نصر المجالي: رفض البيت الأبيض ومرشحون رئاسيون أميركيون تصريحات "عنصرية" للمرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب دعا فيها إلى فرض حظر على دخول المسلمين الى الولايات المتحدة.

وقال نائب مستشار الامن القومي الأميركي، بن رودس، إن دعوة ترامب تتعارض مع قيم الأميركيين، ومن شأنه ان يلحق ضررًا بأمن الولايات المتحدة. واضاف رودس في مقابلة مع (سي إن إن): "انه على النقيض تمامًا من قيمنا كأميركيين. نحن لدينا في قانون حقوق الافراد إحترام لحرية الاديان".

وقال رودس ان بيان ترامب "يتعارض ايضًا مع أمننا"، موضحًا أن متشددي تنظيم الدولة الاسلامية يحاولون تصوير الولايات المتحدة على أنها في حرب مع الاسلام.

ومن جهته، انتقد البيت الأبيض تصريحات المرشح الجمهوري واصفًا إياها بأنها "لا تعبر عن الولايات المتحدة". وأضاف بيان صدر عن البيت الأبيض أن تلك التصريحات تتعارض مع القيم الأميركية وتشكل تهديدًا للأمن القومي.

وقال جوش أرنست الناطق باسم البيت الأبيض إن ترامب "يسعى للاستفادة من الجوانب المظلمة واستغلال مواقف الناس من أجل شحذ التأييد لحملته الانتخابية".

دعوة ترامب
وكان ترامب، الساعي للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية دعا لحظر دخول المسلمين للولايات المتحدة بعد أيام من إطلاق النار الدامي في كاليفورنيا.

ودعا ترامب إلى وقف "كامل وكلي" لدخول المسلمين الولايات المتحدة، قائلاً "ليس لدينا أي خيار آخر"، وقال إن استطلاع رأي أظهر أن المسلمين يكرهون الأميركيين، وهو ما يشكل خطرًا على البلاد.
وأضاف أن "الحدود ينبغي أن تظل مغلقة أمام المسلمين حتى يتوصل نواب الشعب إلى فهم واضح لأسباب تلك الكراهية".

مقترحات معادية

ويشار إلى أن بعض المقترحات المعادية للمهاجرين إلى الولايات المتحدة تمثل إحدى دعائم حملة ترامب، إذ تدعو الحملة إلى بناء حائط على الحدود المكسيكية مع الولايات المتحدة لمنع تسلل من تصفهم بأنهم "مغتصبون" و"مدمنو مخدرات".

وبدأ دونالد ترامب في التركيز على المسلمين الموجودين في الولايات المتحدة، أميركيين وغير أميركيين، منذ هجمات باريس الدامية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية منذ أسابيع قليلة، داعيًا إلى مراقبة المساجد وإنشاء قاعدة بيانات لتسجيل المسلمين.

وارتفعت حدة الخطاب المعادي للمسلمين الذي تتبناه حملة ترامب الأسبوع الماضي، بعد أن نفذ زوجان مسلمان هجومًا بالاسلحة النارية في ولاية كاليفورنيا الأسبوع الماضي، يعتقد أنهما من المتشددين.

كراهية الأميركيين

وقال ترامب لوسائل إعلام إن استطلاعات رأي أجرتها مؤسسات متخصصة مثل "بو ريسيرش" تضمنت بيانات تشير إلى أن المسلمين يكرهون الأميركيين.

وأضاف أنه "لا نحتاج إلى النظر في بيانات استطلاعات الرأي حتى يتضح للجميع أن هناك كراهية نعجز عن فهم أسبابها".، وتساءل: "من أين تأتي تلك الكراهية، وما هي أسبابها، هذا هو ما علينا التوصل إليه".

وأكد أنه حتى تُفهم أسباب هذه المشكلة والتهديد الخطير الذي تتعرض له الولايات المتحدة، لا يمكن ترك البلاد فريسة لهجمات مروعة من أناس لا يؤمنون بشيء آخر سوى "الجهاد"، ولا يحترمون حياة الإنسان.
وقال مدير حملة ترامب كوري لوفاندوفسكي ردًا على سؤال حول ما اذا كان مقترح المرشح ينطبق فقط على المهاجرين أم أنه سيشمل كل المسلمين من طلاب وسائحين وغيرهم بالقول "الكل".

بيانات زوار أميركا

وبعد ساعات قليلة من تصريحات ترامب، أطلق منافسه الجمهوري على مقعد الرئاسة، بين كارسون، تصريحات تضمنت ضرورة تسجيل بيانات ومراقبة جميع من يزورون الولايات المتحدة طوال فترة إقامتهم.
ولكن المتحدث باسم كارسون قال، "نحن لم ولن نكون ممن يتبنون التمييز على أساس الدين".

ومن جهته، حث عضو مجلس الشيوخ ومرشح الرئاسة الجمهوري أيضا ليندسي غراهام الجميع على إدانة تصريحات دونالد ترامب. أما جيب بوش الساعي هو الآخر للفوز بترشيح الجمهوريين، فقال "إن دونالد ترامب مصاب بلوثة، ومقترحاته لا تتصف بالجدية".

وفيما وصفت هيلاري كلينتون التي تصدر السباق للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي طرح ترامب بأنه "مستهجن وتقسيمي ومتعصب"، قالت الكاتبة المحافظة آن كولتر مؤيدة: "الى الامام يا ترامب".

وهاجم نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الأميركي الاسلامي، ترامب بالقول: "هذا تصرف شنيع من شخص يود تسنم اعلى منصب في البلاد. انه تصرف اهوج وغير أميركي، إن دونالد ترامب يشبه زعيم عصابة للشنق اكثر منه زعيمًا لأمة عظيمة كأمتنا".
&