قال خبراء سياسيون إن الكتلة الخليجية هي الكتلة العربية الأبرز، الداعمة للقضية السورية منذ اندلاع الأزمة في العام 2011، حيث هناك موقف خليجي موحد تجاه جميع الحلول المقترحة للأزمة، وهو ما ينبغي أن يقابله توافق من قبل فصائل المعارضة السورية على قواعد مشتركة، بهدف الذهاب بصوت واحد إلى المحافل الدولية.
حسن حاميدوي: يجتمع بالتزامن مع القمة الخليجية، التي انطلقت أمس الأربعاء في العاصمة الرياض، ما يزيد على 103 شخصيات سورية معارضة، يجتمعون للمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري، حول طاولة واحدة، حيث من المقرر أن يخرج الفرقاء السوريون بوثيقة تضمن توحيد صفوفهم، واختيار ممثليهم، وتحديد مواقفهم التفاوضية مع النظام السوري لتشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة.
فرصة أخيرة
المحلل السياسي مشاري الذايدي، أوضح أن أكبر كتلة عربية تدعم القضية السورية هي الكتلة الخليجية، مشيرًا في حديثه لـ"إيلاف" إلى أن "الموقف الخليجي موحد في هذه القضية، حتى سلطنة عمان ليست بعيدة عن الموضوع، فهي تدعم الحل السياسي، رغم علاقتها الجيدة مع النظام السوري، ضمن الخصوصية التي تحظى بها كل دولة خليجية، لكنّ هناك إجماعًا خليجيًا على الحل السياسي".
وقال الزايدي إنه يجب على المعارضة السورية أن تعرف أنه ربما تكون هذه الفرصة الأخيرة، وأنهم لم يجدوا دعمًا أكثر من دعم الدول الخليجية، حتى الموقف الفرنسي صار حرجًا بعد استهداف داعش.
وأضاف "فلا بد من استثمار هذا الأمر للوصول إلى قاعدة من التوافق على المستقبل، لأن العالم لن يتحمل المزيد من انقسام المعارضة السورية". وتابع "لا بد من استغلال وجودهم في الرياض، عاصمة أكبر دولة خليجية، فضلًا عن تزامن القمة الخليجية، والاستفادة من هذا الزخم، للذهاب بصوت واحد إلى المحافل الدولية، لأن العالم كله ينتظر& حلًا سياسيًا في سوريا، وهذا لن يتم، والطرف الآخر منقسم على نفسه".
التوافق محسوم
الخبير السياسي السعودي جمال خاشقجي، أكد أن المؤتمر هو استنفاذ للعملية السلمية في سوريا، وأن دول الخليج تحاول بكل جهدها أن تساعد على التوصل إلى حل سلمي في سوريا، وهذا المؤتمر يصبّ في هذا الأمر، مضيفًا في حديثه لـ "إيلاف" بأن المؤتمر سيتمخض عنه تشكيل مؤتمر وطني يدعم فريقًا يفاوض النظام السوري لتطبيق اتفاقية جنيف، عبر إيجاد فريق سوري معترف به دوليًا، ومدعوم من الشعب السوري، ليكون الجهة المفاوضة مع النظام، لاستلام السلطة، أو لتشكيل هيئة حكم انتقالي وفق جنيف.
وقال خاشقجي: "قطعًا إن القمة الخليجية في بيانها الختامي سوف تشير إلى هذا الاجتماع، وسوف تعتمد نتائجه"، وأضاف "دول المجلس سوف تكون ظهيرًا للوفد السوري، الذي سوف يشارك في مفاوضات المرحلة الانتقالية الصعبة"، مستبعدًا تمامًا فشل مؤتمر المعارضة السورية في الرياض، قائلًا "أستبعد ألا يخرج بشيء مشترك، أنا متأكد أنه سوف يخرج بتوافق وقاعدة مشتركة".
التوحيد بالأفعال
من جهته، قال الأكاديمي سلطان المهدي إن على فصائل المعارضة السورية بأن تتنبه إلى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقها، وأن تكون عند مستوى ثقة شعبها، وعليها أن تبرهن بالأفعال قدرتها على توحيد صفوفها بالاتفاق على وحدة الهدف والرؤية، وإلا فإن التاريخ لن يسامحها، مشيرًا في حديثه لـ "إيلاف" إلى أن سوريا في حاجة إلى حل سياسي، ينقلها من حالة الحرب إلى حالة تقوم على شراكة سياسية حقيقية، وعلى المواطنة المتساوية، وهذا ممكن التحقيق من دون التقليل من حجم التحديات".
تجدر الإشارة إلى أن وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، كان قد أعلن رسميًا أن المؤتمر الدولي لمجموعة الاتصال الدولية حول سوريا سيعقد في 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري في نيويورك، مشيرًا إلى أن نتائج الاجتماع تعتمد على نتيجة المؤتمر المنعقد حاليًا في العاصمة السعودية الرياض لممثلي المعارضة السورية.
&
&
التعليقات