تترأس ايطاليا والولايات المتحدة الاحد في روما مؤتمرًا دوليًا حول ليبيا يهدف الى حض الاطراف السياسية الرئيسية في هذا البلد على تطبيق اتفاق تم التوصل اليه بعد مفاوضات شاقة جرت برعاية الامم المتحدة.

نصر المجالي: تستضيف العاصمة الإيطالية روما اليوم الأحد مؤتمراً دولياً بمشاركة حوالي 40 دولة حول سبل تسوية الأزمة الليبية بهدف توقيع اتفاق سلام لتقاسم السلطة وإحلال السلام في موعد حددته الأمم المتحدة هو 16 كانون الأول (ديسمبر) استنادًا لحوارات قصر الصخيرات في المغرب.

ويشارك في المؤتمر ممثلون عن وزارات خارجية الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى ممثلين عن وزارات خارجية الجزائر وتونس والإمارات وقطر والمغرب وتشاد والنيجر وتركيا، وممثلين عن الاتحاد الأوروبي ومارتن كوبلير المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا.

وسيمثل واشنطن في اللقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري، فيما سيمثل موسكو إلى المؤتمر غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي.

وفضلاً عن وضع حلول حاسمة للأزمة الليبية، فإن المؤتمر سيبحث في سبل مواجهة الارهاب وخصوصًا مع تمدد (داعش) للأراضي الليبية، وكذلك وضع خطط لمواجهة الهجرة غير الشرعية.

ليبيا أولاً

ووفق المصادر الإيطالية، فإن موعد نهاية العام هو الموعد المنطقي للبدء في دعم حكومة الوفاق وانتزاع اعتراف دولي بها وتمكينها من بسط السيطرة التدريجية على مقدرات البلاد الأمنية والاقتصادية الحيوية.

وقالت مصادر ليبية إن دوائر القرار الإيطالية حددت كلمة واحدة للمؤتمر الدولي عن ليبيا يوم الأحد المقبل وتتمثل في (ليبيا أولاً)، أي أن كل القرارات والخطوات والمبادرات التي ستتمخض عن هذا اللقاء ستكون كلمة الفصل النهائية فيها للأطراف الليبية، ولن تتجاوز في أبعادها إدارة الشأن الليبي لوضع البلاد مجددًا على المسار الصحيح.

ووفق تقرير نُشر في جريدة (الوسط) الليبية الالكتروينة ، الخميس الماضي، فإنه خلافًا للمبادرات كافة التي أطلقت داخل وخارج ليبيا لحلحلة الأزمة، فإن المبادرة الإيطالية تختلف في طبيعتها لكونها أول تحرك إيطالي - أميركي رسمي مشترك وبتنسيق تام بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ونظيره الإيطالي باولو جنتيلوني، لتفعيل حل ليبي للأزمة.

خطر الإرهاب

وفي تعليق على مشاورات روما التي تنظمها إيطاليا بدعم من الولايات المتحدة، قال وزير الخارجية الإيطالي: "علينا في الشأن الليبي أن نؤكد حقيقة أنه بوسع الحكومات والدبلوماسيين والمجتمع الدولي العمل بشكل أسرع وأكثر فعالية بما يخدم استباق الخطر الإرهابي وصده. هدفنا يتمثل في خلق الظروف اللازمة لتعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق الوفاق الليبي ورفد كل المبادرات الداعية إلى تشكيل حكومة موحدة" في هذا البلد.

ومن المقرر أن يجري العمل في مشاورات روما على صياغة اتفاق يرضي البرلمان في طبرق، والمؤتمر الوطني العام الليبي في طرابلس، وذلك بعد أن اتفق الجانبان في الجولة السابقة من المفاوضات في تونس وبوساطة المبعوث الأممي على أن يتم التوقيع في الـ16 من ديسمبر/كانون الأول الجاري في المغرب على اتفاقية تشكيل حكومة وحدة وطنية في ليبيا، إلا أن المفاوضات انهارت دون أن يتوصل الطرفان إلى أي اتفاق مرضٍ.

مفاوضات سرية

ويشار إلى أن الأطراف الليبية من جهتها، وبشكل موازٍ للمشاورات الدولية تدير مفاوضات سرية بشكل مستقل عن الامم المتحدة، فيما تؤكد الأطراف الدولية المعنية أنه لا بديل عن التدخل الأممي لإحلال السلام والتسوية في ليبيا.

واستنادًا إلى ذلك، تم التحضير لمشاورات روما، باقتباس مفاوضات فيينا حول سوريا، والتي أثبتت فعاليتها، حيث ستقتصر على التمثيل الدولي دون أي تمثيل لطبرق أو طرابلس.

ويقول دبلوماسيون إن ما يقلق إيطاليا ويسوغ اهتمامها بالتسوية في ليبيا، هو خطر الإرهاب النابع من اتساع نشاط "داعش" وسواه من التنظيمات الإرهابية في هذا البلد، واستمرار تدفق اللاجئين من أفريقيا عبر أراضيه وعبر البحر إلى جنوب إيطاليا. كما ينبع اهتمام روما بالتسوية في ليبيا من العلاقات التاريخية بين البلدين والروابط الاقتصادية والاستثمارية والمالية المتجذرة منذ القدم.
&