نجحت دول العالم في التوصل إلى إتفاق تاريخي شامل ومهم لوقف التراجع الخطير في الأحوال الجوية، وتزايد الاحتباس الحراري في الكرة الارضية.


شارك في التوقيع على الاتفاق 195 دولة في باريس، وهو ما اعتبره الجميع انجازًا حقيقيًا مهمًا لاسيما وانه ألزم الدول باتخاذ اجراءات تؤدي الى خفض التلوث.&
&
ويهدف الاتفاق في نهاية الامر الى تجنب كوارث جوية مستقبلية، والى توريث كوكب معافى للاجيال القادمة من البشر. &&
&
ونشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرًا طرحت فيه التأثيرات المحتملة لهذا الاتفاق على عدة صعد ولخصتها بنقاط خمس.
&
الكرة الارضية
&
كرتنا الارضية تتعرض الى خطر كبير بسبب انبعاث الغازات الدفيئة التي يسببها الانسان، ويعتير هذا الاتفاق في احسن الاحوال خطوة اولى لحل هذه المشكلة.&
&
ويمكن ملاحظة أثر الخطر المناخي في شكل ذوبان طبقات الجليد وارتفاع مناسيب مياه البحار والمحيطات، كما بدأت الكرة الارضية تشهد احوالاً جوية غير طبيعية اصبحت تؤثر على كل شيء.&
&
ويمكن تجنب بعض نتائج ارتفاع درجات الحرارة أو الحد منها من خلال التقليل من الانبعاثات الحرارية.&
&
ويمثل هذا الاتفاق اساسًا لإجراءات اكثر صرامة في المستقبل من خلال التأكيد على مراجعته بعد سنوات. &
&
السياسة العالمية
&
خرج سياسيون من مفاوضات مؤتمر باريس بعلاقات اقوى وأوثق حيث تحاور الاتحاد الاوروبي مثلاً مع دول صغيرة في العالم، منها جزر في الباسفيك، وجلس خصوم مثل الصين والولايات المتحدة جنبًا الى جنب وتحاوروا ليحل اهتمامهم المشترك بالتقليل من انبعاث الغازات الدفيئة محل علاقات الخصومة والنزاع.&
&
ومع ذلك يمكن أن يؤدي الاتفاق الى خلافات جيوسياسية بعد ذلك، وقد يساعد اقتصاد دول تعتمد على التجديد التكنولوجي مثل الولايات المتحدة واليابان، وقد يحول دولاً فقيرة نسبيًا الى نجوم اقتصادية بسبب توفر الطاقة الشمسية والهوائية والمتجددة فيها، أو قد تهمش دول نامية بطيئة في مواكبة التطورات العالمية في مجال الطاقة. &
&
أما كبار الدول المنتجة للنفط مثل روسيا والسعودية فهي في موقف اضعف حاليًا بسبب تراجع اسعار النفط،&وقد تفقد جزءًا من نفوذها.&
&
السياسات الاميركية
&
يعتبر اتفاق باريس نصرًا للرئيس الاميركي باراك اوباما ولوزير الخارجية جون كيري، اللذين دعيا لهذا الاتفاق بقوة، غير انه اغضب العديد من الجمهوريين الذين يشككون في مدى تسبب الانسان للتغيّرات المسجلة في درجات الحرارة ويعتقدون ان الاتفاق جاء لمصلحة ايديولوجية بيئية اكثر منها لمصلحة واقع اقتصادي.&
&
هذا ولا تلعب البيئة دورًا مهمًا في اختيارات الناخبين في الولايات المتحدة ومن المعتقد ان هذه لن تلقي بظلالها على الدورة الانتخابية الحالية لان الاهتمام الاكبر ينصب على مخاوف من الارهاب رغم ان حالة الجفاف في كاليفورنيا والجو القاسي في بعض مناطق البلاد أثارا مخاوف العديد من الاميركيين.
&
أما الكونغرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون، فلن يستطيع فعل الكثير لوقف العمل بهذا الاتفاق الذي لا يعتبر معاهدة في نظر القانون الاميركي.&
&
التجارة والاعمال
&
قد تساعد الاهداف الطموحة المذكورة في اتفاق المناخ شركات تعمل في مجال انتاج الطاقة المتجددة من خلال تطوير الاسواق التي تخاطبها، وقد يجتذب هذا التفكير الربحي رؤوس اموال جديدة ومستثمرين اكثر.&
&
من جانب آخر من المرجح أن يعقد هذا الاتفاق حياة شركات تشارك نشاطاتها في تفاقم الاوضاع الجوية والاحتباس الحراري مثل شركات انتاج الفحم التي تزيد من نسبة ثاني اوكسيد الكربون في اجواء الكرة الارضية.&
&
المواطنون الاميركيون&
&
من المرجح الا يشعر عامة الاميركيين بأثر اتفاق باريس، ولكن يمكن ان يؤدي الاتفاق الى خلق فرص عمل جديدة عبر إنشاء بنى ارتكازية جديدة خاصة بالطاقة والطاقة الشمسية مع تطوير وسائل نقل جديدة لا تعتمد على الغاز، كما قال وزير الخارجية جون كيري. &
&
او، وكما حذر الجمهوريون يمكن ان يؤدي الاتفاق الى تسبب خسائر كبيرة للاميركيين في مجال التجارة والتنافس الاقتصادي.&
&