيم داعش ويتغذى عليه.&

وحذر المسؤول الأممي من خطورة هذا الأمر كونه قد "يقوي جاذبية التطرف، وعلى سبيل المثال، تجاه الشباب المستضعفين والمهمشين"، وقال زيد بن رعد إن ترامب لعبة في ايدي داعش، أو يلعب لعبتهم، على حساب أولئك الذين ينظر اليهم، ومعظمهم من المسلمين، على انهم اهداف محتملة من قبل الجماعات المتطرفة.&

واضاف زيد بن رعد: نتوقع من الناس الذين يترشحون لمنصب عام، أن يعرفوا على الاقل بما فيه الكفاية، وتكون لديهم الخبرة التاريخية عن معاناة الناس كي لا يسقطوا بين نارين نتيجة للخطابات العاطفية التي يجب أن تكون هادئة وعقلانية.

خطاب مناهض

ومن جهتها، حذّرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، من "الخطاب المناهض للمسلمين في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية، و الخطر الذي يمثله على عملية إعادة توطين اللاجئين".

و قالت ميليسا فليمنغ، المتحدثة باسم المفوضية، في مؤتمر صحفي، عقدته اليوم الثلاثاء، في جنيف، "نحن قلقون من الخطاب المستخدم في الحملة الانتخابية الأميركية، لأنه يضع برنامج إعادة التوطين في خطر، وهو البرنامج المخصص لأكثر الناس ضعفاً، وضحايا الحروب التي يقف العالم عاجزاً عن وقفها".

نتانياهو وترامب

وإلى ذلك، قالت مصادر إسرائيلية إنه من المقرر أن يجتمع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، مع دونالد ترامب، المرشح الجمهوري المحتمل في الثامن والعشرين من الشهر الجاري في إسرائيل.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقربين من نتانياهو قولهم، إن الاجتماع "تم تحديده قبل تصريحات ترامب حول المسلمين".

وأضافت هذه المصادر، التي لم تكشف الإذاعة عن هويتها:" يمكن لأي مرشح أن يلتقي مع رئيس الوزراء، وهذا لا يعني اتفاقه مع كل التصريحات التي تصدر عن المرشحين".

ولم يصدر بيان عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن هذه الزيارة، ولكن ترامب نفسه قال في تغريدة على حسابه في "تويتر" أمس انه يتطلع لزيارة إسرائيل قبل نهاية العام الجاري.

الأمن القومي

وفي واشنطن، قالت وزارة الدفاع الاميركية إن خطاب ترامب المعادي للاسلام يقوض الامن القومي الاميركي ويعزز من قدرات التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الاسلامية (داعش)".

وكان ترامب الذي يتقدم بقية الساعين للترشح حسب استطلاعات الرأي، قال أمس إنه ينبغي منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وذلك عقب الهجوم الذي وقع في ولاية كاليفورنيا الاسبوع الماضي، والذي راح ضحيته 14 قتيلاً.

ولكن بيتر كوك، السكرتير الصحفي في وزارة الدفاع، قال إن هذا الخطاب "يعزز رواية داعش." وكانت تصريحات ترامب المذكورة قد أثارت عاصفة من الانتقادات حول العالم.

كلام كيري

وانضم وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى المنتقدين عصر الثلاثاء، عندما قال إن ما ذهب اليه ترامب "ليس بناءً" في الحرب على داعش.

وقال البنتاغون إن اغلاق حدود الولايات المتحدة بوجه المسلمين سيقوض الجهود الاميركية في التصدي للايديولوجيات المتطرفة.

وقال الناطق كوك، دون أن يذكر ترامب بالاسم، "أي شيء يعزز خطاب داعش ويضع الولايات المتحدة في مواجهة مع الدين الاسلامي ليس مخالفًا لمبادئنا فحسب، بل يناقض امننا الوطني ايضًا."

انتقاد كلينتون

ويعد رد البنتاغون تكرارًا لوجهة النظر التي عبّرت عنها هيلاري كلينتون في تغريدة قالت فيها إن الحظر الذي اقترحه ترامب على دخول المسلمين "لا يناقض مبادئنا فحسب، بل يساعد ايضًا الارهابيين".

وصدرت ردود فعل قوية فور قول ترامب ليلة الاثنين إن المسلمين يكنون "كراهية" للولايات المتحدة، وينبغي منعهم من دخول الولايات المتحدة، "حتى يتوصل ممثلونا الى سبب هذه الكراهية".

كما أدان قادة الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة ترامب بشدة، إذ قال رئيس مجلس النواب بول رايان "إن ما طرح يوم امس لا علاقة له بمبادئ هذا الحزب، والاهم من ذلك انه ليست له علاقة بمبادئ هذه الأمة".

ولكن تيد كروز، وهو ايضًا من الساعين للترشح عن الحزب في الانتخابات الرئاسية، اثنى على ترامب "لجرأته في توجيه انتباه اميركا الى الحاجة لتأمين حدودنا"، الا انه اضاف انه لا يتفق مع السياسة التي اقترحها.

وقال ترامب لاحقا إن مقترحه لن يسري على المسلمين المقيمين في الولايات المتحدة. ودافع ترامب عن فكرته يوم الثلاثاء، وشبهها بالسياسة التي اعتمدها الرئيس فرانكلين روزفلت ابان الحرب العالمية الثانية ضد الاميركيين من اصول يابانية وألمانية ايطالية.

رئيس بلدية لندن

ووصف عمدة مدينة لندن بوريس جونسن ما قاله ترامب من أن اجزاء من العاصمة البريطانية "بلغت من التطرف حدًا بحيث تخاف الشرطة دخولها"، بأنه "مضحك".

واضاف جونسن "السبب الوحيد الذي يمنعني من الذهاب الى بعض اجزاء نيويورك هو خشية الإلتقاء بترامب".