&احتلت مارين وماريون لوبن المشهد السياسي والإعلامي في فرنسا ومجمل دول العالم، لا سيّما بعد فوزهما الساحق في الإنتخابات الداخلية بناءً على خطاب راديكالي ومتطرف بوجه المسلمين، بالإضافة إلى عشرات المواقف المثيرة للجدل.

&
إعداد ميسون أبو الحب: هما امرأتان من أسرة واحدة، ويحملّن الافكار نفسها تقريبًا، ومنذ أيام قليلة أصبحنّ يشغلنّ موقعًا خاصًا في المسرح السياسي الفرنسي، فإحداهن قد تصبح رئيسة لفرنسا، والثانية تشق طريقها بكل سهولة إلى قلب الحياة السياسية في البلاد.&
&
إحداهن براغماتية عمرها 47 عامًا درست المحاماة ونجحت في نقل حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف من هامش المشهد السياسي الى مركزه، والثانية منظرّة ايديولوجية عمرها 25 عامًا، وهي ابنة اخ الاولى، وتتبنى معتقدات الرومان الكاثوليك التقليدية، ولها مواقف ضد الاجهاض والعلاقات بين المثليين وضد الاسلام، الذي يعتبره البعض خطرًا.&
&
ازاحة الإشتراكيين
&
الاحد الماضي، تمكنت هاتان المرأتان، مارين لوبن وماريون مارشال لوبن، وهما ابنة وحفيدة مؤسس الجبهة جون ماري لوبن، من فرض نفسيهما لاعبتين اساسيتين في المشهد السياسي الفرنسي، إذ جاءت نتائج الانتخابات المحلية لصالح الجبهة، وتمكنت الاثنتان من ازاحة الاشتراكيين والمحافظين من الطريق، حاليًا على الاقل.&
&
في نور با دو كاليه، المعروفة بانتمائها الاشتراكي، قدّرت استطلاعات الرأي ان الناخبين منحوا لوبن اكثر من 40% من الاصوات في الجولة الاولى، ومن المرّجح أن يضعها تحقيق نصر انتخابي آخر في الجولة الثانية في 13 كانون أول (ديسمبر) الجاري على الطريق المؤدي الى قصر الاليزيه في انتخابات عام 2017 الرئاسية.
&
من جانبها حصلت مارشال لوبن هي الأخرى على اكثر من 40% من اصوات الناخبين في منطقة شاسعة هي بروفانس آلب كوت دازور (PACA)، التي تقع في جنوب البلاد، وهو ما يمهد لها الطريق لفوز جديد محتمل الاحد المقبل.&
&
طردت والدها!
&
كان من المفترض أن لا ترث مارين لوبن حزب الجبهة الوطنية من والدها، الذي هز المشهد السياسي في عام 2002 عندما صعد الى الجولة الثانية في الانتخابات الرئاسية ليزيح بذلك الاشتراكي ليونيل جوسبان، بل كان من المفترض ان تستلم شقيقة مارين الكبرى، ماري كارولين، زعامة الحزب، غير ان خلافات عائلية داخلية ازاحت ماري كارولين ودفعت مارين الى الأمام.&
&
وتسلمت مارين زمام الامور عام 2011، وبدأت تمنح الجبهة الوطنية صورة مختلفة عن الصورة التي حاول معارضوها رسمها لها، إنطلاقًا من كونها معادية للاجانب وتعتمد على تحريك المشاعر.&
&
وقامت مارين بعد ذلك بالسعي الى تطهير الجبهة من اسوأ عناصرها المناوئة للسامية، ومن الكاثوليكيين المتزمتين، الذين كانوا من ابرز شخصيات زعامة الجبهة في عهد والدها، وقد واجهت هذه المساعي مشاكل حتى داخل اسرتها، فوالدها، وهو في السابعة والثمانين الان، لم يكن راضيا عن الطريق الذي تسير فيه الجبهة، وحاول نسف جهود ابنته بسلسلة من المساجلات والتصريحات المناوئة للسامية.&
&
وكانت النتيجة ان مارين لم تتردد في طرد اباها من الجبهة، ليعمل على تأسيس حزب آخر في منتصف عام 2015، ويقال إنه لم يتبادل الحديث مع ابنته منذ ذلك الوقت.&
&
ولكن ومع وقوع هجمات الثالث عشر من تشرين الثاني (نوفمبر) في باريس، تمكنت مارين من صرف الاهتمام عن المشاكل العائلية المرتبطة بالجبهة، وبدأت تخاطب العالم الغربي قائلة "لا خيار امامه غير كسب الحرب" ضد المهاجمين الذين ينتمون الى تنظيم داعش، وأضافت محذرةً: "لو فشلنا في ذلك، سيستولي الاسلام الشمولي على السلطة في البلاد".&
&
إنطلاقة جديدة
&
يعتقد الكثيرون أن ابنة اخيها ماريون مارشال الجميلة هي المنظرة الايديولوجية في الجبهة، وهي الوارثة الحقيقية لايديولوجية جدها جون ماري لوبن، ويبدو انها استغلت الازمة الحالية بشكل افضل من عمتها للتأثير على الناخبين الذين يشعرون بالقلق على مستقبل بلادهم.&
&
وكانت ماريون قد رشحت نفسها للانتخابات المحلية في عام 2010، غير ان الجميع يتذكر كيف انهارت امام الملأ عندما طلب منها صحفي شرح افكارها السياسية والتغييرات التي تريد ادخالها ومجالاتها، ولم تستطع حينها من اعطاء انموذج واحد لتصورها.&
&
لكن، ومنذ ان اصبحت نائبة وأمًا لأول مرة، لوحظت تحولات وتغييرات مدهشة على شخصيتها وطريقة طرحها نفسها، واصبحت قادرة على كسب اتباع من الراديكاليين الشباب ومن مؤيدي الحزب القدامى، الذين لم يتفاهموا جيدًا مع عمتها.
&
ولم تجد ماريون غضاضة في الوقوف امام مجلس النواب وتوجيه الاتهام الى رئيس الوزراء مانويل فالس بازدراء الجبهة الوطنية بطريقة غبية، كما وانضمت ماريون ايضا الى المعارضين لزواج المثليين في عام 2013، فيما احتجبت مارين بعض الشيء.&
&
وفي الشهر الماضي طالبت ماريون بوقف تمويل ومساعدة منظمات التخطيط الأسري التي تشجع الأسر على التخلص من اولادها بالاجهاض، وكذلك الاسبوع الماضي، فقد اثارت السياسية الشابة عاصفة في تولون، المدينة المتوسطية التي يسكنها عدد كبير من المواطنين من اصول عربية، عندما قالت إن المسلمين يمكن فقط ان يكونوا فرنسيين "إن اتبعوا عادات واسلوب حياة خلقها تأثير اليونانيين والرومان و16 قرنا من المسيحية".&
&
وقالت "لسنا ارضا اسلامية، في بلدنا لا نرتدي الجلباب ولا نرتدي الحجاب ولا نفرض جوامع بحجم الكاتدرائيات".
&